الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة (90): الشَّفق الذي تجب بغيبوبته العشاء: هو الحمرة
.
وقال أبو حنيفة: هو البياض.
لنا:
حديث ابن عمر: " الشَّفق الحُمْرة ".
وقد سبق بإسناده (1).
وفي الأحاديث المتقدِّمة: صلَّى العشاء حين غاب الشَّفق (2).
والمراد: الحُمْرة.
فإن قالوا: ففي بعض الأحاديث المتقدِّمة: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى العشاء حين اسودَّ الأفق.
قلنا: ذاك عند غيبوبة الحُمْرة، وهو أوَّل الاسوداد.
* * * * *
مسألة (91): التَّغليس بالفجر أفضل - إذا اجتمع الجيران
-.
وقال أبو حنيفة: الإسفار أفضل.
لنا طريقان في الدَّليل:
(1) برقم: (476).
(2)
الأرقام: (477، 478، 479).
أحدهما: يدلُّ على فضيلة تقديم الصَّلاة في أوَّل وقتها عمومًا.
والثَّاني: يخصُّ التغليس بالفجر.
أمَّا الأوَّل:
493 -
فروى أحمد: ثنا عفَّان ثنا شعبة أخبرني الوليد بن العيزار قال: سمعت أبا عمرو الشَّيبانيُّ قال: ثنا صاحب هذه الدَّار- وأشار إلى دار عبد الله ولم يسمِّه - قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيَّ العمل أحبُّ إلى الله عز وجل؟
قال: " الصَّلاة على وقتها ". قلت: ثُُمَّ أيّ؟ قال: " ثُمَّ برُّ الوالدين "(1).
أخرجاه في "الصَّحيحين"(2).
494 -
قال أحمد: وثنا يونس ثنا ليث عن عبد الله بن عمر بن حفص عن القاسم بن غنَّام عن جدَّته أمِّ أبيه الدُّنيا عن جدَّته أمِّ فروة أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنَّ أحبَّ العمل إلى الله عز وجل تعجيل الصَّلاة لأوَّل وقتها "(3).
ز: حديث أمِّ فروة: رواه محمد بن عبد الله الخُزَاعيُّ والقَعْنَبِيُّ والفضل ابن موسى ووكيع وأبو نُعيم عن عبد الله بن عمر العُمَرِيِّ عن القاسم بن غَنَّام.
ورواه الليث بن سعدٍ وقَزَعة بن سُويدٍ عن عبيد الله بن عمر العُمَرِيِّ عن القاسم بن غَنَّام.
فقد حدَّث به عبد الله وعبيد الله، كما نذكره عن الدَّارَقُطْنِيِّ فيما يأتي (4) O.
(1)" المسند": (1/ 409 - 410).
(2)
"صحيح البخاري": (1/ 140)؛ (فتح - 3/ 9 - رقم: 527).
"صحيح مسلم": (1/ 62 - 63)؛ (فؤاد - 1/ 89 - رقم: 85).
(3)
"المسند": (6/ 375).
(4)
برقم: (500).
495 -
وقال التِّرمذيُّ: ثنا أحمد بن منيع ثنا يعقوب بن الوليد عن عبد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الوقت الأول من الصَّلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله "(1).
496 -
وقال أحمد: ثنا قتيبة ثنا الليث عن خالد بن يزيد (2) عن سعيد ابن أبي هلال عن إسحاق بن عمر عن عائشة قالت: ما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً لوقتها الآخر [](3) مرتين حتى قبضه الله (4).
ورواه الدَّارَقُطْنِيُّ فقال: إلَاّ مرتين (5).
وفي لفظٍ عن عائشة: ما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاة لوقتها الآخر حتى قبضه الله عز وجل (6).
497 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا عثمان بن أحمد بن السمّاك ثنا الحسين بن حميد حدَّثني فرج بن عبيد المُهَلَّبيُّ ثنا عبيد بن القاسم (7) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوَّل الوقت رضوان الله، وآخر الوقت عفو الله ".
498 -
قال ابن السماك: وثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا إبراهيم بن عبد الملك (8) بن أبي محذورة حدَّثني أبي عن جدي قال:
(1)"الجامع": (1/ 213 - رقم: 172).
(2)
في "التحقيق": (زيد) خطأ.
(3)
أقحمت في الأصل كلمة: (إلا) فحذفناها كما في (ب) و"التحقيق" و"المسند".
(4)
"المسند": (6/ 92).
(5)
سنن الدارقطني: (1/ 249).
