الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل الجمع
مسألة (234): يجوز الجمع في السَّفر
.
وقال أبو حنيفة: لا يجوز.
لنا أحاديث:
1238 -
قال أحمد: ثنا يحيى بن غيلان ثنا المفضَّل بن فضالة قال: حدَّثني عُقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يرتحل قبل أن تزيغ الشَّمس أخَّر الظُّهر إلى وقت العصر، ثُمَّ ينزل فيجمع بينهما، وإذا زاغت الشَّمس قبل أن يرتحل صلَّى الظُّهر، ثُمَّ ركب (1).
1239 -
قال أحمد: وثنا محمد بن فضيل عن يزيد (2) عن عطاء عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاتين في السَّفر: المغرب والعشاء؛ والظُّهر والعصر (3).
الحديثان في "الصَّحيحين"(4).
(1)"المسند": (3/ 265)؛ "صحيح البخاري": (2/ 278)، (فتح - 2/ 582 - رقم: 1111)؛ "صحيح مسلم": (2/ 150 - 151)، (فؤاد - 1/ 489 - رقم: 704).
(2)
في مطبوعة "المسند": (زيد) خطأ، وهو على الصواب في " الأطراف " لابن حجر:(3/ 170 - رقم: 3569).
وفي هامش الأصل: (حـ: يزيد هو: ابن أبي زياد، ولم يخرجاه من حديثه) ا. هـ
(3)
"المسند": (1/ 217).
(4)
"صحيح البخاري": (2/ 277)؛ (فتح - 2/ 579 - رقم: 1107) بنحوه.
"صحيح مسلم": (2/ 151)؛ (فؤاد - 1/ 490 - رقم: 705) بنحوه.
1240 -
قال أحمد: وثنا عبد الرَّزَّاق أنا ابن جريج قال: أخبرني حسين بن عبد الله بن (1) عبيد الله بن عباس عن عكرمة وكريب أنَّ ابن عباس قال: إلا أحدِّثكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السَّفر؟ قلنا: بلى. قال: كان إذا زاغت الشَّمس في منزله جمع بين الظُّهر والعصر قبل أن يركب، وإذا لم تزغ له في منزله سار، حتى إذا حانت العصر نزل فجمع بين الظُّهر والعصر، وإذا حانت المغرب له في منزله جمع بينها وبين العشاء، وإذا لم تحن في منزله ركب، حتى إذا حانت العشاء نزل فجمع بينهما (2).
ز: حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس المدنيُّ: تكلَّم فيه غير واحدٍ من الأئمَّة، قال أبو بكر الأثرم عن أحمد: له أشياء منكرة (3). وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ضعيف (4). وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى: ليس به بأسٌ، يكتب حديثه (5). وقال البخاريُّ: قال عليٌّ: تركت حديثه. وتركه أحمد أيضًا (6). وقال أبو زرعة: ليس بقويٍّ (7). وقال أبو حاتم: ضعيفٌ، وهو أحبُّ إليَّ من حسين بن قيس، يكتب حديثه ولا يحتجُّ به (8). وقال الجوزجانيُّ: لا يشتغل بحديثه (9). وقال النَّسائيُّ: متروكٌ (10). وقال مرَّة: ليس بثقةٍ (11). وقال العقيليُّ: له غير
(1) في هامش الأصل: (كان فيه " عن " وهم) ا. هـ وهو على الصواب في مطبوعة "التحقيق".
(2)
"المسند": (1/ 368).
(3)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 57 - رقم: 258).
(4)
المرجع السابق.
(5)
"الكامل" لابن عدي: (2/ 349 - رقم: 480).
(6)
" التاريخ الأوسط ": (2/ 42).
(7، 8)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 57 - رقم: 258).
(9)
" الشجرة في أحوال الرجال ": (ص: 235 - رقم: 238).
(10)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 84 - رقم: 145).
(11)
"تهذيب الكمال" للمزي: (6/ 385 - رقم: 1315).
حديث لا يتابع عليه (1). وقال أيضًا: ثنا آدم سمعت البخاريَّ يقول: يقال: حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس وعبد الله بن يزيد بن فِنْطِس متهمان بالزَّندقه (2). وقال محمد بن سعد: كان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجُّون بحديثه (3). وروى ابن عَدِيٍّ هذا الحديث في ترجمته، وقال: أحاديثه يشبه بعضها بعضًا، وهو ممَّن يكتب حديثه، فإنِّي لم أجد في أحاديثه حديثًا منكرًا قد جاوز المقدار (4) O.
