الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الوجادة وغيرها (1).
* * * * *
مسألة (113): لا تصحُّ الصَّلاة في المواضع المنهي عن الصَّلاة فيها
.
وعنه: تصحُّ وتكره، كقول بقيَّة الفقهاء.
لنا أحاديث:
586 -
قال أحمد: ثنا وكيع عن أبي سفيان بن العلاء عن الحسن عن عبد الله بن مغفَّل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرت الصَّلاة وأنتم في مرابض الغنم فصلُّوا، وإذا حضرت الصَّلاة وأنتم في أعطان الإبل فلا تصلُّوا، فإنَّها خلقت من الشَّياطين"(2).
587 -
قال أحمد: وثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن سِماَك بن حرب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سَمُرَة أنَّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أأصلِّي في مراح الغنم؟ قال: " نعم ". قال: أفأصلِّي في أعطان الإبل؟ قال: " لا "(3).
588 -
قال أحمد: وثنا هارون ثنا ابن وهب قال: حدَّثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو الشَّيبانيِّ عن أبيه عن عُقبة بن عامر الجهنيِّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " صلُّوا في مرابض الغنم، ولا تصلُّوا في أعطان الإبل
(1)"سنن البيهقي": (2/ 12).
(2)
"المسند": (5/ 54).
(3)
"المسند": (5/ 86، 288).
أو: مبارك الإبل - " (1).
589 -
قال أحمد: وثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في مبارك الإبل، فقال:" لا تصلُّوا فيها، فإنَّها من الشَّياطين "(2).
590 -
قال أحمد: وثنا يعقوب ثنا عبد الملك بن الرَّبيع بن سبرة عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله نهى أن يصلَّى في أعطان الإبل، ورخَّص أن يصلَّى في مراح الغنم (3).
وقد ذكرنا في باب الوضوء حديثًا في ذلك أيضًا عن أُسيد بن حُضير وعن ذي الغُرَّة (4)، وقد رواه أبو هريرة أيضًا.
591 -
وقال عبد بن حميد: ثنا عبد الله بن يزيد المُقْرِئ ثنا يحيى بن أيُّوب عن زيد بن جَبِيرة عن داود بن حُصَين عن نافع عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلَّى في سبعة مواطن: في المَزْبَلة، والمَجْزَرة، والمقبرة، وقارعة الطَّريق، وفي الحمَّام، وفي مَعَاطِن الإبل، وفوق ظهر بيت الله (5).
592 -
وقال ابن ماجه: ثنا عليُّ بن داود ومحمد بن أبي الحسين قالا: ثنا أبو صالح قال: حدَّثني الليث قال: حدَّثني نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطَّاب أن رسول الله قال: " سبعة مواطن لا تجوز فيها الصَّلاة: ظهر بيت الله، والمقبرة، والمَزْبَلة، والمَجْزَرة، والحمَّام، وعَطَنُ الإبل، ومَحَجَّةُ الطََّريق "(6).
(1)"المسند": (4/ 150).
(2)
"المسند": (4/ 288).
(3)
"المسند": (3/ 404).
(4)
برقمي: (345، 348).
(5)
"المنتخب من مسند عبد": (2/ 21 - 22 - رقم: 763).
(6)
"سنن ابن ماجه": (1/ 246 - رقم: 747).
593 -
وقال التِّرمذيُّ: ثنا الحسين بن حُريث ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأرضُ كلُّها مسجدٌ، إلا المقبرة والحمَّام "(1).
قالوا:
أمَّا حديث ابن عمر: فقد قال التِّرمذيُّ: ليس إسناده بذاك القويِّ، وقد تُكلِّم في زيد من قبل حفظه (2).
وقال يحيى: زيدٌ ليس بشيءٍ (3).
وأمَّا حديث عمر: ففيه كاتب الليث أبو صالح، وكلُّهم طَعَن فيه. وأمَّا حديث أبي سعيد: فمضطربٌ، كان الدَّراورديُّ يقول فيه تارةً: عن أبي سعيد، وتارةً لا يذكره.
قلنا:
أمَّا زيد: فقد ضُعِّف، إلا أنَّه إذا كان من قبل حفظه، فما يخلوا الحافظ من الغلط.
وداود بن الحُصَين أيضاً: قد ضُعِّف، إلا أنَّ أبا زُرعة يقول: هو ليِّنٌ (4).
وأمَّا أبو صالح: فقال أبو حاتم الرَّازيُّ: كان رجلاً صالحاً، لم يكن ممَّن يكذب (5).
(1)"الجامع": (1/ 350 - رقم: 317).
(2)
"الجامع": (1/ 376 - رقم: 347).
(3)
"سؤالات ابن الجنيد": (ص: 279 - رقم: 27).
(4)
"الجرح والتعديل": (3/ 409 - رقم: 1874).