(6)
المرجع السابق.
(7)
في هامش الأصل: (حـ: عبيد بن القاسم ضعّفوه) ا. هـ
(8)
في (ب): (عبد الله) والصواب ما بالأصل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوَّل الوقت رضوان الله، ووسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت عفو (1) الله "(2).
الاعتماد على الحديث الأول، وفي باقي الأحاديث مقالٌ:
أما حديث أم فروة: فإنه لا يرويه إلَاّ العمري، وقد اضطرب فيه، فرواه: عن القاسم بن غنام عن عمته أم فروة.
والعمري: ضعيف، ضعّفه يحيى (3) وغيره.
ويمكن أن يقال: فقد روي عن يحيى أنه قال في رواية: ليس به بأس، يكتب حديثه (4). وقال أحمد بن حنبل: هو صالح (5).
وأما حديث ابن عمر: ففيه العمري أيضاً، وقد قلنا فيه.
وفيه: يعقوب بن الوليد، قال أحمد: كان من الكذابين الكبار، يضع الحديث (6).
وقال أبو داود: غير ثقة (7). وقال النَّسائيُّ: متروك الحديث (8).
(1) في "التحقيق"(تحفوا)!
(2)
سنن الدارقطني: (1/ 249 - 250).
(3)
"العلل" لعبد الله بن أحمد: (2/ 605 - رقم: 3877).
(4)
"الكامل" لابن عدي: (4/ 141 - رقم: 976).
(5)
"الجرح والتعديل": (5/ 109 - رقم: 499) من رواية أبي طالب وفيه: (صالح لا بأس به).
(6)
"العلل" برواية عبد الله: (1/ 548 - رقم: 1305؛ 2/ 532 - رقم: 3518).
(7)
" سؤالات أبي عبيد الآجري ": (2/ 314 - رقم: 1970).
(8)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 237 - رقم: 615)، وفي المطبوع:(ليس بشيء، متروك)، وفي "الكامل" لابن عدي:(7/ 147 - رقم: 2057): ليس بشيء، متروك الحديث).
وقال ابن حِبَّان: يضع الحديث على الثِّقات، لا يحلُّ كتب حديثه إلا على التَّعجُّب (1).
وأمَّا حديث عائشة: فقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ليس إسناده بمتصلٍ (2).
وأمَّا حديث جرير: ففيه: الحسين بن حميد، قال مُطَيَّن: هو كذَّابٌ ابن كذَّابٍ (3).
وأمَّا حديث أبي محذورة: ففيه: إبراهيم بن زكريا، قال أبو حاتم الرَّازيُّ: هو مجهولٌ، والحديث الذي رواه منكرٌ (4). وقال ابن عَدِيٍّ: حدَّث عن الثِّقات بالأباطيل (5).
وسُئل أحمد عن هذا الحديث - " أوَّل الوقت رضوان الله
…
" - فقال: من روى هذا؟! ليس هذا يثبت (6).
ز: 499 - عن عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنَّام عن أهل بيته عن جدَّته أمِّ فروة أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجلٌ عن أفضل الأعمال - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصَّلاة لأوَّل وقتها ".
(1)"المجروحون": (3/ 137 - 138).
(2)
كذا بالأصل و (ب) و"التحقيق" ولم نقف عليه، وقد يكون سبق قلم ابن الجوزي من (الترمذي) إلى (الدارقطني)، فهذه الكلمة قالها الترمذي في " جامعه ":(1/ 216 - رقم: 174) عقب حديث عائشة، والله أعلم.
(3)
"الكامل" لابن عدي: (2/ 368 - رقم: 498) من رواية أحمد بن محمد بن سعيد عنه، وفيه:(كذاب ابن كذاب ابن كذاب) ثلاثًا، وفي "التحقيق":(كذاب) واحدة.
(4)
"الجرح والتعديل" لابنه: (2/ 101 - رقم: 280).
(5)
"الكامل": (1/ 256 - رقم: 86) وفيه: (حدث عن الثقات بالبواطيل).
(6)
أورده ابن دقيق في "الإمام": (4/ 75 - 76) نقلاً عن الخلال من رواية الميموني.
هكذا رواه الإمام أحمد (1).
ورواه أبو داود وعنده: عن القاسم بن غنام عن بعض أمهاته عن أم فروة (2).
وفي رواية التِّرمذيِّ: عن القاسم عن عمته أم فروة، ولم يقل: عن بعض أمهاته.