1241 -
وقال مسلم بن الحجَّاج: ثنا يحيى بن حبيب ثنا خالد بن الحارث ثنا قُرَّة بن خالد ثنا أبو الزُّبير ثنا عامر بن واثلة (5) أبو الطُّفيل ثنا معاذ بن جبل قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بين الظُّهر والعصر، وبين المغرب والعشاء. قال: فقلت: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمَّته.
انفرد بإخراجه مسلمٌ (6).
1242 -
وقال التِّرمذيُّ: ثنا قتيبة ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطُّفيل عن معاذ بن جبل أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشَّمس، أخَّر الظُّهر إلى أن يجمعها إلى العصر، فيصلَّيهما جميعًا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشَّمس، عجَّل العصر إلى الظُّهر، ويصلِّي الظُّهر والعصر جميعًا، وإذا ارتحل قبل المغرب، أخَّر المغرب حتى يصلِّيها مع العشاء،
(1)"الضعفاء الكبير": (1/ 246 - رقم: 293).
(2)
"الضعفاء الكبير": (2/ 316 - رقم: 901) تحت ترجمة عبد الله بن يزيد الهذلي.
(3)
"الطبقات الكبرى": (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة - ص: 247 - رقم: 133).
(4)
"الكامل": (2/ 351 - رقم: 480).
(5)
في هامش الأصل: (حـ: رأيت في نسخة صحيحة لمسلم: " عمرو بن واثلة " وعليه: " والصحيح: عامر ") ا. هـ
(6)
"صحيح مسلم": (2/ 152)؛ (فؤاد - 1/ 490 - رقم: 706).
وإذا ارتحل بعد المغرب، عجَّل العشاء فصلَاّها مع المغرب (1).
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمع بين الصَّلاتين: عليُّ بن أبي طالب وابن عمر وعائشة.
ز: روى هذه الحديث أيضًا الإمام أحمد (2) وأبو داود (3) عن قتيبة.
وقال أبو داود: لم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده.
وقال التِّرمذيُّ: حديث معاذ حديثٌ حسنٌ غريبٌ، تفرَّد به قتيبة، لا نعرف أحدًا رواه عن الليث غيره، والمعروف عند أهل العلم ما روى أبو الزُّبير المكيُّ عن أبي الطُّفيل عن معاذ بن جبل أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جمع في غزوة تبوك بين الظُّهر والعصر، وبين المغرب والعشاء.
روى هذا الحديث قرَّة بن خالد وسفيان الثَّوريُّ ومالك بن أنس وغير واحد من الأئمة عن أبي الزُّبير المكيِّ.
وروى عليُّ بن المدينيِّ عن أحمد بن حنبل عن قتيبة هذا الحديث، حدَّثنا بذلك عبد الصَّمد بن سليمان ثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤيُّ ثنا أبو بكر الأعين عن عليِّ بن المدينيِّ (4).
وقال البيهقيُّ: تفرَّد به قتيبة بن سعيد عن ليث عن يزيد، أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه الصَّيدلانيَّ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت
(1)"الجامع": (1/ 554 - 555 - رقم: 553).
(2)
"المسند": (5/ 241 - 242).
(3)
"سنن أبي داود": (2/ 157 - رقم: 1213).
(4)
"الجامع": (1/ 556 - رقم: 554) مع اختلاف يسير، وتقديم وتأخير.
صالح بن حفصويه - نيسابوريٌّ، صاحب حديث - يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاريَّ يقول: قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطُّفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدائنيِّ. قال محمد بن إسماعيل: وكان خالد المدائنيُّ هذا يدخل الأحاديث على الشُّيوخ.
قال البيهقيُّ: وإنَّما أنكروا من هذا رواية يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطُّفيل، فأمَّا رواية أبي الزُّبير عن أبي الطُّفيل فهي محفوظةٌ صحيحةٌ (1).
