الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: في استماع النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعر، وإنشاده في المسجد
3224 -
(خ د ت) عائشة رضي الله عنهما: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضَعُ لحسَّانَ مِنْبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً يُفاخرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يُنَافِحُ، ويقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله يُؤيِّدُ حَسَّانَ برُوحِ القُدُس ما نَافَحَ أو فاخَرَ عن رسول الله» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود: فيقومُ عليه يهّجو مَن قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسولُ الله:«رُوحُ القُدُسِ مع حسَّان ما نافحَ عن رسول الله» وأخرجه
⦗ص: 168⦘
الترمذي بنحو الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُنافح) : المنافحة: المخاصمة.
(روح القُدُس) : هو جبريل عليه السلام.
(يؤيدك) : التأييد التقوية، والأيد القوة.
(1) لم أره عند البخاري بهذا اللفظ، قال الحافظ في " الفتح " بعد أن ساق رواية الترمذي 1 / 456: وذكر المزي في " الأطراف " أن البخاري أخرجه تعليقاً نحوه وأتم منه، لكني لم أره فيه. اهـ. ورواه أبو داود رقم (5015) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والترمذي رقم (2849) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، ولبعض هذا الحديث شواهد في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. أقول: وقد روى البخاري تعليقاً 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين فقال: وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل المصنف يريد رواية البخاري هذه، والله أعلم. وستأتي هذه الرواية في الحديث رقم (3232) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/72) قال: حدثنا موسى بن داود. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. (ح) وحدثنا موسى. قال: حدثنا ابن أبي الزناد. عن هشام بن عروة. وأبو داود (5015) قال: حدثنا محمد بن سليمان المصيصي. قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وعن هشام. والترمذي (2846) . وفي الشمائل (250) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر، المعنى واحد. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام. وفي (2846)، وفي الشمائل (251) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى وعلي بن حجر. قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه.
كلاهما (أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وهشام بن عروة) عن عروة، فذكره.
وعن عروة، أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسَبَبْتُه. فقالت: يا ابن أختي دعه. فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري (4/225) و (5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (863) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. ومسلم (7/163) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة.
كلاهما (عبدة بن سليمان، وأبو أسامة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
3225 -
(م) عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي عن أبيه قال: «رَدِفْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: هل معك من شِعْر أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ شيء؟ قلت: نعم، قال: هيهِ (1) ، فأنشَدْتُهُ بيتاً، فقال هيهِ، ثم أنشَدْتُهُ
⦗ص: 169⦘
بيتاً، فقال: هيهِ، حتى أنشدته مائةَ بيْت» .
وفي رواية، قال: «استَنْشَدني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
…
» وذكر نحوه. وزاد: فقال: - يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم «إن كادَ لَيُسْلِمُ» ، وفي أخرى «فلقد كادَ يُسْلِمُ في شِعْره» . أخرجه مسلم (2) .
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هو بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية، قالوا: والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله " إيه " وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود. قال ابن السكيت: هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين، قالوا: وهي مبنية على الكسر، فإن وصلتها نونتها، فقلت: إيه حدثنا، أي: زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من حديث غير معهود نونت، فقلت: إيهٍ، لأن التنوين للتنكير، وأما " إيهاً " بالنصب، فمعناها: الكف والأمر بالسكوت.
(2)
رقم (2255) في الشعر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (809) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. وأحمد (4/388) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الله «يعني ابن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي. وفي (4/389) قال: حدثنا أزهري بن القاسم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ابن كعب الطائفي. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة. والبخاري في «الأدب المفرد» (799) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. وفي (869) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. ومسلم (7/48) قال: حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر. كلاهما عن ابن عيينة. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. وابن ماجة (3758) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. والترمذي في «الشمائل» (249) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (998) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار، وعمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي، عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة.
كلاهما (إبراهيم بن ميسرة، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي) عن عمرو بن الشريد، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/390) . ومسلم (7/48) قال: حدثنيه زهير بن حرب، وأحمد بن عبدة.
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وزهير، وأحمد بن عبدة) عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أو يعقوب بن عاصم، عن الشريد، فذكره.
(*) زاد عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي في روايته: «قال: إن كاد ليسلم» . وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي، عنه: قال: «فلقد كاد يسلم في شعره» .