وقال: لا يروى إلَاّ من حديث العمري، وليس بالقوي في الحديث، واضطربوا في هذا الحديث (3).
كذا قال التِّرمذيُّ، وفيه نظرٌ.
وقد رواه قزعة بن سويد وغيره عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن غنام عن بعض أمهاته عن أم فروة، وقد تقدم ذلك (4).
500 -
وقال أبو الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيُّ (5): ثنا أبو طالب الحافظ ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا علي بن معبد ثنا يعقوب بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الأعمال الصَّلاة في أوَّل وقتها ".
كذا رواه الحافظ محمد بن عبد الواحد في كتاب "المختارة" من طريق الدَّارَقُطْنِيِّ في ترجمة عبيد الله بن عمر عن نافع.
ثم قال: سئل عنه الدَّارَقُطْنِيُّ فقال: رواه محمد بن حِمْيرَ الحمصيّ عن
(1)"المسند": (6/ 440) من رواية يزيد بن هارون عن عبد الله بن عمر.
(2)
"سنن أبي داود": (1/ 353 - رقم: 429).
(3)
"الجامع": (1/ 212 - 214 - رقم: 170).
(4)
برقم: (494).
(5)
هو في "سنن الدارقطني": (1/ 247).
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
وقيل: عنه عن عبد الله بن عمر - أخي عبيد الله بن عمر - عن نافع عن ابن عمر، وهو وهمٌ.
والمحفوظ: عن عبيد الله وعن عبد الله، عن القاسم بن غَنَّام عن جدَّته عن أمِّ فروة (1) عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
وروى حديث إسحاق بن عمر عن عائشة: التِّرمذيُّ وقال: غريبٌ، وليس إسناده بمتصلٍ (3).
وقال البيهقيُّ: هو مرسلٌ، إسحاق بن عمر لم يدرك عائشة (4).
وقال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم عن أبيه: إسحاق بن عمر، روى عن موسى بن وَرْدَان، روى عنه سعيد بن أبي هلال، مجهولٌ (5).
وأمَّا حديث أبي مَحْذُورة: فرواه ابنُ عَدِيٍّ:
501 -
ثنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل ثنا إبراهيم بن راشد ثنا إبراهيم ابن زكريا ثنا إبراهيم بن محمد بن أبي مَحْذُورة - مؤذِّن مسجد مكَّة - قال: حدَّثني أبي عن جدِّي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوَّلُ الوقت رضوانُ الله، وأوسطُ الوقت رحمةُ الله، وآخرُ الوقت عفوُ الله "(6).
(1) في (ب): (عن جدته أمِّ فروة).
(2)
"المختارة": (مسند ابن عمر - ق: 239/ب).
(3)
"الجامع": (1/ 215 - 216 - رقم: 174).
(4)
"سنن البيهقي": (1/ 435).
(5)
"الجرح والتعديل": (2/ 229 - رقم: 800).
(6)
"الكامل" لابن عدي: (1/ 256 - رقم: 86).
كذا قال: (إبراهيم بن محمد بن أبي محذورة).
وفي طريق الدَّارَقُطْنِيِّ: إبراهيم بن عبد الملك بن أبي محذورة، وهو أشبه بالصواب (1).
وقال البيهقيُّ: هو إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، مشهور O.
وأما الطريق الثَّاني:
502 -
فروى أحمد: ثنا سفيان عن الزُّهريِّ عن عروة عن عائشة أن نساءً من المؤمنات كنّ يصلّيَّن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن، ثم يرجعن إلى أهلهن، ما يعرفهن أحد من الغلس (2).
503 -
قال أحمد: وثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن أبي المنهال عن أبي برزة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف أحدنا جليسه (3).
الحديثان في "الصحيحين".
504 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا أبو بكر النيسابوريُّ ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن ابن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز كان قاعداً على المنبر، فأخّر صلاة العصر شيئاً، فقال عروة بن الزبير: أما إن جبريل قد أخبر محمداً بوقت الصَّلاة، سمعتُ بشير بن أبي
(1)"سنن البيهقي": (1/ 436).
(2)
"المسند": (6/ 37)؛ "صحيح البخاري": (1/ 104)، (فتح - 1/ 482 - رقم: 372)؛ "صحيح مسلم": (2/ 118 - 119)، (فؤاد - 1/ 445 - 446 - رقم: 645).
(3)
"المسند": (4/ 423)؛ "صحيح البخاري": (1/ 144)، (فتح - 2/ 26 - رقم: 547)؛ "صحيح مسلم": (2/ 119 - 120)، (فؤاد - 1/ 447 - رقم: 647).
مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاريَّ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نزل جبريل فأخبرني بوقت الصَّلاة، فصليت معه، ثم صليت معه، [ثم صليت معه] (1) .... - يحسب بأصابعه خمس صلواتٍ - ". فرأيت رسول الله: يصلِّي الظُّهر حين تزول الشَّمس، وربما أخرها حين يشتد الحر؛ ورأيته يصلِّي العصر والشَّمس مرتفعة بيضاء، فينصرف الرجل من الصَّلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشَّمس؛ ويصلِّي المغرب حين تسقط الشَّمس؛ ويصلِّي العشاء حين يسود الأفق؛ وصلَّى الصُّبح مرة بغلس، ثم صلَّى مرة أخرى فأسفر، ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات، ثم لم يعد إلى أن يسفر (2).
ز: ورواه أبو داود من رواية أسامة بن زيد الليثي عن ابن شهاب.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عن الزُّهريِّ: معمر ومالك وابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعدٍ وغيرهم، لم يذكروا الوقت الذي صلَّى فيه، ولم يفسروه (3).
وأسامة بن زيد الليثي: قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: تركه يحيى ابن سعيد بأخرة (4). وقال الأثرم عن أحمد: ليس بشيء (5). وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: روى عن نافع أحاديث مناكير (6). واختلفت الرواية فيه عن
(1) زيادة من (ب) و"التحقيق" و"سنن الدارقطني".
(2)
"سنن الدارقطني": (1/ 250).
(3)
"سنن أبي داود": (1/ 340 - 341 - رقم: 397).
(4)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 284 - رقم: 1031).
(5)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 284 - 285 - رقم: 1031).
(6)
"العلل": (1/ 302 - رقم: 503؛ 2/ 24 رقم - 1428).
يحيى بن معين، فقال مرة: ثقة صالحٌ (1). وقال مرة: ليس به بأسٌ (2). وقال مرة: ثقة حجةٌ (3). وقال مرة: تُرك حديثه بأخرة (4). وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به (5). وقال النَّسائيُّ (6) والدَّارَقُطْنِيُّ: ليس بالقويِّ.
(1)"الكامل" لابن عدي: (1/ 395 - رقم: 212) من رواية أبي يعلى.
(2)
"التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 66 - رقم: 118).
(3)
"الكامل" لابن عدي: (1/ 395 - رقم: 212)، من رواية ابن أبي مريم، وليس فيه:(حجة)، ويبدو أنها ساقطة، فقد أثبتها المزي في "تهذيب الكمال":(2/ 350 - رقم: 317) وغيره.
(4)
قال الحافظ الذهبي في "الميزان": (1/ 174 - رقم: 706): (قال ابن الجوزي: اختلفت الرواية عن ابن معين
…
وقال مرة: ترك حديثه بأخرة.
الصحيح أن هذا القول الأخير ليحيى بن سعيد) ا. هـ ونحوه في " سير النبلاء ": (6/ 343 - رقم: 145)، وقد سبق في رواية أبي طالب عن أحمد.
(تنبيه): جاء في " المنتخب من ضعفاء الساجي " لابن شاقلا - المطبوع مع " تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان " -: (ص: 58 - رقم: 25) ما نصه: (حدّث يحيى بن معين عن أسامة بن زيد ثم تركه بأخرة) ا. هـ
والذي يبدو والله أعلم أن ثَمَّ خطأ ما، إما تصحيف وإما سقط، فالذي حدَّث عن أسامة ثم تركه هو: يحيى بن سعيد القطان، وقال مغلطاي في " إكمال التهذيب ":(2/ 59 - رقم: 369): (في كتاب "الجرح والتعديل" للساجي: ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن أسامة بن زيد بأحد عشر حديثاً، منها ستة أحاديث مسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الساجي: اختلف أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في أسامة الليثي) ا. هـ وهذا النص فيه أن يحيى بن سعيد كان يحدث عن أسامة، ولعله لم ينقل تركه للرواية عنه بأخرة لتقدم ذلك عن غير الساجي، والله أعلم.
(5)
"الجرح والتعديل" لابنه: (2/ 285 - رقم: 1031).
