المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته - جامع الأصول - جـ ٥

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌ الكتاب الأول: في السَّخَاءِ والكرمِ

- ‌الكتاب الثاني: في السفر، وآدابه

- ‌الأول: في يوم الخروج

- ‌[النوع] الثاني: في الرفقة

- ‌[النوع] الثالث: في السير والنزول

- ‌[النوع] الرابع: في إعانة الرفيق

- ‌[النوع] الخامس: في سفر المرأة

- ‌[النوع] السادس: فيما يذم استصحابه في السفر

- ‌[النوع] السابع: في القفول ودخول المنزل

- ‌[النوع] الثامن: في سفر البحر

- ‌[النوع] التاسع: في تلقي المسافرين

- ‌الكتاب الثالث: في السبق والرمي

- ‌الفصل الأول: في أحكامهما

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من صفات الخيل والوصية بها

- ‌[النوع] الأول: فيما يُحَبُّ من ألوانها

- ‌[النوع] الثاني: فيما يكره منها

- ‌[النوع] الثالث: في مدحها، والوصية بها

- ‌[النوع] الرابع: [تسمية الخيل]

- ‌الكتاب الرابع: في السؤال

- ‌الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها سين، ولم ترد في حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌الكتاب الأول: في الشَّرَاب

- ‌الفصل الأول: في الشُّرب قائماً

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثاني: في الشرب من أفواه الأسقية

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثالث: في التنفس عند الشرب

- ‌الفصل الرابع: في ترتيب الشاربين

- ‌الفصل الخامس: في تغطية الإناء

- ‌الفصل السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: في الخمور والأنبذة

- ‌الفصل الأول: في تحريم كل مسكر

- ‌الفصل الثاني: في تحريم كل مسكر وذم شاربه

- ‌الفصل الثالث: في الخمر وتحريمها، ومن أي شيء هي

- ‌الفصل الرابع: في الأنبذة، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: في تحريمها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثاني: في تحليلها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثالث: في مقدار الزمان الذي يشرب النبيذ فيه

- ‌النهي عنه

- ‌جوازه

- ‌[الفرع] الخامس: في المطبوخ

- ‌تحليله

- ‌النهي عنه

- ‌الفصل الخامس: في الظروف، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: ما يحرم منها

- ‌[الفرع] الثاني: فيما يحل من الظروف

- ‌الفصل السادس: في لواحق الباب

- ‌الكتاب الثالث: في الشِّعر

- ‌الفصل الأول: في مدح الشِّعر

- ‌الفصل الثاني: في ذم الشِّعر

- ‌الفصل الثالث: في استماع النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعر، وإنشاده في المسجد

- ‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين

- ‌الفصل الخامس: فيما تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم من الشِّعر

- ‌حرف الصاد

- ‌الكتاب الأول: في الصلاة

- ‌القسم الأول: في الفرائض وأحكامها، وما يتعلق بها

- ‌الباب الأول: في الصلاة وأحكامها

- ‌الفصل الأول: في وجوبها أداءً وقضاءً

- ‌الفرع الأول: في الوجوب والكمية

- ‌الفرع الثاني: في القضاء

- ‌الفرع الثالث: في إثم تاركها

- ‌الفصل الثاني: في المواقيت

- ‌الفرع الأول: في تعيين أوقات الصلوات

- ‌الفرع الثاني: في تقديم أوقات الصلوات

- ‌الفجر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌تقديمها مطلقاً

- ‌الفرع الثالث: في تأخير أوقات الصلوات

- ‌الصبح والعصر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌العشاء

- ‌تأخيرها مطلقاً

- ‌الفرع الرابع: في أول الوقت بالصلاة

- ‌الفرع الخامس: في الأوقات المكروهة

- ‌الفرع السادس: في تحويل الصلاة عن وقتها

- ‌الفصل الثالث: في الأذان والإقامة

- ‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته

- ‌الفرع الثاني: في أحكام تتعلق بالأذان والإقامة

- ‌الفصل الرابع: في استقبال القبلة

- ‌الفصل الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها

- ‌الفرع الأول: في التكبير ورفع اليدين

- ‌الفرع الثاني: في‌‌ القيام والقعود، ووضع اليدين والرجلين

- ‌ القيام والقعود

- ‌وضع اليدين والرجلين

- ‌الاختصار

- ‌الفرع الثالث: في القراءة

- ‌النوع الأول: في البسملة

- ‌النوع الثاني: في الفاتحة والتأمين

- ‌النوع الثالث: في السور

- ‌صلاة الفجر

- ‌صلاة الظهر والعصر

- ‌صلاة المغرب

- ‌صلاة العشاء

- ‌صلوات مشتركة

- ‌النوع الرابع: في الجهر بالقراءة

- ‌النوع الخامس: في سكتة القارئ

- ‌الفرع الرابع: في الركوع والسجود والقنوت

- ‌النوع الأول: في الركوع والسجود

- ‌الاعتدال

- ‌مقدار الركوع والسجود

- ‌هيئة الركوع والسجود

- ‌أعضاء السجود

- ‌الفرع الخامس: في التشهد والجلوس

- ‌النوع الأول: في التشهد

- ‌النوع الثاني: في الجلوس

- ‌الفرع السادس: في السلام

- ‌الفرع الثامن: في طول الصلاة وقصرها

- ‌الفرع التاسع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل السادس: في شرائط الصلاة ولوازمها