3226 -
(ت) جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «جالَسْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أكثرَ من مائةِ مَرَّة، فكان أَصحابُه يتناشَدُون الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أشياءَ من أمر الجاهلية وهو ساكت، فربما تَبَسَّمَ معهم» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2854) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر من حديث شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، قال الترمذي: وقد رواه زهير عن سماك أيضاً. أقول: وهو حديث حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2850) قال: ثنا علي بن حجر، قال: نا شريك، عن سماك، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه زهير عن سماك أيضا.
3227 -
(خ م د س) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ عمرَ «مَرَّ بحسَّانَ وهو يُنْشِدُ الشِّعْرَ في المسجد، فَلَحظَ إليه شزراً، فقال: قد كنتُ أنشِدُ فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال أنْشُدُكَ الله: أَسمعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَجِبْ عنِّي، اللهمَّ أيِّدْهُ بروح القُدس؟ فقال: اللهم نعم» . أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود عن ابن المسيب مرسلاً، إلى قوله:«خير منك» . وأخرجه عن ابن المسيب عن أبي هريرة، إلى قوله:«خير منك» . وزاد: «فخَشِيَ أن يَرْمِيَهُ برسول الله صلى الله عليه وسلم فأجازَهُ» .
⦗ص: 170⦘
وأخرجه النسائي عن ابن المسيب مرسلاً بتمامه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنْشُدُك) : أي أسألك.
(1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي المساجد، باب الشعر في المسجد، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (2485) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت، وأبو داود رقم (5013) و (5014) في الأدب، باب ما جاء في الشعر، والنسائي 2 / 48 في المساجد، باب الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن سعيد بن المسيب قال: «مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم» .
أخرجه الحميدي (1105) وأحمد (5/222) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (5/222) قال أحمد: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، وفي (2/269) و (5/222) وقال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والبخاري (4/136) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (7/163) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (5013) قال: حدثنا ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (2/48)، وفي «عمل اليوم والليلة» (171) . وفي الكبرى (706) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن منصرر، عن سفيان. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد. (ح) وعن محمد بن علي بن حرب، عن محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بن أمية. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان، وإبراهيم، ومعمر، ويونس، وإسماعيل - عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
رواية ابن أبي خلف، وأحمد بن عبدة، وإبراهيم بن سعد: ليس فيها استشهاد حسان بأبي هريرة.
- وعن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: «قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ قال: اللهم نعم» .
1-
أخرجه مسلم (7/162) قال: حدثنا عمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر. وابن خزيمة (1307) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء. (ح) وحدثناه الحسن بن الصباح البزار، وسعيد بن عبد الرحمن.
ستتهم (عمرو، وإسحاق، وابن أبي عمر، وعبد الجبار، والحسن، وسعيد) عن سفيان بن عيينة.
2 -
وأخرجه أبو داود (5014) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، مختصر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم أيده بروح القدس؟ قال أبو هريرة: نعم.
أخرجه البخاري (1/122) و (8/45) قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/45) قال: وحدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. ومسلم (7/163) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (172) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3402) عن محمد بن جبلة الرافقي، عن أحمد بن عبد الملك، عن عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد (ح) وعن محمد بن جبلة، عن محمد بن موسى بن أعين، قال: أصبت في كتاب أبي عن إسحاق بن راشد.
ثلاثتهم - شعيب، وابن أبي عتيق، وإسحاق - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
- وعن يحيى بن عبد الرحمن قال: «مر عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال: في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تنشد الشعر؟ قال: كنت أنشد وفيه من هو خير منك، أو كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك» .
أخرجه أحمد (5/222) قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن فذكره.
- وعن البراء بن عازب، قال: سمعت حسان بن ثابت يقول: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اهجهم - أو هاجهم - (يعني المشركين) وجبريل معك» .
أخرجه النسائي في الكبرى ورقة (79 - أ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد «يعني ابن زريع» قال: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: حدثنا البراء بن عازب، فذكره.
3228 -
(ت س) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عُمْرة القضاء وعبد الله بن رَوَاحة يمشي بين يديه، ويقول:
خلوا بني الكُفَّارِ عنْ سبيلِهِ (1)
…
اليوْمَ نَضْرِبكمْ (2) على تَنزِيلِهِ
ضَرْبِاً يُزِيلَُ الهَامَ عن مَقِيلِهِ (3)
…
وَيُذْهِلُ الخليلَ عن خَلِيلِهِ
فقال له عمر: يا ابن رَوَاحة، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حَرَمِ الله تقول الشِّعْرَ؟ فقال رسولُ الله: خلِّ عنه يا عمرُ، فَلَهِيَ أسرعُ فيهم من نَضْحِ النَّبْل» . أخرجه الترمذي والنسائي (4) .
