الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل استقبال القبلة وموضع (1) الصَّلاة
مسألة (112): إذا تحرَّى في القبلة فأخطأ، فلا إعادة عليه
.
وقال الشَّافعيُّ: يعيد.
لنا حديثان:
583 -
الحديث الأوَّل: قال التِّرمذيُّ: ثنا محمود بن غيلان ثنا وكيع ثنا أشعث بن سعيد السَّمَّان عن عاصم بن عبيد الله (2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: كُنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، في ليلة مظلمة، فلم نَدْرِ أين القِبلة؟ فصلَّى كلُّ رجلٍ منَّا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنزل {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115].
قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ، ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السَّمَّان، وأشعث يضعَّف في الحديث (3).
(1) في "التحقيق": (مواضع).
(2)
في هامش الأصل: (حـ: ورواه عمر بن قيس عن عاصم) ا. هـ
(3)
"الجامع": (1/ 374 - 375 - رقم: 345)، وليس في المطبوع قوله:(حديث حسن)، ولا ذكره المزي في "تحفة الأشراف":(4/ 228 - رقم: 5035).
ولكن أورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره": (1/ 393 - البقرة: 115) كما ذكره ابن الجوزي، فالله أعلم.
قلت: كان هُشيم يقول: أشعث السَّمان يكذب (1). وقال أحمد بن حنبل: حديثه مضطرب، ليس بذاك (2). وقال يحيى (3) والنَّسائيُّ (4) وأبو زرعة (5): ضعيف. وفي لفظٍ عن يحيى: ليس بشيءٍ (6). وقال الفلَاّس (7) والدَّارَقُطْنِيُّ (8): متروكٌ. وقال أبو حاتم بن حِبَّان: يروي عن الأئمة الأحاديث الموضوعات، خصوصًا عن هشام بن عروة (9).
وقال العقيليُّ: لا يروى متن هذا الحديث من وجهٍِ يثبت (10).
وأمَّا عاصم بن عبيد الله: فقال يحيى بن معين: ضعيف، لا يحتجُّ بحديثه (11). وقال ابن حِبَّان: كان سيء الحفظ، كثير الوهم، فاحش
(1)"الكامل" لابن عدي: (1/ 376 - رقم: 200) من رواية يحيى بن أيوب عنه.
(2)
"العلل" برواية عبد الله: (2/ 516 - رقم: 3402).
(3)
"الكامل" لابن عدي: (1/ 376 - رقم: 200) من رواية الدوري، ولم نقف عليه في مطبوعة "التاريخ".
(4)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 58 - رقم: 57).
(5)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 272 - رقم: 980) وفيه: (ضعيف الحديث).
(6)
"التاريخ" برواية الدوري: (4/ 90 - رقم: 3293).
(7)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 272 - رقم: 980) وفيه: (متروك الحديث وكان لا يحفظ).
(8)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 153 - رقم: 113).
(9)
"المجروحون": (1/ 172).
(10)
"الضعفاء الكبير": (1/ 31 - رقم: 12).
(11)
كذا أورده ابن الجوزي في "الضعفاء" أيضًا: (2/ 70 - رقم: 1757)، ولم نقف عليه بهذا النص، وقد يكون ملفقًا من كلام ابن معين، ففي "التاريخ" برواية الدوري:(3/ 183 - رقم: 822) قال: (ضعيف)، وفي موضع آخر:(3/ 230 - رقم: 1077): ذكر عاصم وآخرين، وقال:(ليس حديثهم بالحجج). قال الدوري: (أو قريبًا من هذا تكلم به يحيى) ا. هـ والله أعلم.
الخطأ، فترك (1).
ز: وروى هذا الحديث ابن ماجه (2) والدَّارَقُطنِيُّ (3).
584 -
وقال البيهقيُّ: أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين عليُّ بن الحسين الرُّصَافيُّ ببغداد ثنا محمد بن الحارث العسكريُّ حدَّثني أحمد بن عبيد الله ابن الحسن العنبريُّ قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزميُّ عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة، كنت فيها، فأصابتنا ظلمة، فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة: القبلة هاهنا - قبل الشّمال -. فصلَّوا وخطّوا خطًّا، وقال بعضنا: القبلة هاهنا - قبل الجنوب -. وخطّوا خطًّا، فلما أصبحنا وطلعت الشَّمس، أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فقدمنا من سفرنا، فأتينا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فسألناه عن ذلك، فسكت، وأنزل الله عز وجل {وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] أي: حيث كنتم.
قال البيهقيُّ: وكذلك رواه الحسن بن عليِّ بن شبيب المَعْمَريُّ ومحمد بن محمد بن سليمان الباغنديُّ عن أحمد بن عبيد الله (4) O.
585 -
الحديث الثَّاني: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: قرئ على عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - وأنا أسمع -: حدَّثكم داود بن عمرو ثنا محمد بن يزيد الواسطيُّ عن محمد بن سالم عن عطاء عن جابر قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَسِيرٍ فأصابنا غيمٌ، فتحيرَّنا، فاختلفنا في القبلة، فصلَّى كل رجلٍ منَّا على حِدةٍ،
(1)"المجروحون": (2/ 127).
(2)
"سنن ابن ماجه": (1/ 326 - رقم: 102).
(3)
"سنن الدارقطني": (1/ 272).
(4)
"سنن البيهقي": (2/ 11 - 12).
وجعل أحدنا يخطُّ بين يديه لنعلم أمكنتنا، فذكرنا ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يأمرنا بالإعادة، وقال:" قد أجزأت صلاتكم ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: كذا قال: (عن محمد بن سالم)، وقال غيره:(عن محمد بن عبيد الله العَرْزَميِّ عن عطاء) وهما ضعيفان (1).
قلت: أمَّا محمد بن سالم: فكان ابن المبارك إذا مرَّ بحديثه يقول: اضربوا عليه (2). وقال أحمد: هو شبه المتروك (3). وقال يحيى القطَّان: ليس بشيءٍ (4). وقال النَّسائيُّ: متروك الحديث، لا يساوي شيئًا (5).
وأمَّا العَرْزَميُّ: فقال أحمد: ترك النَّاس حديثه (6). وقال يحيى: لا يكتب حديثه (7).
قلت: على أنَّه قد حدَّث عنه شعبة وسفيان.
ز: وقال البيهقيُّ: لا نعلم لهذا الحديث إسنادًا صحيحًا قويًّا، وذلك لأنَّ عاصم بن عبيد الله بن عمر العُمَرِيَّ ومحمد بن عبيد الله العَرْزَمِيَّ ومحمد بن سالم الكوفيَّ كلَّهم ضعفاء، والطَّريق إلى عبد الملك العَرْزَمِيَّ غير واضح، لما فيه
(1)"سنن الدارقطني": (1/ 271).
(2)
"الكامل" لابن عدي: (6/ 154 - رقم: 1647) من رواية نعيم بن حماد عنه.
(3)
"العلل" برواية عبد الله: (1/ 415 - رقم: 886).
(4)
"الكامل": (6/ 154 - رقم: 1647).
(5)
كذا أورده ابن الجوزي في "الضعفاء" أيضًا: (3/ 62 - رقم: 3001)، وفي " الضعفاء والمتروكون " للنسائي:(ص: 202 - رقم: 515): (متروك الحديث) فحسب.
(6)
"العلل" برواية عبد الله: (1/ 313 - 315 - رقم: 539).
(7)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 457 - رقم: 2245).