- ‌الفرع الأول: في طهارة الحدث

- ‌الفرع الثاني: في طهارة اللباس

- ‌الفرع الثالث: في ستر العورة

- ‌[النوع] الأول: في سترها

- ‌[النوع] الثاني: في الثوب الواحد، وهيئة اللبس

- ‌[النوع] الثالث: في لبس النساء

- ‌[النوع] الرابع: فيما كره من اللباس

- ‌الفرع الرابع: في أمكنة الصلاة وما يصلى عليه

- ‌[النوع] الأول: فيما يُصلَّى عليه

- ‌[النوع] الثاني: في الأمكنة المكروهة

- ‌[النوع] الثالث: في الصلاة على الدابة

- ‌[النوع] الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الخامس: في ترك الكلام

- ‌الفرع السادس: في ترك الأفعال

- ‌[النوع] الأول: في مس الحصباء وتسوية التراب

- ‌[النوع] الثاني: الالتفات

- ‌[النوع] الثالث: في أفعال متفرقة

- ‌[النوع] الثاني: في سترة المصلي

- ‌الفرع الثامن: في أحاديث متفرقة

- ‌حمل الصغير

- ‌من نعس وهو يصلي

- ‌عقص الشعر

- ‌مدافعة الأخبثين

- ‌الفصل السابع: في السجدات

- ‌الفرع الأول: في سجود السهو

- ‌[القسم] الأول: في السجود قبل التسليم

- ‌[القسم] الثاني: في السجود بعد التسليم

- ‌[القسم] الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الثاني: في سجود القرآن

- ‌[النوع] الأول: في وجوب السجود

- ‌[النوع] الثاني: في كونه سنة

- ‌[النوع] الثالث: في السجود بعد الصبح

- ‌[النوع] الرابع: كم في القرآن سجدة

- ‌[النوع] الخامس: في تفصيل السجدات

- ‌سورة الحج

- ‌سورة ص

- ‌سورة النجم

- ‌سورة انشقَّت

- ‌المفصل مجملاً

- ‌[النوع] السادس: في دعاء السجود

- ‌الفرع الثالث: في سجود الشكر

- ‌الباب الثاني: في صلاة الجماعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها والمحافظة عليها

- ‌الفصل الثاني: في تركها للعذر

- ‌الفصل الثالث: في صفة الإمام وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في أولى الناس بالإمامة

- ‌الفرع الثاني: فيمن تجوز إمامته ومن لا تجوز

- ‌الفرع الثالث: في آداب الإمام

- ‌تخفيف الصلاة

- ‌آداب متفرقة

- ‌الفصل الرابع: في أحكام المأموم

- ‌الفرع الأول: في الصفوف

- ‌[النوع] الأول: في ترتيبها

- ‌[النوع] الثاني: في تسوية الصفوف وتقويمها

- ‌[النوع] الثالث: في الصف الأول

- ‌الفرع الثاني: في الاقتداء، وشرائطه ولوازمه

- ‌[النوع] الأول: في صفة الاقتداء بالإماء قائماً وقاعداً

- ‌[النوع] الثاني: في مسابقة الإمام

- ‌[النوع] الثالث: في المسبوق

- ‌[النوع] الرابع: في ارتفاع مكان الإمام

- ‌الفرع الثالث: في آداب المأموم

- ‌الفرع الرابع: في‌‌ القراءةمع الإمام، وفَتحِها عليه

- ‌ القراءة

- ‌الفتح على الإمام

- ‌الفرع الخامس: في المنفرد بالصلاة إذا أدرك جماعة

- ‌الأمر بالإعادة

- ‌المنع من الإعادة

- ‌الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثالث: في صلاة الجمعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها وأحكامها

- ‌الفصل الثاني: في المحافظة عليها، وإثم تاركها

- ‌الفصل الثالث: في تركها للعذر

- ‌الفصل الرابع: في الوقت والنداء [إليها]

- ‌الفصل الخامس: في الخُطبة وما يتعلق بها

- ‌الفصل السادس: في القراءة في الصلاة والخطبة

- ‌الفصل السابع: في آداب الدخول إلى الجامع والجلوس فيه

- ‌الفصل الثامن: في أول جمعة جُمِّعَت

- ‌الباب الرابع: في صلاة المسافرين

- ‌الفصل الأول: في القصر وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في مسافة القصر وابتدائه

- ‌الفرع الثاني: في القصر مع الإقامة

- ‌الفرع الثالث: في الإتمام مع الإقامة

- ‌الفرع الرابع: في اقتداء المسافر بالمقيم، والمقيم بالمسافر

- ‌الفصل الثاني: في الجمع

- ‌الفرع الأول: في جمع المسافر

- ‌الفرع الثاني: في الجمع بجَمْع ومزدلفة

- ‌الفرع الثالث: في جمع المقيم

- ‌الفصل الثالث: في صلاة النوافل في السفر

- ‌فرع

- ‌الباب الخامس: في صلاة الخوف

الفصل: ‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته

‌الفصل الثالث: في الأذان والإقامة

، وفيه فرعان

‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته

3352 -

(خ م ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كان المسلمون حين قَدِموا المدينة يجْتَمِعون، فيَتَحَيَّنُونَ للصلاة، وليس يُنادي بها أحد، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخِذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قَرْناً مثل قرْنِ اليهود، فقال عمر:

⦗ص: 269⦘

أوَلا تَبْعثُون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فيتَحَيَّنُون) قد تقدَّم ذِكر التحيُّن، وهو طلب الحين والوقت، وقد جاء في كتب الغريب «يتَحَسَّبون» بالسين والباء، ومعناه: يتعرَّفون ويتوخَّون وقت الصلاة ويطلبونه.

(1) رواه البخاري 2 / 65 في الأذان، باب بدء الأذان، ومسلم رقم (377) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (190) في الصلاة، باب بدء الأذان، والنسائي 2 / 2 في الأذان، باب بدء الأذان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/148)(6357) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. والبخاري (1/157) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (2/2) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والترمذي (190) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (2/2)، وفي الكبرى (1507) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة - قاضي دمشق - وإبراهيم بن الحسن المِصِّيصِيّ، قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (361) قال: حدثنا الحسن بن محمد، وأحمد بن منصور الرمادي، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجَوْهَرِي، قالا: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: حدثنا محمد بن بكر.

أربعتهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، فذكره.

ص: 268

3353 -

(د) أبو عمير بن أنس رحمه الله عن عمومة له من الأنصار قال: «اهْتَمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناسَ لها؟ فقيل انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذَنَ بعضهم بعضاً، فلم يُعجِبُه ذلك، فذُكرَ له القُنْعُ - وهو شَبُّورُ اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، فذُكِرَ له النَّاقوسُ، فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد الأنصاري، وهو مهْتمٌّ لِهمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأُرِي الأذان في منامه، فَغَدا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله، إنِّي لبَيْنَ نائم ويقظانَ، إذْ أتاني آتٍ فأراني الأذان، وكان عمر بن الخطاب قد

⦗ص: 270⦘

رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما منعك أن تُخْبِرَنا؟ فقال: سبَقني عبد الله بن زيد، فاسْتَحييتُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قُمّ يا بلال، فانظرُ ما يأمُرُكَ به عبد الله بن زيد فافعلْ، فأذَّنَ بلال، قال بعضهم: إن الأنصار تزعم: لولا أن عبد الله بن زيد كان يومئذ مريضاً لجعله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مؤذِّناً» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(القُنع) : قد فُسِّرَ في الحديث: أنه الشَّبُّور، والشَّبُّور: هو البوق.

قال الهروي: وذكر بعضهم: أنه «القثع» بالثاء المثلثة، عن أبي عمرو الزاهد، قال حكيته للأزهري، فقال: هذا باطل.

قال الخطابي: رُوي مرة القنع، بالنون الساكنة، ومرة بالباء المفتوحة، قال: وقد سألت عنه غير واحد من أهل اللغة، فلم يثبتوه على واحد من الوجهين، فإن كانت الرواية في «القنع» بالنون صحيحة فلا أُراه سُمِّيَ إلا لإقناع الصوت وهو رفعه. يقال: أقنع الرجلُ صوتَه، وأقنع رأسه: إذا رفعه. وأما «القبَع» بالباء المفتوحة: فلا أحسبه سُمِّيَ قَبَعاً إلا لأنه لا يقبع صاحبه: أي يستره. يقال قبع الرجل رأسه في جيبه: إذا أدخله فيه، قال: وسمعت أبا عمرو يقوله بالثاء المثلثة، ولم أسمعه من غيره - يعني: البوق. قال

⦗ص: 271⦘

الخطابي: وهو أصح الوجوه. قال: وقد روي «القتع» بتاء بنقطتين من فوق، قال: وهو دود يكون في الخشب، الواحدة: قَتَعة، قال: ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف على جلالة محلِّه في الحديث.

(1) رقم (498) في الصلاة، باب بدء الأذان، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

رواه أبو داود (498) حدثنا عباد بن موسى الختلة، وزياد بن أيوب، وحديث عباد أتم قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر قال: زياد أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: فذكره.

ص: 269

(1) هما الناقوس، وهو خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها، فيخرج منهما صوت.

(2)

1 / 67 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة مرسلاً، ولكن يشهد له من جهة المعنى الحديث الذي قبله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/195) عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال، فذكره.

ص: 271

3355 -

(د) عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله قال: «أُحِيلَتِ الصلاةُ ثلاثةَ أحوال، قال: وحدَّثنا أصحابُنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أعجبَني أن تكونَ صلاة المسلمين - أو قال المؤمنين - واحدة، حتى لقد همَمتُ أن أَبُثَّ رجالاً في الدُّور ينادُونَ الناس بحين الصلاة، حتى هممتُ أن آمرَ رجالاً يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاةِ، حتى نَقَسُوا أو كادُوا أن يَنْقُسوا، فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله إني لمَّا رجعتُ- لِمَا رأيتُ من اهتمامك - رأيتُ رجلاً كأنَّ عليه ثوبين

⦗ص: 272⦘

أخضرين، فقام على المسجد فأذَّن، ثم قعد قعْدة، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنَّهُ يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقولَ الناس - وقال ابن المثنى: أن تقولوا - لقُلْتُ: إني كنت يقظاناً غير نائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية ابن المثنى (1) : لقد أراك الله خيراً - ولم يقل عمرو (2) في روايته: لقد أراك الله خيراً - فمُرْ بلالاً فلْيُؤذِّنْ، قال: فقال عمر: أمَا إني قد رأيتُ مثل الذي رأى، ولكنِّي لما سُبِقْتُ استحْييتُ» .

قال: وحدثنا أصحابنا (3) قال: «كان الرجل إذا جاء يسألُ فيُخْبَرُ بما سُبِقَ من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مرة بين قائم وقاعد وراكع وقائم، ومُصلٍّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن المثنى: قال عمرو:

⦗ص: 273⦘

وحدَّثني بها حُصين عن ابن أبي ليلى، حتى جاء معاذ - قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، فقال: لا أُراه على حالٍ - إلى قوله: كذلك فافعَلُوا» . قال أبو داود: ثم رجعتُ إلى حديث عمرو بن مرزوق، قال:«فجاء معاذ، فأشاروا إليه - قال شعبة: وهذه سمعتُها من حُصيْن - قال: فقال معاذ، لا أُراه على حال إلا كنتُ عليها، قال: فقال: إن مُعاذاً قد سَنَّ لكمُ سُنَّةَ كذلك فافعلوا» .

