الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة
3071 -
(س) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عَقَد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحرَ ومن سحرَ فقد أَشرَك، ومن تعلَّق بشيء وُكِلَ إليه» أخرج النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَفَثَ) : النفث: أقل ما يكون من الريق وقد ذكر.
(تعلَّق بشيء) : تعلق الإنسان وعلَّق على نفسه العود والحروز.
(1) 7 / 112 في التحريم، باب الحكم في السحرة، وفي سنده عبادة بن ميسرة المنقري، وهو لين الحديث، وفيه أيضاً عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه النسائي (7/112) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عباد بن ميسرة المنقري، عن الحسن، فذكره.
قلت: الراجح عدم سماع الحسن من ابن عباب ولا من أبي هريرة ولم يرده وقال شعبة: قلت من أبي هريرة، وفي ذلك يقول الحافظ في التهذيب (2/267) : وقال بهز بن أسد: لم يسمع الحسن ليونس بن عبيد، سمع الحسن من أبي هريرة، قال: ما رآه قط، وكذا قال ابن المديني، وأبو حاتم، وأبو زرعة زاد: ولم يره، قيل له: فمن قال: حدثنا أبو هريرة. قال: يخطئ. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: وذكر حديثا حدثه مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة، قال أبي: لم يعمل ربيعة شيئا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، قلت لأبي: إن سالما الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة، قال: هذا مما يبين ضعف سالم.
3072 -
(خ ت) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمرَ في السماء ضَربت الملائكة بأجنِحتها خُضْعاناً لقوله، كأنه سِلسِلَة على صَفْوان، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِم، {قالوا مَاذَا قال رَبُّكُمْ قالوا الحَقَّ وهو العَليُّ الكَبيرُ} ، فيسْمعها مُسْتَرِقُ السَّمع
⦗ص: 61⦘
ومستَرِقُوا السمع هكذا، بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفِّه، فحرَّفها، وبدَّدَ بين أصابعه - فيسمعُ الكلمة، فيُلقيها إلى من تحتَه، ثم يُلقيها الآخر إلى مَن تَحتَه، حتى يُلقيها على لِسان السَّاحِر أو الكاهن، فرُبَّما أَدركها الشِّهابُ قبلَ أَن يُلقيهَا، وربما ألقاها قبل أَن يدركَه فيكذِبُ معها مائة كذْبة فيقال: أَليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيصدَّق بتلك الكلمة التي سُمِعتْ من السماء» وذكر في رواية: قراءة من قرأ {فُرِّغَ} وقال سفيان عن عمرو: {فُزِّعَ} قال: وهي قراءتنا، أخرجه البخاري والترمذي مختصراً. وقد ذكر الحديث في تفسير سورة سبأ من حرف التاء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُضعاناً) : الخاضع: المطيع المنقاد الذليل، وخضعاناً جمعه.
(صفوان) : الصفوان: الحجر الأملس.
(فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ) : أي: كُشِف عنها الفزع، ومن قرأ:{فُرِّغَ} بالراء والغين المعجمة، أراد: فُرِّغت قلوبهم من الخوف.
(فَحَرَّفها) : حَرَّفَها: أي أمَالَها عن جهتها المستقيمة.
⦗ص: 62⦘
(الشهاب) : الشعلة من النار، وأراد به: الذي ينقض في الليل شبه الكواكب.
(1) رواه البخاري 8 / 413 و 414 في تفسير سورة سبأ، باب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ، وفي تفسير سورة الحجر، باب قوله:{إلا من استرق السمع} ، والترمذي رقم (3221) في التفسير، باب ومن سورة سبأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1151) ، والبخاري (6/100، 9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (6/152)، وفي خلق أفعال العباد (60) قال: حدثنا الحميدي. وأبو داود (3989)، قال: حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، وابن ماجة (194) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، والترمذي (3223) قال: حدثنا ابن أبي عمر.
ستتهم - الحميدي، وعلي بن عبد الله، وأحمد بن عبدة، وإسماعيل بن إبراهيم، ويعقوب بن حميد، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة. قال: حدثنا عمرو بن دينار. قال: سمعت عكرمة، فذكره.
* وأخرجه البخاري (6/101)، (9/172) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، إذا قضى الله الأمر. وزاد: والكاهن.
وحدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، قال: حدثنا أبو هريرة. قال: إذا قضى الله الأمر. وقال: على فم الساحر.
قلت لسفيان: أنت سمعت عمرا. قال: سمعت عكرمة. قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم.
قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك، عن عمرو عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه، أنه قرأ: فُزِّع. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا.
3073 -
وفي رواية: «رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» وزاد «وقال الله: {حتى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِم قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ: 23] . أخرجه مسلم والترمذي. و [للترمذي] في أخرى: أَن ابن عباس قال: بينما
⦗ص: 63⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالس
…
وذكر الحديث» ولم يذكر فيه «عن رجل من الأنصار» (1) .
(1) رواه مسلم رقم (2229) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، والترمذي رقم (3222) في التفسير، باب ومن سورة سبأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/218)(1882) قال: حدثنا محمد بن جعفر، (ح) وعبد الرزاق، وعبد بن حميد (683) قال: أخبرنا عبد الرزاق، والترمذي (3224) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا عبد الأعلى.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وعبد الرزاق، وعبد الأعلى - عن معمر، قال: أخبرنا الزهري، عن علي بن حسين، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/218)(1883) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري في خلق أفعال العباد صفحة (60) قال: حدثنا عمرو بن زرارة، قال: حدثنا زياد، عن محمد بن الحسن، ومسلم (7/37) قال: حدثنا أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، ثلاثتهم -الأوزاعي، ومحمد بن الحسن، ويونس - عن محمد بن مسلم بن عبيد ?الله بن شهاب الزهري، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني رجال من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
* أخرجه مسلم (7/36) قال: حدثنا حسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قال حسن: حدثنا يعقوب، وقال عبد: حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، وفي (7/37) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل يعني ابن عبيد الله.
ثلاثتهم - صالح، وأبو عمرو الأوزاعي، ومعقل- عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، أن عبد الله بن عباس، قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، فذكره.
3074 -
(خ م) عائشة رضي الله عنها قالت: «سئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهَّان؟ فقال: ليسُوا بشيء قالوا: يا رسولَ الله إنهم يُحدِّثُونا أَحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمةُ من الحق يخطَفُها الجنِّي، فيقذِفُها في أُذن وَليِّه، فيخلطُون معها مائة كذبة» زاد في رواية: «فيُقرقِرها في أذن وليِّه كقرقرَةِ الدَّجاجة» .
وفي رواية: «فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدَّجاجة»
وفي رواية، قالت: «سألتُ أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
» وذكرت مثله أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري في رواية، قال:«الملائكة تُحدِّثُ في العَنانِ - والعَنَانُ: الغَمامُ - بالأمر يكون في السماء، فتسمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فَتَقرُّها في أُذنِ الكاهن كما تَقُرُّ القَارُورَةُ، فيزيدوُن معها مائة كذبة» وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره «من عند أنفُسهم» (1) .
⦗ص: 64⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكهان) : جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضاً ويخطئ أبعاضاً، يزعم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شِقٌّ وسَطِيح، وغيرهما من الكهان، وهو مما أبطله الإسلام، وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.
(يَخْطَفُها) : أي: يسلبها بسرعة.
(فيقذفها) : يقذفها: أي يُلقيها إليه.
(كقرقرة الدجاجة) : القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأصم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئاً بعد شيء إذا أُفْرغت، ومن رواه كقَرِّ الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعته، يقال: قرَّت الدجاجة تَقُرُّ قرّاً وقِريراً: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه صَرَّ الباب: إذا صوَّت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تُؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن، قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية «كقَرِّ الزجاجة» بالزاي، وتُعضُدُها الرواية الأخرى:«كما تقر القارورة» والقارورة: الزجاجة. يقول: فيَقُره في أذن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة والله أعلم.
(1) رواه البخاري 10 / 185 في الطب، باب الكهانة، وفي الأدب، باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم، ومسلم رقم (2228) في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/87) قال: حدثنا بشر بن شعيب، قال: حدثني أبي. والبخاري (7/176، 9/198) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (8/58) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج، وفي (9/198)، وفي الأدب المفرد (882) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة بن خالد. قال: حدثنا يونس. ومسلم (7/36) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أعين. قال حدثنا معقل، وهو ابن عبيد الله. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج.