⦗ص: 171⦘
قال الترمذي: وقد روي في غير هذا الحديث: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ [مكةَ] في عُمرة القضاء، وكعْبُ بن مالك بين يديه» وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رَوَاحةَ قُتِلَ يومَ مُؤتَةَ، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَضْرِبْكم) : قد جاء نضربكم في الشعر ساكن الباء، وليس بمجزوم، وهذا جائز في ضرورة الشعر: أن يسكَّن المتحرك، ويحرك الساكن.
(الهام عن مقيله) : الهام جمع هامة، وهي أعلى الرأس وفيه الناصية والمفرق. ومقيله: موضعه، نقلاً من موضع القائلة للإنسان.
(نَضْح النبل) : نضحته بالنبل: إذا رميت به.
(1) أي سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
بإسكان الباء لضرورة الشعر، وهي لغة قرئ بها في المشهور كما قال الحافظ.
(3)
أي: عن موضعه.
(4)
رواه الترمذي رقم (2851) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، والنسائي 5 / 202 في الحج، باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام، من حديث عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضاً عن معمر عن الزهري عن أنس نحو هذا.
(5)
قال الحافظ في " الفتح " 7 / 384 في المغازي، باب عمرة القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: هو ذهول شديد، وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد، وكيف يخفى عليه - أعني الترمذي - مثل هذا، ثم وجدت عن بعضهم أن الذي عند الترمذي من حديث أنس أن ذلك كان في فتح مكة، فإن كان كذلك اتجه اعتراضه، لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم، وقد صححه ابن حبان من الوجهين، وعجيب من الحاكم كيف لم يستدركه مع أن الوجه الأول على شرطهما، ومن الوجه الثاني على شرط مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1257) والترمذي (2847) وفي الشمائل (246) قال: حدثنا إسحاق بن منصور. والنسائي (5/202) قال: أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم. وفي (5/211) قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه. وابن خزيمة (2680) قال: حدثنا محمد بن يحيى.
خمستهم - عبد بن حميد، وإسحاق، وخشيش، وابن زنجويه، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا ثابت، فذكره.
3229 -
(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان
⦗ص: 172⦘
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفَارِهِ وغلام أسودُ يقال له: أنجَشَةُ يَحْدُو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وَيْحَكَ يا أَنجشةُ، رُوَيْدَكَ سَوقكَ بالقَوَارير» .
قال أبو قِلابة: يعني النِّساءَ، وفي رواية، قال:«كان للنبيُّ صلى الله عليه وسلم حاد يقال له: أنجشة، وكان حسنَ الصَّوت، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم رُويْدَك يا أنجشةُ، لا تَكْسِر القوارير» . قال قتادة: يعني ضعَفَة النساء، أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري: قال: كانت أمُّ سُليم في الثِّقلِ، وأَنجشةُ غلامُ النبي صلى الله عليه وسلم يسوقُ بهنَّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أَنْجشُ، رويدكَ سوْقكَ بالقوارير» .
زاد مسلم: قال أبو قِلابة: «تكلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكلمةٍ لو تكلَّم بها بعضكم لَعِبْتُموها عليه» . وللبخاري أيضاً قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مَسِير، فحدا الحادي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «أرْفق يا أنجشةُ ويحك بالقوَارير (1) » .
ولمسلم بنحو الأولى، ولم يذكر «حَسَنَ الصوتَ» . وله في أخرى، قال: «كانت أم سُلَيْم مع نساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويسوقُ بهن سَوَّاق، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 173⦘
يا أنجشةُ، رويدكَ سوقَكَ بالقوارير» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رويدك سَوقَك بالقوارير) : رويدك بمعنى أمهل وتأن وارفق. قد جاء في الحديث أنه أراد بالقوارير النساء، وشبههن بالقوارير لأنه أقل شيء يؤثر فيهن. كما أن أقل شيء من الحداء والغناء يؤثر في النساء، أو أراد: أن النساء لا قوة لهن على سرعة السير، والحداء مما يهيج الإبل، ويبعثها على السير وسرعته، فيكون ذلك إضراراً بالنساء اللواتي عليهن.
(1) قال الحافظ في " الفتح " القوارير: جمع قارورة وهي الزجاجة، سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها وكنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة، وللطافتهن.