قال: وحدثنا أصحابنا: «أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام، ثم أُنزِلَ رمضانُ، وكانوا قوماً لم يتعَوَّدُوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديداً، فكان من لم يَصُمْ أطعمَ مسكيناً، فنزلت هذه الآية: {فَمَنْ شَهِدَ مَنْكُمُ الشَّهْرَ فلْيَصُمهُ} [البقرة: 185] فكانت الرُّخصةُ للمريض والمسافر، فأمروا بالصيام» . قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا أفطرَ، فنامَ قبلَ أن يأكلَ لم يأكلْ حتى يصبحَ، قال فجاء عمر، فأراد امرأتَه، فقالت: إنِّي قد نمتُ، فظنَّ أنها تعْتَلُّ، فأتاها، فجاء رجل من الأنصار، فأراد طعاماً فقالوا: حتى نُسخِّنَ لك شيئاً، فنام، فلما أصبَحوا أُنزلت عليهم هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] .

وفي رواية، قال ابن أبي ليلى: عن معاذ بن جبل (4)، قال: «أُحِيلَتِ

⦗ص: 274⦘

الصلاة ثلاثة أحوال وأُحِيلَ الصِّيامُ ثلاثة أحوال» وساقَ نصْرُ بن المهاجر (5) الحديث بطوله.

واقتصَّ أبو موسى محمد بن المثنى قصةَ صلاتهم نحو بيت المقدس قط. قال: الحال الثالث: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قدِمَ المدينة، فصلى بهم نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهراً، وأنزل الله عز وجل هذه الآية:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] . فوَجَّههُ الله إلى الكعبة» وتم حديثه، وسمَّى نصر صاحبَ الرُّؤيا، فقال:«فجاء عبد الله بن زيد: رجل من الأنصار» وقال فيه: «فاستقبل القبلة، قال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، حيَّ على الصلاة، مرتين، حيَّ على الفلاح مرتين، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، ثم أمهَلَ هُنيْهَةً، ثم قام: فقال مثلها إلا أنه زاد - بعدما قال حي على الفلاح - قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 275⦘

لَقِّنْها بلالاً، فأذَّن بها بلال. وقال (6) في الصوم: قال (7) : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثةَ أيام من كل شهر، ويصوم يومَ عاشوراء، فأنزل الله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كما كُتِبَ على الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَريضاً أو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرَ وَعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدَيةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [البقرة: 183، 184] فكان من شاء أن يصومَ صام، ومن شاء أن يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ كلَّ يوم مسكيناً أجزأهُ ذلك، فهذا حَوْل، فأنزل الله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَليَصُمْهُ ومن كانَ مَرِيضاً أوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185] فثبت الصيام على من شَهِدَ الشهر، وعلى المسافر أن يَقْضيَ، وثبتَ الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللَّذينِ لا يستطيعان الصوم، وجاء صِرمَةُ [بن قيس](8) وقد عَمِلَ يومه

» وساق الحديث. أخرجه أبو داود.

وأخرج الترمذي طرَفاً، قال عبد الرحمن بن أبي ليلى:«إن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» وفي رواية، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: «أن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام» .

قال الترمذي: وهذه أصح من الأولى، لأن عبد الرحمن لم يسمع من

⦗ص: 276⦘

عبد الله. وحيث أخرج الترمذي منه هذا القدر لم نُعْلمْ عليه علامته، وإن كان قد وافق أبا داود في هذا الطرف (9) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أُحِيلت) : أي نُقلت من حال إلى حال.

(الآطام) : جمع أُطُم، وهو بناء مرتفع. والآطام بالمدينة: حُصُون كانت لأهلها.

(نَقَسُوا) : أي ضربوا بالناقوس. والناقوس: الخشبة التي للنصارى يضربون بها أوقات الصلاة.

(الرَّفَث) : الجماع، ومكالمة النساء في معناه. وقيل: هو كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة.

(الله أكبر) : قيل معناه: الله الكبير، فوضع أفْعَلْ موضع فعيل، وذلك في العربية كثير، وقيل: معناه: الله أكبر من كل شيء، وفيه نظر، وقيل: معناه: الله أكبر من أن يُدْرَكَ كُنه كِبريائه، فحذفت «من» لوضوح معناها، ولأنها صلة لـ «أفعل» و «أفعل خبر» ، والأخبار لا ينكر الحذف منها، وقيل: معنى: الله أكبر: [الله] كبير.

قال الهروي: قال أبو بكر: عَوَامُّ الناس يضمون راء أكبر. وكان

⦗ص: 277⦘

أبو العباس يقول: الله أكبر، الله أكبر، ويحتج بأن الأذان سُمع موقوفاً غير مُعْرَب في مقاطعه، كقولهم:«حي على الصلاةْ، حي على الصلاةْ» قال: والأصل فيه: الله أكبر، الله أكبر - بتسكين الراء - فحوِّلت فتحة الألف من «الله» إلى الراء، وهذا قول الهروي فيما حكاه. وهو كما تراه.

(حي على الصلاة، حي على الفلاح) : «حي» بمعنى: هَلُمَّ وأقْبِلْ، وهي اسم لفعل الأمر. والفلاح: الفوز. وقيل البقاء.

(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: وقال ابن المثنى.

(2)

هو عمرو بن مرزوق أحد الرواة.

(3)

قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": إن أراد الصحابة فهو قد سمع من جماعة من الصحابة، فيكون الحديث مسنداً، وإلا فهو مرسل. اهـ. وقال الزيلعي في " نصب الراية " 1 / 267 قلت: أراد به الصحابة، صرح بذلك ابن أبي شيبة في " مصنفه " فقال: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد الأنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رجلاً قام وعليه بردان أخضران، فقام على حائط فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى. اهـ. وقال: وأخرجه البيهقي في " سننه " عن وكيع به. اهـ. وقال ابن التركماني: قلت: الطريق الذي ذكره البيهقي رجاله على شرط الصحيح، وقد صرح فيه أن ابن أبي ليلى بأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حدثوه، فهو متصل لما عرف من مذاهب أهل السنة في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، وأن جهالة الاسم غير ضارة.

