المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين - جامع الأصول - جـ ٥

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌ الكتاب الأول: في السَّخَاءِ والكرمِ

- ‌الكتاب الثاني: في السفر، وآدابه

- ‌الأول: في يوم الخروج

- ‌[النوع] الثاني: في الرفقة

- ‌[النوع] الثالث: في السير والنزول

- ‌[النوع] الرابع: في إعانة الرفيق

- ‌[النوع] الخامس: في سفر المرأة

- ‌[النوع] السادس: فيما يذم استصحابه في السفر

- ‌[النوع] السابع: في القفول ودخول المنزل

- ‌[النوع] الثامن: في سفر البحر

- ‌[النوع] التاسع: في تلقي المسافرين

- ‌الكتاب الثالث: في السبق والرمي

- ‌الفصل الأول: في أحكامهما

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من صفات الخيل والوصية بها

- ‌[النوع] الأول: فيما يُحَبُّ من ألوانها

- ‌[النوع] الثاني: فيما يكره منها

- ‌[النوع] الثالث: في مدحها، والوصية بها

- ‌[النوع] الرابع: [تسمية الخيل]

- ‌الكتاب الرابع: في السؤال

- ‌الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها سين، ولم ترد في حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌الكتاب الأول: في الشَّرَاب

- ‌الفصل الأول: في الشُّرب قائماً

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثاني: في الشرب من أفواه الأسقية

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثالث: في التنفس عند الشرب

- ‌الفصل الرابع: في ترتيب الشاربين

- ‌الفصل الخامس: في تغطية الإناء

- ‌الفصل السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: في الخمور والأنبذة

- ‌الفصل الأول: في تحريم كل مسكر

- ‌الفصل الثاني: في تحريم كل مسكر وذم شاربه

- ‌الفصل الثالث: في الخمر وتحريمها، ومن أي شيء هي

- ‌الفصل الرابع: في الأنبذة، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: في تحريمها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثاني: في تحليلها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثالث: في مقدار الزمان الذي يشرب النبيذ فيه

- ‌النهي عنه

- ‌جوازه

- ‌[الفرع] الخامس: في المطبوخ

- ‌تحليله

- ‌النهي عنه

- ‌الفصل الخامس: في الظروف، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: ما يحرم منها

- ‌[الفرع] الثاني: فيما يحل من الظروف

- ‌الفصل السادس: في لواحق الباب

- ‌الكتاب الثالث: في الشِّعر

- ‌الفصل الأول: في مدح الشِّعر

- ‌الفصل الثاني: في ذم الشِّعر

- ‌الفصل الثالث: في استماع النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعر، وإنشاده في المسجد

- ‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين

- ‌الفصل الخامس: فيما تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم من الشِّعر