خمستهم - شعيب بن أبي حمزة، ومعمر، وابن جريج، ويونس بن يزيد، ومعقل بن عبيد الله - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال: ني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة يقول: فذكره.
* أخرجه البخاري (7/176) عقب حديث هشام بن يوسف، عن معمر. قال: قال علي: قال عبد الرزاق، مرسل. الكلمة من الحق، ثم بلغني أنه أسنده بعد.
* الروايات ألفاظها متقاربة.
والرواية الثانية: أخرجها البخاري (4/135) قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: نا الليث. قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وقع هذا الإسناد في المطبوع. ثنا محمد. ثنا ابن أبي مريم، قال ابن حجر في «الفتح» قال الجياني: محمد هذا، هو الذهلي. كذا قال: وقد قال أبو ذر بعد أن ساقه: محمد هذا هو البخاري. وهذا الأرجح عندي، فإن الإسماعيلي وأبا نعيم لما يجد الحديث من غير رواية البخاري فأخرجاه عنه، ولو كان عند غير البخاري لما ضاق عليهما مخرجه. ا. هـ.
3075 -
(ت د) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «من أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقول، أو أتى امرأَة في دُبُرُهَا - وفي رواية: امرأَة حائضاً - فقد بريءَ ممَّا أُنزِلَ على محمد» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3904) في الطب، باب في الكاهن، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 408 و 476 والترمذي رقم (135) في الطهارة، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، وابن ماجة رقم (639) في الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض، والدارمي 1 / 259، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/408) قال: حدثنا عفان. وفي (2/476) قال:حدثنا وكيع، والدارمي (1141) قال: أخبرنا أبو نعيم، وأبو داود (3904) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (639) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (135) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد. والنسائي في الكبرى (الورقة 122- أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وعبد الرحمن وبهز بن أسد.
سبعتهم - عفان، ووكيع، وأبو نعيم، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، فذكره.
* قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وضعف محمد - يعني البخاري - هذا الحديث من قبل إسناده.
3076 -
(م) صفية بنت أبي عبيد - رحمها الله - عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَن أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدَّقهُ، لم تُقبَل له صلاة أربعين يوماً» . أخرجه مسلم (1) .
وذكره الحميديُّ في كتابه: في «مسند حفصةَ» زَوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن أبا مسعود الدمشقي أخرجه في «مسندها» ، قال: ولعلَّه قد عرف أَنه من حديث حفصة، أو أَن بعض الرواة قد نسبه إليها.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرَّافاً) : العرَّاف: كالكاهن، وقيل هو الساحر.
(1) رقم (2230) في السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/68، 5/380)، ومسلم (7/37) قال: ثنا محمد بن المثنى العنزي.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى- عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية، فذكرته.
3077 -
(خ م) عائشة رضي الله عنها قالت: «سُحِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه فعلَ الشيءَ وما فعلَه (1) ، حتى إذا كان ذاتَ يوم
⦗ص: 66⦘
وهو عندي، دَعَا الله ودعاهُ، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشةُ، أن الله قد أفتاني فيما استَفْتَيتُه فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسولَ الله؟ فقال: جاءني رجلان، فجلس أحدُهما عند رأُسي، والآخرُ عند رجليَّ، ثم قال أَحدهما لصاحبه: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قال: مطبوب، قال: ومن طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بن الأَعصم اليهودي من بني زُريق، قال: فيماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطَة، وجُفِّ طلْعَة ذكَر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروَان - ومن الرُّواة مَن قال: في بئر ذرْوان، قال: وذرْوَان: بئْر في بني زُرَيق - فذهب النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أُناس من أصحابه إلى البِئْرِ فنظرَ إليها، وعليها نَخْل، قال: ثم رجع إلى عائشةَ، فقال: والله لكأنَّ ماءها نُقاعةُ الحنَّاءِ، ولكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشياطينِ، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا أَمّا أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيتُ أن أَثَوِّرَ على الناس منه شرَّاً، وأمر بها فدُفِنتْ» .