(4)

قال الزيعلي في " نصب الراية ": قال البيهقي في " المعرفة " حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قد

⦗ص: 274⦘

اختلف عليه فيه، فروي عنه عن عبد الله بن زيد، وروي عنه عن معاذ بن جبل، وروي عنه قال: حدثنا أصحاب محمد. قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ ولا من عبد الله بن زيد، وقال محمد بن إسحاق: لم يسمع منهما ولا من بلال، فإن معاذاً توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وبلال توفي بدمشق سنة عشرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لست بقين من خلافة عمر، وكذلك قاله الواقدي ومصعب الزبيري فثبت انقطاع حديثه. أقول: ولكن يشهد له معنى الرواية التي قبل هذه: وانظر التعليق عليها.

(5)

شيخ لأبي داود.

(6)

أي نصر بن المهاجر بسنده.

(7)

أي معاذ بن جبل رضي الله عنه.

(8)

هو صحابي، وقد اختلف في اسمه، والراجح فيه: أبو قيس صرمة بن أبي أنس قيس

، وانظر حديثه في تفسير الطبراني رقم (2939) .

(9)

أبو داود رقم (506) و (507) في الصلاة، باب بدء الأذان، والترمذي رقم (194) في الصلاة، باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 246 من حديث ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو حديث صحيح بشواهده وطرقه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم. قال: حدثنا الحصين. وفي (5/246) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا فليح عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة (ح) وحدثنا أبو النضر. قال: حدثنا المسعودي. (ح) ويزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي، قال أبو النضر في حديثه: حدثني عمرو بن مرة. وأبو داود (507) قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن أبي داود (ح) وحدثنا نصر بن المهاجر. قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عمرو بن مرة. وابن خزيمة (381) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا المسعودي (ح) وحدثنا زياد أيضا. قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة. (ح) وحدثنا الحسن بن يونس بن مهران الزيات. قال: حدثنا الأسود بن عامر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.

كلاهما - الحصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

- وأخرجه أبو داود (506) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. وابن خزيمة (383) قال: حدثناه بُندار. قال: حدثنا محمد بن جعفر.

كلاهما - عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال. قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. (ولم يسم أحدا منهم) .

- في رواية ابن خزيمة قال عمرو بن مرة: حدثني بهذا حصين عن ابن أبي ليلى. قال شعبة: وقد سمعته من حصين، عن ابن أبي ليلى.

- وأخرجه ابن خزيمة (384) قال: وحدثناه يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، فذكره. (ولم يسم الرجل) .

- وأخرجه ابن خزيمة (382) قال: حدثنا المخزومي. قال: حدثنا سفيان. عن حصين. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن، وفي (383) قال: حدثناه هارون بن إسحاق الهمداني. قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة.

كلاهما - حصين، عمرو بن مرة - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره مرسلا (ليس فيه معاذ) .

ص: 271

3356 -

(د ت) عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: «لمَّا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يُعْمَلُ ليُضْرَبَ به للنَّاس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيعُ النَّاقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندْعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدُلُّكَ على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم اسْتَأخَرَ عنِّي غيرَ بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر

⦗ص: 278⦘

لا إله إلا الله، فلما أصبَحْتُ أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه بما رأيتُ، فقال: إنها لرؤيا حقّ إن شاء الله، فقُمْ مع بلال، فألقِ عليه ما رأيت، فليُؤذِّن به فإنه أندَى صوتاً منك، فقمت مع بلال، فجعلتُ أُلقِيهِ عليه، ويؤذِّنُ به» قال: فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج يجرُّ رداءه، يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لقد رأيتُ مثل ما أُري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلِلَّهِ الحمد.

قال أبو داود: قال فيه ابن إسحاق عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر» فقال معمَر ويونس عن الزهري: «الله أكبر الله أكبر» لم يُثَنِّيا.

وفي أخرى، قال:«أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الأذان أشياء، لم يصنَعْ منها شيئاً، قال فرأى عبد الله بن زيد الأذان في المنام فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ألقِه على بلال. فألقَاهُ عليه، فأذَّنَ، فقال عبد الله: أنا رأَيتُه، وأَنا كنت أُريدهُ، قال: فأقمِ أَنت» .

وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن زيد، قال: «لمَّا أصبحنا أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه بالرؤيا، فقال: إن هذه لرؤيا حقّ، فقم مع بلال، فإنه أندَى، وأمدُّ صوتاً منك، فألق عليه ما قيل لك، وليُنادِ بذلك، قال: فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة، خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجُرُّ إزاره، وهو يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق

⦗ص: 279⦘

لقد رأيتُ مثلَ الذي قال، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فلله الحمد» فذلك أثْبتُ.

قال الترمذي. وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق أتمَّ من هذا الحديث وأطول، وذكر قصة الأذان مَثْنى مَثْنى، والإقامة مرة. وله في أخرى، قال:«كان أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَفعاً شَفعاً، في الأذان والإقامة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شَفعاً ووِتراً) : الشَّفْعُ: الزوج، والوِتْرُ: الفَردُ. أراد: أن الأذان مثنى مثنى، وأن الإقامة فَرد فرد. قال الخطابي في حديث عبد الله بن زيد: رُوي هذا الحديث بأسانيد مختلفة، وهذا الإسناد أصحها، وفيه: أنه «ثنَّى الأذان، وأفرد الإقامة» قال: وهو مذهب أكثر علماء الأمصار، وبه جرى العمل في الحرمين والحجاز، وبلاد الشام، واليمن، وديار مصر، ونواحي المغرب، إلى أقصى هَجَر من بلاد الإسلام، وهو قول الحسن ومكحول والزهري ومالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم. قال: ولم يزل وُلْدُ أبي محذورة - وهم الذين يَلُون الأذان بمكة - يُفرِدون الإقامة،

⦗ص: 280⦘

ويحكونه عن جَدِّهم. قال: وكان سفيان الثوري وأصحاب الرأي يرون الأذان والإقامة مثنى مثنى.