(2)
رواه البخاري 10 / 456 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وباب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وباب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب، ومسلم رقم (2323) في الفضائل، باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (3/186) . والبخاري (8/44) . وفي «الأدب المفرد» (264) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا عمرو الناقد، وزهير بن حرب. أربعتهم - أحمد، ومسدد، والناقد، وزهير -عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2 -
وأخرجه أحمد (3/277) قال: حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: «عبد، والبخاري» حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وحامد بن عمر، وقتيبة، وأبو كامل. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (525) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. سبعتهم (يونس، وسليمان، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد، وقتيبة، وأبو كامل) عن حماد بن زيد.
3 -
وأخرجه البخاري (8/55) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - إسماعيل، وحماد، ووهيب- عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره.
-وعن ثابت، عن أنس بن مالك «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مسير له، فكان حاد يحدو بنسائه، أو سائق، قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه، فقال: يا أنجشة ويحك، ارفق بالقوارير» .
1 -
أخرجه أحمد (3/172) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/187) و (202) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (8/58) . وفي «الأدب المفرد» (883) قال: حدثنا آدم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (528) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر،. ثلاثتهم - ابن جعفر، وحجاج، وآدم - عن شعبة.
2 -
وأخرجه أحمد (3/227) قال: حدثنا يونس، وفي (3/254) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (3/285) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1342) . والبخاري (8/58) قالا: حدثنا سليمان بن حرب. والبخاري (8/46) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (7/78) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر، وأبو كامل. سبعتهم - يونس، وأبو كامل، وعفان، وابن حرب، ومسدد، وأبو الربيع، وحامد- عن حماد بن زيد.
3 -
وأخرجه عبد بن حميد (1343) قال: حدثني سليمان بن حرب. والبخاري في «الأدب المفرد» (1264) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما - سليمان، وموسى - عن حماد بن سلمة.
ثلاثتهم - شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة - عن ثابت، فذكره.
وعن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال:«كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير» .
1 -
أخرجه أحمد (3/252) قال: حدثنا عفان. وبهز. والبخاري (8/58) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حبان. ومسلم (7/79) . والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (527) كلاهما عن محمد بن المثنى قال: حدثني عبد الصمد. أربعتهم (عفان، وبهز، وحبان، وعبد الصمد) عن همام بن يحيى.
2 -
وأخرجه مسلم (7/79) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (526) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام. كلاهما - أبو داود، ومعاذ - عن هشام الدستوائي.
كلاهما - همام، وهشام - عن قتادة، فذكره.
-وعن سليمان التيمي، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال:«كانت أم سليم مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أنجشة رويدك بالقوارير» .
أخرجه الحميدي (1209) . وأحمد (3/111) قالا: حدثنا سفيان. وفي (3/117) قال أحمد: حدثنا يحيى. وفي (3/176) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/79) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا أبو كامل. قال يحيى: أخبرنا، وقال أبو كامل: حدثنا يزيد بن زريع. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (529) قال: أخبرنا قتيبة، ومحمد بن منصور، قالا: حدثنا سفيان.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وإسماعيل بن علية، ويزيد) عن سليمان التيمي، فذكره.
وعن حميد، عن أنس، قال:«كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين، يقال له أنجشة، فاشتد في السياقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير» .
أخرجه أحمد (3/107) قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، فذكره.
-وعن زرارة بن أبي الخلال العتكي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يا أنجشة كذاك سيرك بالقوارير» .
أخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا زرارة، فذكره.
3230 -
(خ) الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة في قصصه يذْكُرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول:«إن أخاً لكم لا يقول الرَّفثَ - يعني بذاك - ابن رواحة» قال:
أتَانَا رسولُ الله يَتْلُو كتابَهُ
…
إذا انشَقَّ معرُوف من الفجر ساطِعُ
أَرَانا الهُدى بعد العمى، فقُلوبُنا
…
به موقِنَات أنَّ ما قال وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجافي جَنْبَهُ عن فِرَاشِهِ
…
إذا استثْقَلَتْ بالكافِرين المضاجعُ
أخرجه البخاري (1) .
⦗ص: 174⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّفَث) : الفُحش في القول.
(1) 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي التهجد، باب فضل من تعار من الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2 / 68) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث. وفي (8/44) قال: حدثنا أصبغ. قال: أخبرني عبد الله بن وهب.
كلاهما - الليث، وابن وهب - عن يونس. عن ابن شهاب. أن الهيثم بن أبي سنان أخبره، فذكره. وبنحوه أخرجه أحمد (3/451) قال: ثنا يعمر بن بشر. قال: ثنا عبد الله. قال: نا يونس عن الزهري. قال: سمعت سنان بن أبي سنان. فذ كره.