- ‌حرف الصاد

- ‌الكتاب الأول: في الصلاة

- ‌القسم الأول: في الفرائض وأحكامها، وما يتعلق بها

- ‌الباب الأول: في الصلاة وأحكامها

- ‌الفصل الأول: في وجوبها أداءً وقضاءً

- ‌الفرع الأول: في الوجوب والكمية

- ‌الفرع الثاني: في القضاء

- ‌الفرع الثالث: في إثم تاركها

- ‌الفصل الثاني: في المواقيت

- ‌الفرع الأول: في تعيين أوقات الصلوات

- ‌الفرع الثاني: في تقديم أوقات الصلوات

- ‌الفجر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌تقديمها مطلقاً

- ‌الفرع الثالث: في تأخير أوقات الصلوات

- ‌الصبح والعصر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌العشاء

- ‌تأخيرها مطلقاً

- ‌الفرع الرابع: في أول الوقت بالصلاة

- ‌الفرع الخامس: في الأوقات المكروهة

- ‌الفرع السادس: في تحويل الصلاة عن وقتها

- ‌الفصل الثالث: في الأذان والإقامة

- ‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته

- ‌الفرع الثاني: في أحكام تتعلق بالأذان والإقامة

- ‌الفصل الرابع: في استقبال القبلة

- ‌الفصل الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها

- ‌الفرع الأول: في التكبير ورفع اليدين

- ‌الفرع الثاني: في‌‌ القيام والقعود، ووضع اليدين والرجلين

- ‌ القيام والقعود

- ‌وضع اليدين والرجلين

- ‌الاختصار

- ‌الفرع الثالث: في القراءة

- ‌النوع الأول: في البسملة

- ‌النوع الثاني: في الفاتحة والتأمين

- ‌النوع الثالث: في السور

- ‌صلاة الفجر

- ‌صلاة الظهر والعصر

- ‌صلاة المغرب

- ‌صلاة العشاء

- ‌صلوات مشتركة

- ‌النوع الرابع: في الجهر بالقراءة

- ‌النوع الخامس: في سكتة القارئ

- ‌الفرع الرابع: في الركوع والسجود والقنوت

- ‌النوع الأول: في الركوع والسجود

- ‌الاعتدال

- ‌مقدار الركوع والسجود

- ‌هيئة الركوع والسجود

- ‌أعضاء السجود

- ‌الفرع الخامس: في التشهد والجلوس

- ‌النوع الأول: في التشهد

- ‌النوع الثاني: في الجلوس

- ‌الفرع السادس: في السلام

- ‌الفرع الثامن: في طول الصلاة وقصرها

- ‌الفرع التاسع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل السادس: في شرائط الصلاة ولوازمها

- ‌الفرع الأول: في طهارة الحدث

- ‌الفرع الثاني: في طهارة اللباس

- ‌الفرع الثالث: في ستر العورة

- ‌[النوع] الأول: في سترها

- ‌[النوع] الثاني: في الثوب الواحد، وهيئة اللبس

- ‌[النوع] الثالث: في لبس النساء

- ‌[النوع] الرابع: فيما كره من اللباس

- ‌الفرع الرابع: في أمكنة الصلاة وما يصلى عليه

- ‌[النوع] الأول: فيما يُصلَّى عليه

- ‌[النوع] الثاني: في الأمكنة المكروهة

- ‌[النوع] الثالث: في الصلاة على الدابة

- ‌[النوع] الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الخامس: في ترك الكلام

- ‌الفرع السادس: في ترك الأفعال

- ‌[النوع] الأول: في مس الحصباء وتسوية التراب

- ‌[النوع] الثاني: الالتفات

- ‌[النوع] الثالث: في أفعال متفرقة

- ‌[النوع] الثاني: في سترة المصلي

- ‌الفرع الثامن: في أحاديث متفرقة

- ‌حمل الصغير

- ‌من نعس وهو يصلي

- ‌عقص الشعر

- ‌مدافعة الأخبثين

- ‌الفصل السابع: في السجدات

- ‌الفرع الأول: في سجود السهو

- ‌[القسم] الأول: في السجود قبل التسليم

- ‌[القسم] الثاني: في السجود بعد التسليم

- ‌[القسم] الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الثاني: في سجود القرآن

- ‌[النوع] الأول: في وجوب السجود

- ‌[النوع] الثاني: في كونه سنة

- ‌[النوع] الثالث: في السجود بعد الصبح

- ‌[النوع] الرابع: كم في القرآن سجدة

- ‌[النوع] الخامس: في تفصيل السجدات

- ‌سورة الحج

- ‌سورة ص

- ‌سورة النجم

- ‌سورة انشقَّت

- ‌المفصل مجملاً

- ‌[النوع] السادس: في دعاء السجود

- ‌الفرع الثالث: في سجود الشكر

- ‌الباب الثاني: في صلاة الجماعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها والمحافظة عليها

- ‌الفصل الثاني: في تركها للعذر

- ‌الفصل الثالث: في صفة الإمام وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في أولى الناس بالإمامة