وقوله (طاف بي) : يريد: الطيف الذي يراه النائم.

(1) رواه أبو داود رقم (499) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (189) في الصلاة، باب ما جاء في بدء الأذان، وهو حديث صحيح، صححه البخاري، وابن خزيمة، والترمذي، والنووي وغيرهم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1-

أخرجه أحمد (4/43) والدارمي (1191) قال: أخبرنا محمد بن يحيى. والبخاري في خلق أفعال العباد (24) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وأبو داود (499) قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي. وابن خزيمة (371) قال حدثنا محمد بن يحيى. أربعتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن منصور - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي.

2-

وأخرجه الدارمي (1190) قال: أخبرنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة.

3-

وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (24) . وابن ماجه (706) كلاهما عن أبي عبيد، محمد بن عُبيد ابن ميمون المدني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني.

4-

وأخرجه الترمذي (189) . وابن خزيمة (363) قالا: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي.

أربعتهم - إبراهيم بن سعد، وسلمة، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن سعيد - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، فذكره.

ص: 277

(1) أي يجعلوا له علامة يعرف بها.

(2)

المراد بالمثبت: جميع الألفاظ المشروعة عند القيام إلى الصلاة، والمراد بالمنفي خصوص قوله: قد قامت الصلاة.

(3)

رواه البخاري 2 / 64 و 65 في الأذان، باب الأذان مثنى مثنى، وباب الإقامة واحدة إلا قوله: قد قامت الصلاة، وفي الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل، ومسلم رقم (378) في الصلاة، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة، وأبو داود رقم (508) في الصلاة، باب في الإقامة، والترمذي رقم (193) في الصلاة، باب ما جاء في إفراد الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا عبد الوهاب. والدارمي (1197)، والبخاري (1/157) قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سماك بن عطية. ومسلم (2/3) قال: حدثني عبيد الله بن عُمر القواريري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد. وأبو داود (508) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعبد الرحمن بن المبارك، قالا: حدثنا حماد، عن سماك بن عطية. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. والنسائي (2/3) وفي الكبرى (1508) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا عبد الوهاب. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بشر بن هلال، قال حدثنا عبد الوارث، يعني ابن سعيد (ح) وحدثنا بُندار، قال: حدثنا عبد الوهاب. وفي (376) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا سماك بن عطية. أربعتهم -عبد الوهاب، وسماك بن عطية، وعبد الوارث، ووهيب - عن أيوب السختياني.

2-

وأخرجه أحمد (3/189) قال: حدثنا إسماعيل. والدارمي (1196) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وعفان، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1198) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (1/157) و (4/206) قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/157) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلَاّم، قال: أخبرنا عبد الوهاب. وفي (1/158) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. ومسلم (2/2) قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا إسماعيل بن عُلية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (2/3) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا وهيب. وأبو داود (509) قال: حدثنا حُميد بن مسعدة، قال: حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (729) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. وفي (730) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عمر بن علي. والترمذي (193) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن زُريع. وابن خزيمة (366) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثنا أبو الخطاب، قال حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال حدثنا هشام (ح) وحدثنا سَلْم لن جنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (367) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال حدثنا المعتمر. وفي (368) قال: حدثنا بندار، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي. وفي (369) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة. جميعهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة، وشعبة، وسفيان، وعبد الوارث، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد، ووهيب، ومعتمر، وعمرو بن علي المقدمي، ويزيد بن زريع، وبشر، وهشام، وروح - عن خالد الحذاء، كلاهما - أيوب، وخالد - عن أبي قلابة فذكره.

ص: 280

3358 -

(م د ت س) أبو محذورة رضي الله عنه قال: «قلت: يارسولَ الله علِّمْني سُنَّةَ الأذان، قال: فمسح مُقدَّم رأسي، قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر - ترفع بها صوتك - ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله - تخفضُ بها صوتك - ثم ترفع صوتك بالشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد

⦗ص: 281⦘

أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان صلاةَ الصُّبحِ قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله» .

وفي رواية نحو هذا الخبر، وفيه «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح» قال أبو داود: وحديث مسدَّد أبْينُ، قال فيه:«وعلَّمَني الإقامةَ مرَّتين، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» . وقال عبد الرزاق: «فإذا أقمتَ فقلها مرتين: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، أسمعتَ؟ قال: نعم. قال: وكان أبو محذورة لا يجزُّ ناصيتَهُ ولا يَفْرِقها، لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عليها» .

وفي رواية: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الأذان تِسْعَ عشرة كلمة، والإقامة سبْعَ عشرةَ كلمة. الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والإقامة:

⦗ص: 282⦘

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .

وفي أخرى، قال:«ألقى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين، ثم قال: ارجع فمُدَّ من صوتك: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .

وفي أخرى قال: ألقى عليَّ رسولُ الله الأذان حَرْفاً حرْفاً، وذكر مثل ما سبق- قال: وكان يقول في الفجر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» .

وفي أخرى «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمه الأذان، يقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، ثم ذكر مثل ما سبق ومعناه» .