(5)
"الجرح والتعديل" لابنه: (5/ 87 - رقم: 398)، وفيه: (الأحاديث التي أخرجها =
ومثل هذه الأشياء لا توجب اطراح الحديث.
ز: حديث عبد الله بن مغفَّل: رواه النَّسائيُّ من حديث أشعث (1)، وابن ماجه من حديث يونس (2)، كلاهما عن الحسن، ولم يقل أشعث:" فإنَّها خلقت من الشَّياطين ".
وقد تقدَّم حديث جابر بن سَمُرة والبراء بن عازب والكلام عليها (3).
594 -
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلُّوا في مرابض الغنم، ولا تصلُّوا في أعطان الإبل ".
رواه الإمام أحمد (4) وابن ماجه (5) والتِّرمذيُّ وصحَّحه (6).
وروى حديث ابن عمر: ابن ماجه (7) والتِّرمذيُّ وقال: وقد روى الليث هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العُمَرِيِّ عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله.
وحديث ابن عمر أشبه وأصحُّ من حديث الليث بن سعد، والعُمَرِيُّ
= أبو صالح في آخر عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذه مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلاً صالحاً) ا. هـ
(1)
"سنن النسائي": (2/ 56 - رقم: 735).
(2)
"سنن ابن ماجه": (1/ 253 - رقم: 769).
(3)
برقمي: (343، 344).
(4)
"المسند": (2/ 451، 491، 509).
(5)
"سنن ابن ماجه": (1/ 252 - 253 - رقم: 768).
(6)
"الجامع": (1/ 377 - رقم: 348).
(7)
"سنن ابن ماجه": (1/ 246 - رقم: 746).
ضعَّفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه (1).
وقد تقدَّم أنَّ ابن ماجه رواه من رواية أبي صالح كاتب الليث عن الليث عن نافع عن ابن عمر، فأسقط العُمَرِيَّ من الرِّواية (2).
وزيد بن [جَبِيرة](3): اتَّفقوا على ضعفه، وقال البخاريُّ: منكر الحديث (4). وقال مرَّةً: متروك الحديث (5). وقال النَّسائيُّ: ليس بثقة (6).
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدًّا، متروك الحديث، لا يكتب حديثه (7). وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف الحديث (8). وقال الأَزْدِيُّ: متروك الحديث (9). وقال ابن عَدِيٍّ: عامَّة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد (10).
وأمَّا داود بن الحُصَين: فروى له البخاريُّ ومسلم (11)، ووثَّقه يحيى بن معين (12) وغيره، وتكلَّم فيه بعضهم (13).
(1)"الجامع": (1/ 376 - رقم: 347).
(2)
برقم: (592).
(3)
في الأصل: (جبير)، والتصويب من (ب).
(4)
"التاريخ الكبير": (3/ 390 - رقم: 1299)؛ و" التاريخ الأوسط ": (2/ 49)؛ و"الضعفاء الصغير": (ص: 437 - رقم: 125).
(5)
"الكامل" لابن عدي: (3/ 202 - رقم: 700).
(6)
"تهذيب الكمال" للمزي: (10/ 35 - رقم: 2093).
(7)
"الجرح والتعديل" لابنه: (3/ 559 - رقم: 2528).
(8)
"الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي: (1/ 304 - رقم: 1315)، وقد ذكره الدارقطني في " ضعفائه ":(ص: 215 - رقم: 232).
(9)
"الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي: (1/ 304 - رقم: 1315).
(10)
"الكامل": (3/ 204 - رقم: 700).
(11)
"التعديل والتجريح" للباجي ": (2/ 565 - رقم: 354)؛ "رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 195 - 196 - رقم: 413).
(12)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 178، 194، 235 - الأرقام: 790، 888، 1100).
(13)
انظر ما تقدم: (1/ 78 - 89).
وأمَّا أبو صالح كاتب الليث: فاسمه: عبد الله بن صالح، وقد وثَّقه جماعة، وتكلَّم فيه آخرون، والصَّحيح أنَّ البخاريَّ روى عنه في " الصَّحيح "(1).
وأمَّا حديث أبي سعيد:
595 -
فرواه أبو يعلى الموصليُّ: ثنا زهير ثنا يزيد بن هارون أنا سفيان الثَّوريُّ وحمَّاد بن سلمة جميعًا عن عمرو بن يحيى المازنيِّ عن أبيه - قال حمَّاد في حديثه: عن أبي سعيد الخدريِّ، ولم يجاوز سفيان أباه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأرض كلُّها مسجد إلا المقبرة والحمَّام "(2).
596 -
وقال أحمد: ثنا أبو معاوية الغُلابيُّ ثنا عبد الواحد بن زياد عن عمرو بن يحيى الأنصاريِّ عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأرض كلُّها مسجد إلا الحمَّام والمقبرة "(3).
597 -
قال أحمد: وثنا أحمد بن عبد الملك ثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إسحاق عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلُّ الأرض مسجدٌ وطهور إلا المقبرة والحمَّام "(4).