- ‌الفرع الثاني: فيمن تجوز إمامته ومن لا تجوز

- ‌الفرع الثالث: في آداب الإمام

- ‌تخفيف الصلاة

- ‌آداب متفرقة

- ‌الفصل الرابع: في أحكام المأموم

- ‌الفرع الأول: في الصفوف

- ‌[النوع] الأول: في ترتيبها

- ‌[النوع] الثاني: في تسوية الصفوف وتقويمها

- ‌[النوع] الثالث: في الصف الأول

- ‌الفرع الثاني: في الاقتداء، وشرائطه ولوازمه

- ‌[النوع] الأول: في صفة الاقتداء بالإماء قائماً وقاعداً

- ‌[النوع] الثاني: في مسابقة الإمام

- ‌[النوع] الثالث: في المسبوق

- ‌[النوع] الرابع: في ارتفاع مكان الإمام

- ‌الفرع الثالث: في آداب المأموم

- ‌الفرع الرابع: في‌‌ القراءةمع الإمام، وفَتحِها عليه

- ‌ القراءة

- ‌الفتح على الإمام

- ‌الفرع الخامس: في المنفرد بالصلاة إذا أدرك جماعة

- ‌الأمر بالإعادة

- ‌المنع من الإعادة

- ‌الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثالث: في صلاة الجمعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها وأحكامها

- ‌الفصل الثاني: في المحافظة عليها، وإثم تاركها

- ‌الفصل الثالث: في تركها للعذر

- ‌الفصل الرابع: في الوقت والنداء [إليها]

- ‌الفصل الخامس: في الخُطبة وما يتعلق بها

- ‌الفصل السادس: في القراءة في الصلاة والخطبة

- ‌الفصل السابع: في آداب الدخول إلى الجامع والجلوس فيه

- ‌الفصل الثامن: في أول جمعة جُمِّعَت

- ‌الباب الرابع: في صلاة المسافرين

- ‌الفصل الأول: في القصر وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في مسافة القصر وابتدائه

- ‌الفرع الثاني: في القصر مع الإقامة

- ‌الفرع الثالث: في الإتمام مع الإقامة

- ‌الفرع الرابع: في اقتداء المسافر بالمقيم، والمقيم بالمسافر

- ‌الفصل الثاني: في الجمع

- ‌الفرع الأول: في جمع المسافر

- ‌الفرع الثاني: في الجمع بجَمْع ومزدلفة

- ‌الفرع الثالث: في جمع المقيم

- ‌الفصل الثالث: في صلاة النوافل في السفر

- ‌فرع

- ‌الباب الخامس: في صلاة الخوف

الفصل: ‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين

‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين

3231 -

(خ م) البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يوم قرَيظةَ لحسَّانَ: «أُهْجُ المُشْرِكين، فإنَّ جبريل معك» . وفي رواية قال: «اهجهُمْ - أو هاجهِمْ - وجبريلُ معك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

(1) رواه البخاري 10 / 453 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومسلم رقم (2486) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (4/286، 303) قال: حدثنا أبو معاوية. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن أحمد بن حفص بن عبد الله. عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان.

كلاهما - أبو معاوية، وإبراهيم - عن الشيباني.

2-

وأخرجه أحمد (4/299) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/203) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. وفيه (4/302) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» (4/136) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (5/144) قال:حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/45) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» (7/163) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر (ح) وحدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1794) عن حميد بن مسعدة. عن سفيان بن حبيب. عشرتهم -وكيع، وابن جعفر (غندر) ، وبهز،وعفان، وحفص وحجاج، وسليمان، ومعاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان - عن شعبة.

كلاهما - الشيباني وشعبة - عن عدي بن ثابت،فذكره. وعن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال:«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: اهج المشركين فإن روح القدس معك» .

أخرجه أحمد (4/298) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (4/301) قال: حدثنا حسن. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (1822) عن أحمد بن سليمان بن يحيى بن آدم.

كلاهما (يحيى، وحسين) وإسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكره.

ص: 174

3232 -

(خ م) عائشة رضي الله عنها: قالت: استأذنَ حسَّانُ بنُ ثابت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في هِجاء المشركين، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«فكيف بِنَسَبي؟ فقال حسانُ: لأسلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشَّعرَةُ من العجين» .