قال أبو داود في حديث مالك بن دينار: قال: سألت ابن أبي محذورة قلت: حدِّثني عن أذان أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الله أَكبر الله

⦗ص: 283⦘

أكبر، قط» .

قال أبو داود: وكذلك هو في رواية أخرى، إلا أنه قال:«ثم تُرَجِّعُ، فترفع صوتك: الله أكبر الله أكبر» . هذه جميعها روايات أبي داود.

وفي رواية الترمذي والنسائي مختصراً «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقْعَدَهُ، وألقى عليه الأذان حرفاً حرفاً» .

قال إبراهيم بن عبد العزيز: «مثلَ أذاننا» قال بشرُ بن معاذ: «فقلت له: أعِد عليَّ، فوصف الأذان بالترجيع» . وفي أخرى لهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمَّهُ الأَذان تِسْعَ عشْرةَ كلمة، والإقامة سبعَ عشرة كلمة» .

وزاد النسائي: «ثم عدَّها أبو محذورة: تسع عشرة، وسبع عشرة» .

وفي أخرى للنسائي، قال: خرجت في نَفَرِ، فكنا ببعض طريق حُنين، مَقفَل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من حنين، فلقينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق، فأذَّن مؤذِّنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه مُتَنَكِّبُون، فظلِلَنا نحكيه، ونَهزَأُ به، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت، فأَرسل إلينا حتى وقَفْنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيكم سمعتُ صوتَه قد ارتفع؟ فأشار القوم إليَّ وصدَقوا، فأرسلهم كلَّهم وحَبَسني، فقال: قُمْ فأَذِّنْ بالصلاة، فقمت، فألقَى عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه، قال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله

⦗ص: 284⦘

أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: ارْجع فامْدُدْ من صوتك، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أَشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيتُ التأذين، فأعطاني صُرَّة فيها شيء من فضة، فقلت: يا رسول الله، مُرْني بالتأذين بمكة، فقال: قد أمرتُك به، فقَدمِتُ على عتَّاب بن أَسِيد، عاملِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأذَّنتُ معه بالصلاة عن أمرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

وفي أخرى للنسائي، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين خرجت معه عاشِرَ عشرَة من أهل مكة أطْلُبُهم، فسمعناهم يُؤذِّنون بالصلاة، فقُمْنا نؤذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بهم، فقال: النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قد سمعتُ في هؤلاء تأْذينَ إنسان حَسَنِ الصوت، فأرسل إلينا، فأذَّنَّا، رجل رجل، وكنت آخرَهم، فقال: حين أذنتُ - تعالَ، فأجْلَسني بين يديه، فمسح على ناصِيَتي، وبرَّك ثلاثَ مرات، ثم قال: اذهبْ فأذِّن عند البيت الحرام، قلت: كيف يارسول الله؟ فعلَّمَني كما تؤذِّنونَ الآن: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن

⦗ص: 285⦘

محمداً رسول الله أشهد أَن محمداً رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأول من الصبح. قال:«وعلَّمني الإقامة، مرتين: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .

وفي أخرى له، قال:«علَّمَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأذان فقال: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ثم تعودُ فتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .

وأخرج مسلم من هذه الروايات جميعها هذه الرواية الآخرة، وفي أخرى للنسائي، قال:«إن آخر الأذان: لا إله إلا الله» (1) .

⦗ص: 286⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(متنكِّبُون) : نَكَّبْتُ عن الطريق: أي عدلتُ عنه.

(1) رواه مسلم رقم (379) في الصلاة، باب صفة الأذان، وأبو داود رقم (500) و (501) و (502)

⦗ص: 286⦘

و (503) و (504) و (505) في الصلاة، باب كيف الأذان، والترمذي رقم (191) في الصلاة، باب ما جاء في الترجيع في الأذان، والنسائي 2 / 4 في الأذان، باب خفض الصوت في الترجيع في الأذان، وباب كم الأذان من كلمة، وباب كيف الأذان، وباب الأذان في السفر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (501) قال: حدثنا الحسن بن علي. قال حدثنا أبو عاصم وعبد الرزاق. والنسائي (2/7) . وفي الكبرى (1513) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن. قال: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (385) قال: حدثناه محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا يزيد بن سنان. قال: حدثنا أبو عاصم.

ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم وحجاج - عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب. قال: أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة، فذكراه.

- قال ابن جريج: أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة.

- وأخرجه أحمد (3/308) قال: حدثنا محمد بن زكريا. وابن خزيمة (385) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال حدثنا روح.

كلاهما - محمد بن زكريا، وروح - عن ابن جريج. قال: أخبرني عثمان بن السائب، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، فذكره. ليس فيه السائب.

- ورواه عن أبي محذورة عبد الله بن محيريز:

1-

أخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا روح بن عبادة ومحمد بن بكر. وأبو داود (503) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عاصم. وابن ماجه (708) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن يحيى. قالا: حدثنا أبو عاصم. والنسائي (2/5) . وفي الكبرى (1512) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد. قالا: حدثنا حجاج. وابن خزيمة (379) قال: حدثنا بندار. قال: حدثنا أبو عاصم. (ح) وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا روح. أربعتهم (روح، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم، وحجاج بن محمد) عن ابن جريج. قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة.

2-

وأخرجه أحمد (3/409) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (6/401) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا همام. والدارمي 1199 قال: أخبرنا سعيد بن عامر، عن همام. وفي (1200) قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وحجاج بن المنهال. قالا: حدثنا همام. ومسلم (2/3) قال: حدثني أبو غسان: المسمعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن إبراهيم. قال: أبو غسان: حدثنا معاذ حدثنا معاذ. وقال إسحاق: أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي. قال حدثني أبي. وأبو داود (502) قال: حدثنا الحسن ابن علي. قال حدثنا عفان وسعيد بن عامر وحجاج. قالوا: حدثنا همام. وابن ماجة (709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. بن يحيى. والترمذي قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى: قال: حدثناه عفان. قال: حدثنا همام. والنسائي (2/4) . وفي الكبرى (1511) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي. وفي (2/4) . وفي الكبرى (1510) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال أنبأنا عبد الله، عن همام بن يحيى. وابن خزيمة (377) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن همام. كلاهما - همام، وهشام الدستوائي - عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن مكحول.