1243 -
وقال أبو داود في "سننه": ثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرَّمليُّ ثنا المفضَّل بن فضالة والليث بن سعدٍ عن هشام بن سعدٍ (2) عن أبي الزُّبير عن أبي الطُّفيل عن معاذ بن جبل أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشَّمس قبل أن يرتحل، جمع بين الظُّهر والعصر، وإن ترَّحل قبل أن تزيغ الشَّمس أخَّر الظُّهر حتى ينزل العصر، وفي المغرب مثل ذلك إن غابت الشَّمس قبل أن يرتحل، جمع بين المغرب والعشاء، وإن ارتحل قبل أن تغيب الشَّمس، أخَّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثُمَّ جمع بينهما.
قال أبو داود: رواه هشام بن عروة عن حسين بن عبد الله عن كريب عن ابن عباس عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، نحو حديث المفضَّل والليث (3).
وقد بسطنا الكلام على الأحاديث الواردة في جمع التَّقديم في كتاب " الأحكام الكبير "، والله أعلم O.
(1)" سنن البيهقي": (3/ 163).
(2)
في هامش الأصل: (حـ: هشام بن سعد تكلم فيه غير واحد، وقال الحاكم: روى له " م " في الشواهد) ا. هـ
(3)
"سنن أبي داود": (2/ 152 - 153 - رقم: 1201).
احتجُّوا:
1244 -
بما روى التِّرمذيُّ: ثنا يحيى بن خلف ثنا المعتمر بن سليمان
عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " من جمع
بين صلاتين من غير عذرٍ، فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر " (1).
هذا لا يصحُّ، وحنشٌ هو: أبو عليٍّ الرَحبيُّ، واسمه حسين بن
قيس، وإنَّما حنش لقبه، كذَّبه أحمد (2)، وقال مرَّةً: هو متروك الحديث (3).
وكذلك قال النَّسائيُّ (4) والدَّارَقُطْنِيُّ (5)، وقال يحيى: ليس بشيءٍ (6).
وقال العقيليُّ: وهذا الحديث لا أصل له (7).
ز: روى هذا الحديث الحاكم في "المستدرك" وقال: حنش هو ابن قيس، ثقةٌ (8).
ولم يتابع الحاكم على توثيقه.
وقال البيهقيُّ: تفرَّد به حسين بن قيس أبو عليٍّ الرَّحبيُّ - المعروف بـ " حنش " -، وهو ضعيفٌ عند أهل النَّقل، لا يحتجُّ بخبره.
(1)"الجامع": (1/ 231 - رقم: 188).
وفي هامش الأصل: (ذكر ابن عند البر في "التمهيد" [
…
]) ا. هـ وبقية الكلام لم نتمكن من قراءته، وانظر:"التمهيد": (5/ 77).
(2)
"المجروحون": (1/ 242).
(3)
"العلل" برواية عبد الله: (2/ 486 - رقم: 3198).
(4)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 85 - رقم: 148).
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 395)، وفيه:(متروك).
(6)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (1/ 247 - رقم: 295).
(7)
المرجع السابق.
(8)
"المستدرك": (1/ 275).
1245 -
قال: وأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أَسِيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن عمر قال: جمع الصَّلاتين من غير عذرٍ من الكبائر.
قال الشَّافعيُّ في " سنن حرملة ": العذر يكون بالسَّفر والمطر، وليس هذا بثابت عن عمر، هو مرسلٌ.
قال البيهقيُّ: هو كما قال الشَّافعيُّ رحمه الله، فالإسناد المشهور لهذا الأثر ما ذكرنا، وهو مرسل، أبو العالية لم يسمع من عمر رضي الله عنه، وقد روي ذلك بإسنادٍ آخر قد أشار الشَّافعيُّ إلى متنه في بعض كتبه:
1246 -
أنا أبو الحسن محمد بن الحُسين العلويُّ أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الرَّمْجَاريُّ ثنا عبد الرَّحمن بن بشر ثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن صَبيح قال: حدَّثني حميد بن هلال عن أبي قتادة - يعني العدويَّ - أنَّ عمر رضي الله عنه كتب إلى عامل له: ثلاثٌ من الكبائر: الجمع بين الصَّلاتين إلا من عذر، والفرار من الزَّحف، والنُّهبى.
أبو قتادة العدويُّ أدرك عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فإن كان شَهِده كتب، فهو موصولٌ، وإلا فهو إذا انضمَّ إلى الأوَّل صار قويًّا (1) O.
* * * * *
(1)" سنن البيهقي": (3/ 169) بتقديم وتأخير.