وفي رواية نحوه، وفيه:«في مُشْط ومُشاقة» قال البخاري يقال المُشاطة ما يخرج من الشَّعر إذا مُشِطَ، ومُشاقة (2) من مُشاقة الكَتَّان، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى للبخاري، وفيها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِر، حتى كان يُرى أنه يأتي النِّساءَ ولا يأْتِيهنَّ» قال سفيان: وهذا أَشدُّ ما يكون من السِّحر إذا كان كذا. وفيه «قال: ومن طَبَّةُ؟ قال: لبيد بن الأعصم - رجل من
⦗ص: 67⦘
بني زُريق حَليف ليهود، وكان مُنافِقاً - قال: وفيمَ؟ قال: في مُشط ومُشاقة، قال: وأينَ؟ قال: في جفِّ طلعةِ ذَكر، تحت راعُوفة في بِئْر ذَروان. قال: فأتَى البئرَ، حتى استَخرجَهُ، وقال: هذا البئر التي أُريتُها» .
وفي أخرى، قالت:«فقلت: يا رسول الله أفلا أَحرقتَه؟ قال: لا، أَما أنا فقد عافاني الله وكرهت أَن أُثيرَ على الناس شَراً، فأمرتُ بها فدُفِنتْ» .
وفي أخرى لهما مختصراً: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر، حتى كان يُخيَّلُ إليه أنه يصنعُ الشَّيءَ، ولم يصنعه» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مطبوب) : المطبوب المسحور سمي بذلك تفاؤلاً بالطب الذي هو العلاج، كما قيل للديغ سليم تفاؤلاً بالسلامة.
(جُفَّ طَلْعَة) : الجُفُّ: وعاء الطلع وغشاؤه الذي يكنه.
(أثوِّر) : بمعنى: أثير، أي: أظهر وأهيج.
(راعوفة) : الراعوفة صخرة تجعل في أسفل البئر إذا حفرت تكون ثابتة هناك فإذا أرادوا تنقيتها جلس المنقي عليها.
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي عياض: كل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة، قال: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده.
(2)
في البخاري المطبوع: والمشاقة.
(3)
رواه البخاري 10 / 191 و 197 في الطب، باب السحر، وباب هل يستخرج السحر، وباب السحر، وفي الجهاد، باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر، وفي الأدب، باب قول الله تعالى:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، ومسلم رقم (2189) في السلام، باب السحر، ورواه أيضاً أحمد، والنسائي، وابن سعد، والحاكم، وعبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في " دلائل النبوة " وغيرهم، قال ابن القيم في " بدائع الفوائد ": وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم متلقى عندهم بالقبول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (259) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/50) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/57) قال: حدثنا ابن نمير، وفي (6/63) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، (ح) وحدثنا حماد بن أسامة. وفي (6/96) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (4/123) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثنا يحيى. وفي (4/148)، (7/176) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى. قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وفي (7/177) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال: سمعت ابن عيينة. وفي (7/178) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/22) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (8/103) قال: حدثنا إبراهيم بن منذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، ومسلم (7/14) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا ابن نُمير. (ح) وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (3545) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي في الكبري تحفة الأشراف (12/17134) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن نمير، ومعمر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووهيب، وعيسى بن يونس، وأنس بن عياض - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية الحميدي (259)، وعبد الله بن محمد عند البخاري (7/177) . قال سفيان بن عيينة: وكان عبد الملك بن جريج حدثناه أولا قبل أن نلقي هشاما. فقال: حدثني بعض آل عروة - وفي رواية عبد الله بن محمد حدثني آل عروة - فلما قدم هشام حدثناه.
* الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
3078 -
(س) زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: «سَحرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، فاشتَكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال: إن رجلاً من اليهود سحرَكَ، عقد لك عقدا في بئرِ كذا وكذا، فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فحلَّها، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عِقال، فما ذَكر ذلك لذلك اليهوديَّ، ولا رآه في وجهه قطُّ» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 112 و 113 في تحريم الدم، باب سحرة أهل الكتاب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/367) وعبد بن حميد (271) قال: حدثني أحمد بن يونس. والنسائي (7/112) قال: أخبرنا هناد بن السري. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، وهناد - عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ابن حيان يعني يزيد، فذكره.