(6)
وقع في مطبوعة "الضعفاء" للنسائي: (ص: 56 - رقم: 51): (أسامة بن زيد، روى عنه سفيان الثوري، ليس بثقة) ا. هـ والظاهر أن الصواب: (ليس بالقوي) لأمور: 1 - هكذا أورده ابن بكير في جزئه: "ذكر أقوام أخرجهم البخاري ومسلم بن الحجاج في كتابيهما وأخرجهم أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسائيّ في الضعفاء" - المطبوع باسم: "سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني" -: (ص: 26 - رقم: 5).
2 -
هكذا نقله عن النَّسائيّ: ابن عدي في "الكامل": (1/ 394 - رقم: 212)، وابن =
وقال ابن عَدِيٍّ: ليس بحديثه بأسٌ (1). وروى له مسلمٌ في "صحيحه"(2) O.
أمَّا حجَّتهم:
505 -
فروى التِّرمذيُّ: ثنا هنَّاد ثنا عَبْدة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لَبيدٍ عن رافع بن خَدِيجٍ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أسفروا بالفجر، فإنَّه أعظمُ للأجر"(3).
506 -
طريقٌ آخر: قال أحمد: ثنا سفيان عن ابن عجلان عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لَبيد عن رافع بن خَدِيج عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " أصبحوا بالصُّبح، فإنَّه أعظم لأجوركم، - أو: أعظم للأجر - "(4).
قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ (5).
= الجوزي في "الضعفاء": (1/ 96 - رقم: 289)، والمزي في "تهذيب الكمال":(2/ 350 - رقم: 317)، والذهبي في "الميزان":(1/ 174 - رقم: 706).
3 -
أن النسائي قال في "عمل اليوم والليلة": (ص: 351 - رقم: 504): (أسامة بن زيد ليس بالقوي في الحديث) ا. هـ
4 -
أننا لم نقف على أحد نقل عن النسائي أنه قال في أسامة: (ليس بثقة)، والله أعلم.
(فائدة): قال العلامة الحافظ المعلمي في " التنكيل ": (1/ 64): (من أحب أن ينظر في كتب الجرح والتعديل للبحث عن حال رجل وقع في سندٍ، فعليه أن يراعي أمورًا: ....... الثاني: ليستوثق من صحة النسخة، وليراجع غيرها - إن تيسر له - ليتحقق أن ما فيها ثابت عن مؤلف الكتاب. راجع " الطليعة " ص: 55 - 59) ا. هـ
(1)
"الكامل": (1/ 395 - رقم: 212) وفيه: (حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به) ا. هـ
(2)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 70 - رقم: 98)، وقال المنقح فيما يأتي:(رقم: 2262): (روى له مسلم متابعة فيما أرى) ا. هـ
(3)
"الجامع": (1/ 201 - رقم: 154).
(4)
"المسند": (4/ 140).
(5)
في مطبوعة "الجامع": (حسن صحيح) ا. هـ
وهو محمول على ما إذا تأخر الجيران.
ز: ورواه الإمام أحمد (1) وأبو داود (2) وابن ماجه (3) والنَّسائيُّ (4) وأبو حاتم بن حِبَّان البُستيُّ (5) بطرق عن ابن إسحاق وابن عجلان.
ورواه الإمام أحمد أيضاً عن يزيد بن هارون عن ابن إسحاق عن ابن عجلان (6).
فيحتمل: أن يكون: (وابن عجلان)(7)، كما رواه النعمان بن عبد السلام عن سفيان عن محمد بن إسحاق ومحمد بن عجلان عن عاصم.
ويحتمل: أن يكون محمد بن إسحاق إنما سمعه من ابن عجلان، وكان يدلسه، والله أعلم.
507 -
وقال النَّسائيُّ: أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدَّثني إبراهيم بن أبي مريم أنا أبو غسان قال: حدَّثني زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أسفرتم بالصُّبح، فإنه أعظم للأجر "(8).
هذا إسناد صحيح، وابن أبي مريم هو: سعيد، وأبو غسان هو:
(1)"المسند": (3/ 465؛ 4/ 140، 142).
(2)
"سنن أبي داود": (1/ 352 - 353 - رقم: 427).
(3)
"سنن ابن ماجه": (1/ 221 - رقم: 672).
(4)
"سنن النسائي": (1/ 272 - رقم: 548).
(5)
"الإحسان" لابن بلبان: (4/ 355 - رقم: 1489).
(6)
وقع في مطبوعة "المسند": (قال أنبأنا ابن عجلان)، وانظر ما يأتي في التعليق التالي.
(7)
كذا ذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند": (2/ 334 - رقم: 2349).
(8)
"سنن النسائي": (1/ 272 - رقم: 549).