598 -
وقال أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشَّافعيُّ: ثنا إسحاق - هو: ابن الحسن - ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأرض كلُّها مسجد إلا المقبرة والحمَّام "(5).
(1)"التعديل والتجريح" للباجي: (2/ 835 - 836 - رقم: 832).
(2)
"مسند أبي يعلى": (2/ 503 - رقم: 1350).
(3)
"المسند": (3/ 96).
(4)
"المسند": (3/ 83).
(5)
في هامش الأصل: (حـ: أخرج البخاري حديثًا عن أبي نعيم بإسناده) ا. هـ
انظر: "صحيح البخاري": (9/ 456)؛ (فتح - 12/ 263 - رقم: 6916).
ورواه الإمام أحمد أيضًا عن يزيد بن هارون مثل رواية زهير (1)؛ ورواه أبو داود عن موسى عن حمَّاد بن سلمة، وعن مسدَّد عن عبد الواحد بن زياد، قال موسى في حديثه: فيما يحسب عمرو أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال، شكَّ في رفعه (2).
ورواه التِّرمذيُّ عن ابن أبي عمر وأبي عمَّار المروزيِّ كلاهما عن الدَّراورديِّ عن عمرو بن يحيى به مُسْندًا، وقال: قد روي عن الدَّراورديِّ روايتين: منهم من ذكره عن أبي سعيد، ومنهم من لم يذكره؛ وهذا حديثٌ فيه اضطراب، وروى سفيان الثَّوريُّ عن عمرو عن أبيه [عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسل، ورواه ابن إسحاق عن عمرو عن أبيه](3).
قال: وكان [عامَّة](4) روايته عن أبي سعيد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يقل عن أبي سعيد، وكأنَّ رواية الثَّوريِّ أثبتُ وأصحُّ (5).
ورواه ابن ماجه عن محمد بن يحيى عن يزيد بن هارون عن سفيان الثَّوريِّ وحمَّاد بن سلمة - فرقهما - كلاهما عن عمرو بن يحيى به مسندًا (6).
ورواه أبو حاتم البستيُّ عن ابن خزيمة عن بشر بن معاذ عن عبد الواحد ابن زياد (7).
ورواه الحاكم في "المستدرك" من طريق عبد الواحد بن زياد عن عمرو
(1)"المسند": (3/ 83).
(2)
"سنن أبي داود": (1/ 383 - 384 - رقم: 493)؛ وانظر " النكت الظراف " لابن حجر: (3/ 484 - رقم: 4406).
(3)
زيادة سقطت من الأصل، واستدركت من (ب) و"الجامع".
(4)
تحرفت في الأصل إلى: (عكرمة)، والتصويب من (ب) و"الجامع".
(5)
"الجامع": (1/ 350 - 351 - رقم: 317).
(6)
"سنن ابن ماجه": (1/ 246 - رقم: 745).
(7)
"الإحسان" لابن بلبان: (4/ 598 - رقم: 1699).
مسنداً، ورواه أيضاً من رواية بشر بن المفضَّل عن عمارة بن غزيَّة عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيدٍ مرفوعاً.
وقال: كلاهما على شرط البخاريِّ ومسلم (1).
وقد رواه عليُّ بن عبد العزيز عن حجَّاج بن منهال عن حمَّاد مسنداً (2).
وكذلك رواه أبو بكر البزَّار عن أبي كامل الجَحْدريِّ عن عبد الواحد ابن زياد.
وكذلك رواه أبو نُعيم عن خارجة بن مصعب عن عمرو بن يحيى.
وسئل عنه الدَّارَقُطْنِيُّ فقال: رواه عبد الواحد بن زياد والدَّراورديُّ ومحمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد متصلاً.
وكذلك رواه أبو نُعيم عن الثَّوريِّ عن عمرو، وتابعه سعيد بن سالم القدَّاح ويحيى بن آدم عن الثَّوريِّ فوصلوه.
ورواه جماعة عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلاً.
والمرسل المحفوظ (3) O.
* * * * *
(1)" المستدرك": (1/ 251).
(2)
ومن طريق علي بن عبد العزيز خرجه ابن حزم في "المحلى": (2/ 345 - المسألة رقم: 393).
(3)
"العلل"(11/ 320 - 321 - رقم: 2310).
وفي هامش الأصل: (حـ: عن ضمرة بن ربيعة عن عباد بن كثير الثقفي عن عثمان الأعرج عن الحسن قال: أخبرني سبعة - منهم: أبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وأنس - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في مسجد تجاه حشٍّ أو حمَّامٍ أو مقبرة.
رواه ابن عدي، وهو حديث منكرًا جدًّا، وعبَّاد بن كثير تركوه. قاله البخاري) ا. هـ
وانظر: "الكامل" لابن عدي: (4/ 334 - رقم: 1165)؛ و"الضعفاء الصغير" للبخاري: (ص: 460 - رقم: 227).