الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي المسألة ثلاثة أقوال أعدلها الصَّلاة عليه إذا لم يكن قد صُلِّي عليه، والله أعلم O.
* * * * *
مسألة (293): تجب قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة
.
وقد قال أبو حنيفة: لا تقرأ، ولكن يذكر الله ويثنى عليه في الأولى.
لنا حديثان:
1414 -
الحديث الأوَّل: قال التِّرمذيُّ: ثنا محمد بن بشَّار ثنا عبد الرَّحمن بن مهديٍّ ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف أنَّ ابن عباس صلَّى على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقلت له، فقال: إنَّه من السُّنَّة - أو من تمام السُّنَّة - (1).
1415 -
قال التِّرمذيُّ: وثنا أحمد بن منيع ثنا زيد بن الحبُاب أنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب (2).
1416 -
الحديث الثَّاني: قال ابن ماجه: ثنا إبراهيم بن المستمر ثنا أبو عاصم ثنا حمَّاد بن جعفر العبديُّ قال: حدَّثني شَهْر بن حَوْشب قال: حدَّثتني أمُّ شَريك الأنصاريَّة قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ على الجنازة
(1)"الجامع": (2/ 334 - 335 - رقم: 1027) وقال: (حديث حسن صحيح).
(2)
"الجامع": (2/ 334 - رقم: 1026).
بفاتحة الكتاب (1).
أمَّا حديث ابن عباس الأوَّل: فعليه الاعتماد، قد صحَّحه التِّرمذيُّ.
وأمَّا حديثه الثَّاني: فلا يثبت، لأنَّ فيه إبراهيم بن عثمان، وقد كذَّبه شعبة (2)، وقال ابن المبارك: إرم به (3). وقال النَّسائيُّ: متروك الحديث (4).
وأمَّا حديث أمِّ شَريك: ففيه شَهْر، وقد ضعَّفوه.
ز: حديث ابن عباس الأوَّل: رواه البخاريُّ (5) وأبو داود (6) والنَّسائيُّ (7) والحاكم وقال: على شرطهما (8).
وحديثه الثَّاني: رواه ابن ماجه أيضًا عن أحمد بن منيع (9)، وقال
(1)"سنن ابن ماجه": (1/ 479 - رقم: 1496).
(2)
"العلل" لأحمد برواية عبد الله -: (1/ 287 - رقم: 462).
(تنبيه) جاء في "العلل" ما نصه: (حدثني أبي، قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: قلت لشعبة: إن أبا شيبة حدثنا عن الحكم
…
إلخ) ا. هـ
وظن محقق الكتاب الفاضل أن أبا شيبة هو عبد الرَّحمن بن إسحاق الواسطي فترجم له في الحاشية، والصواب أن أبا شيبة هذا هو إبراهيم بن عثمان العبسي - مولاهم - الكوفي، قاضي واسط، والله أعلم.
(3)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (1/ 59 - رقم: 54).
(4)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 44 - رقم: 11).
(5)
"صحيح البخاري": (2/ 332)؛ (فتح - 3/ 203 - رقم: 1335).
(6)
"سنن أبي داود": (4/ 54 - رقم: 3190).
(7)
"سنن النسائي": (4/ 74 - 75 - رقمي: 1987 - 1988).
(8)
"المستدرك": (1/ 386) من طريق ابن مهدي عن سفيان به، ولفظه:(إنه من السنة أو من تمام السنة)، ولم يتعقبه الذهبي بشيء.
وقد خرج الحاكم في موضع قبل هذا: (1/ 358) الحديث من طريق ابن عجلان عن سعيد ابن أبي سعيد عن ابن عباس، ثم قال:(وله شاهد بإسناد صحيح أخرجه البخاري) ثم رواه بإسناده إلى شعبة عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن ابن عباس.
(9)
"سنن ابن ماجه": (1/ 479 - رقم: 1495).
التِّرمذيُّ: ليس إسناده بذاك القويِّ، إبراهيم بن عثمان هو: أبو شيبة الواسطيُّ، منكر الحديث (1).
وحديث أمِّ شريك: انفرد ابن ماجه بإخراجه.
وحمَّاد بن جعفر العبديُّ البصريُّ: قال يحيى بن معين: ثقةٌ (2). وذكره ابن حِبَّان في "الثِّقات"(3)، وقال ابن عَدِيٍّ: منكر الحديث. وروى هذا الحديث من رواية أبي عاصم النَّبيل ومرزوق أبي عبد الله الشَّامي عن حمَّاد عن شَهْر بن حَوْشب، وروى له حديثًا آخر، وقال: لم أجد لحمَّاد بن جعفر غير هذين الحديثين (4).
وقال شيخنا أبو الحجَّاج في هذا الحديث: رواه حمَّاد بن بشير الجهضميُّ وأبو عبيدة الحدَّاد عن مرزوق أبي عبد الله الشَّامي عن شَهْر.
وروى عبد المنعم السَّقاء عن الصَّلت بن دينار عن أبي يزيد المدنيِّ عن امرأة منهم - يقال لها: ابنة عفيف - عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله (5).
وفي قول المؤلِّف: (وأمَّا حديث أمِّ شريك: ففيه شهر، وقد ضعَّفوه) نظرٌ، فإنَّ شهرًا لم يضعِّفه الكلُّ، بل ضعَّفه جماعةٌ، ووثَّقه آخرون، وممَّن وثَّقه الإمام أحمد بن حنبل (6) ويحيى بن معين (7) ويعقوب بن شيبة (8) وأحمد بن
(1)"الجامع": (2/ 334 - رقم: 1026).
(2)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 134 - رقم: 604) من رواية ابن أبي خيثمة.
(3)
"الثقات": (6/ 221).
(4)
"الكامل": (2/ 239 - رقم: 414).
(5)
"تحفة الأشراف": (13/ 88 - 89 - رقم: 18332).
(6)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (4/ 383 - رقم: 1668) من رواية حرب بن إسماعيل.
(7)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (4/ 383 - رقم: 1668) من رواية ابن أبي خيثمة.
(8)
"تهذيب الكمال" للمزي: (13/ 585 - رقم: 2781).