وفي رواية قال عروة: «ذهبتُ أسُبُّ حسَّانَ عند عائشة، فقالت: لا تَسُبَّه، فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

وفي رواية «أن حسَّان بن ثابت كان

⦗ص: 175⦘

ممن كَبُرَ (1) على عائشة، فسَبَبْتُه، فقالت: يا ابن أختي، دَعْهُ

» وذكر باقي الحديث.

وفي رواية، قالت: قال حسان: يا رسول الله، ائذن لي في أبي سفيان، قال: كيف بقرَابتي منه؟ قال: والذي أكرمَكَ، لأُسلَّنَّكَ كما تُسَلُّ الشَّعْرَة من الخمير، فقال حسان:

وإنَّ سَنَامَ المجدِ من آلِ هَاشِم

بنُو بَيْتِ مَخْزُوم، وَوَالِدُكَ العَبْدُ (2)

قصيدتَهُ هذه. أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اهجُوا قريشاً، فإنه أشدُّ عليها من رَشْقِ النَّبل، فأرسل إلى ابن رَوَاحةَ، فقال: اهّجهُمْ، فلم يُرْضِ، فأرسلَ

⦗ص: 176⦘

إلى كعب ابن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسانُ: قد آن لكم أن تُرْسِلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بِذَنَبِهِ، ثم أدْلَعَ لسانه، فجعل يُحرِّكُه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينَّهُمْ بلساني فرْيَ الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَعْجلْ فإن أَبا بكر أعلمُ قريش بأَنسابها، وإن لي فيهم نَسَباً، حتى يُلَخِّصَ لك نسَبي، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق، لأسُلَّنَّكَ منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين، قالت عائشة: فسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان إن رُوحَ القُدُس لا يزال يُويِّدُكَ ما نَافحتَ عن الله ورسوله، وقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول: هَجاهُم حسان، فشَفى واشْتَفى، قال حسان:

هَجَوْتَ محمداً فأجبْتُ عنه

وعندَ الله في ذاكَ الجَزَاءُ

هَجوتَ محمداً برّاً تقيّاً (3)

رسولَ الله شيمتهُ الوَفَاءُ

فإن أَبي وَوَالدَهُ وعِرضي

لِعِرْضِ محمدٍ منكم وقَاءُ

ثَكِلْتُ بُنَيَّتي إن لم تَرَوْهَا

تُثِيرُ النَّقْعَ من كَنَفي كَداءُ

يُبَارِينَ الأعنَّةَ مُصْعِدَات

على أَكتافِها الأسَلُ الظِّماءُ

تَظَلُّ جِيَادُنا مُتَمَطِّرَات

تُلَطِّمُهُنَّ بالْخُمُرِ النِّسَاءُ

⦗ص: 177⦘

فإنْ أَعْرَضْتُمُ عنا اعْتَمَرنا

وكَان الفَتْحُ، وَانكَشَف الغِطَاءُ

وإلا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ (4) يَوْم

يُعِزُّ الله فيه من يشاءُ

وقال الله: قد أرْسَلْتُ عبداً

يقولُ الحقَّ، ليس به خفاءُ

وقال الله: قد يَسَّرتُ جنداً

هُمُ الأنصارُ عُرْضتها اللِّقَاءُ

تَلاقى كلَّ يوم من مَعَدّ (5)

سِبَاب، أَوقتال، أو هِجاءُ

فَمَنْ يَهْجُوا رَسولَ الله منكم

ويَمدَحُه وَينصُرُهُ سَوَاءُ

وجبريل رسولُ الله فينا

وروُحُ القُدْسِ ليس له كِفاءُ (6)

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(كَبُرَ على عائشة) : أراد بقوله: «كبر على عائشة» من قوله تعالى: {والذي تولَّى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم} [النور: 11] .

(سنام المجد) : سنام كل شيء: أعلاه، والمجد: الشرف والعلاء والفخر والسؤدد، وما أشبهه.

(رَشْق النبل) : الرَّشْق: البرمي، وهو بالفتح: المصدر، تقول:

⦗ص: 178⦘

رشقته رشقاً. وبالكسر: الوجه من الرمي: إذا رموا بأجمعهم. قالوا: رمينا رِشقاً.

(أدلع) : دلع لسانه وأدلعه إذا أخرجه، ودلع لسانه يتعدَّى ولا يتعدى.

(لأفرينَّهم فري الأديم) : أفريت الشيء، إذا قطعته على جهة الإفساد، فإذا فعلته على جهة الإصلاح قلت: فريته، وفري الأديم قطع الجزار إياه.

(برّاً) : البر: الصادق.

(حنيفاً) : الحنيف: المائل عن الأديان إلى الإسلام.

(تثير النقع) : النقع: الغبار: وإثارته: نشره وإظهاره في الحق.

(كَداء) : الممدود - بفتح الكاف-: هو بأعلى مكة عند المقبرة، وتسمى الناحية: المعلى، وهنالك المحصَّب، وليس بمحصَّب مِنى، وكان باب بني شيبة بإزائه، وكُدى - بالقصر والضم مصروفاً -: هو بأسفل مكة، وهو بقرب شعب الشافعيين وابن الزبير، عند قُعيقعان، وهنالك موضع آخر يقال له: كُدَي، مصغراً، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه، وليس من هذين المقدمين في شيء.

(يُبارين الأعنة) : المباراة: المجاراة والمسابقة.

(الأسل الظِّماء) الأسل: الرماح، وهو في الأصل: نبات له أغصان

⦗ص: 179⦘

دقاق طوال. والظِّماء: جمع ظامئ، وهو العطشان، جعل الرماح عطاشاً إلى ورود الدماء استعارة، فهي إلى ذلك أسرع، كمسارعة العطشان إلى ورود الماء.

(متمطِّرات) : مَطر الفرس يمطُر مَطراً ومُطوراً: إذا أسرع، وتمطَّر تمطُّراً: مثله.

(عُرْضَتها) يقال: فلان: عُرْضَة لكذا: إذا كان مستعدّاً له، متعرضاً له.

(1) كذا بالأصل بالباء الموحدة، وشرحها بأنه مأخوذ من قول الله {والذي تولى كبره منهم} لكن في " صحيح مسلم "(كثر) بالثاء المهملة مشددة مفتوحة.

(2)

وبعد هذا البيت بيت لم يذكره البخاري ومسلم، وبذكره تتم الفائدة والمراد، وهو:

ومن وَلَدَتْ أبناءُ زُهْرةَ مِنْهُمُ

كرَامٌ ولم يَقْرَبْ عَجَائِزكَ المجدُ

والمراد ببيت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله والزبير وأبي طالب بني المطلب، والمراد بأبي سفيان المهجو في الحديث: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك الوقت، ثم أسلم وحسن إسلامه.

وقوله: ولدت أبناء زهرة منهم، مراده: هالة بنت وهب بن عبد مناف أم حمزة وصفية، وأما قوله في البيت الأول: ووالدك العبد، فهو سب لأبي سفيان بن الحارث، ومعناه أن أم الحارث ابن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا: هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك، وهو مراده بقوله: ولم يقرب عجائزك المجد.

(3)

وفي كثر من نسخ مسلم: حنيفاً، وفي ديوان حسان بشرح البرقوقي: هجوت مباركاً براً حنيفاً.

(4)

في " ديوان حسان ": لجلاد يوم.

(5)

في " صحيح مسلم " والديوان: لنا في كل يوم من معد.

(6)

رواه البخاري 10 / 452 في الأدب، باب هجاء المشركين، وفي الأنبياء، باب من أحب أن لا يسب نسبه، وفي المغازي، باب غزوة أنمار، ومسلم رقم (2487) و (2489) و (2490) في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (4/225) و5/154) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة. وفي (8/44)، وفي الأدب المفرد (862) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: حدثنا عبدة. و «مسلم» (7/164) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يحيى بن زكريا. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة.

كلاهما (عبدة بن سليمان، ويحيى بن زكريا) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.

والرواية الثانية أخرجها مسلم (7/164) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثني أبي، عن جدي. قال: حدثني خالد بن يزيد. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية. عن محمد بن إبراهيم. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

ص: 174