3-

وأخرجه أبو داود (505) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال: حدثنا زياد، يعني ابن يونس، عن نافع بن عمر، يعني الجمحي، عن عبد الملك بن أبي محذورة.

ثلاثتهم - عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، ومكحول، وعبد الملك بن أبي محذورة - عن عبد الله بن محيريز، فذكره.

- وأخرجه أحمد (3/408) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. والبخاري في خلق أفعال العباد (25) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة. وأبو داود (500) قال حدثنا مسدد. قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. وفي (504) قال: حدثنا النفيلي. قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة.

ثلاثتهم - محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، وإبراهيم بن عبد العزيز، وإبراهيم بن إسماعيل - عن عبد الملك بن أبي محذورة، أنه سمع أبا محذورة يقول:

«ألْقَى عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الأذَانَ حَرْفا حَرْفا: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لَا إلهَ إلَاّ الله، أشْهَدُ أن لَا إلهَ إلَاّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أن لَا إلهَ إلَاّ الله، أشْهَدُ أن لَا إلهَ إلَاّ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ. قَالَ: وكان يَقُولُ فِي الفَجْرِ: الصَّلَاةُ خَيْر مِنَ النَّوْمِ» . ليس فيه: عبد الله بن محيريز.

- وأخرجه الترمذي (191) . والنسائي (2/3) . وابن خزيمة (378) قال الترمذي وابن خزيمة: حدثنا. وقال النسائي: أخبرنا بشر بن معاذ. قال حدثني إبراهيم، وهو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محْذُورَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عبد العَزِيز وَجَدِّي عبد المَلكُ، عَنْ أبي مَحْذُورَةَ «أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أقْعَدَهُ فَألْقَى عَلَيهِ الأذَانَ حَرْفا حَرفا. قَالَ إبْرَاهِيمُ: هُوَ مِثْلُ أذَاننَا هذَا، قُلْتُ لَهُ: أعْد عَلَيَّ قَالَ: الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، أشْهَدُ أن لَا إلهَ إلَاّ الله مَرَّتَيْنِ، أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ الله مَرَّتَيْنِ ثم قال بصوت دون ذلك يسمع من حوله: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمد رسول الله مرتين، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ الله أكْبَرُ، الله أكْبَرُ، لَا إلهَ إلَاّ الله» .

ص: 280

(1) رواه أبو داود رقم (510) في الصلاة، باب في الإقامة، والنسائي 2 / 3 في الأذان، باب تثنية الأذان، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد 20/85) (5569) قال: حدثنا مُحمد بن جَعْفر. وفي (2/85)(5570) قال: حدثنا حجاج. وفي (2/87)(5602) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي. والدارمي (1195) قال: أخبرنا سَهْل بن حَمَّاد. وأبو داود (510) قال: حدثنا محمد بن بشَّار، قال: حدثنا محمد بن جَعْفَر. وفي (511) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال حدثنا أبو عامر، يعني عبد الملك بن عمرو. والنسائي (2/3)، وفي الكبرى (1509) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى. وفي (2/20)، وفي الكبرى (1558) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور. وابن خزيمة (374) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد بن جَعفر. (ح) وحدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى.

ستتهم - محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وعبد الرحمن بن مهدي، وسهل بن حماد، وأبو عامر، وعبد الملك بن عمرو، ويحيى - قالوا: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جعفر، يعني المؤذن، يحدث عن مسلم أبي المثنى، فذكره.

قال شعبة: ولم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث.

ص: 286

(1) بلاغاً 1 / 72 في الصلاة، باب ما جاء في النداء للصلاة، وإسناده منقطع، وقد جاءت أحاديث تدل على مشروعية التثويب بها في الصبح، منها ما رواه أبو داود في حديث أبي محذورة: فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، وهو حديث حسن، وقد تقدم في الحديث رقم (3358)، وفي الباب عن أنس قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "، والدارقطني والبيهقي في " سننهما "، وقال البيهقي: إسناده صحيح، كذا في " نصب الراية " للزيلعي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (1/217) قال الزرقاني: هذا البلاغ أخرجه الدارقطني في السنن من طريق وكيع في مصنفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر وأخرجه أيضا عن سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن محمد عن عمر أنه قال لمؤذنه أنه قال لمؤذنه إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فقصر ابن عبد البر في قوله لا أعلم هذا روي عن عمر من وجه يحتج به وتعلم صحته وإنما أخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام بن عروة عن رجل يقال له إسماعيل لا أعرفه.

ص: 286

3361 -

(د ت) مجاهد قال: «دخلتُ مع ابن عمر رضي الله عنهما مسجداً وقد أُذِّن فيه، ونحن نريد أن نصلِّيَ فيه، فَثَوَّبَ المؤذن (1) ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: اخرُجْ بنا من عند هذا المبتدع، ولم يُصَلِّ فيه» .

قال الترمذي: وقد روى عن ابن عمر «أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» . هذه رواية الترمذي.

وفي رواية أبي داود، قال:«كنت مع عبد الله بن عمر فثَوَّبَ رجل بالظهر والعصر، فقال: اخرج بنا، فإن هذه بدعة» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فَثَوَّبَ) : التَّثْويبُ: الرجوع في القول مرة بعد مرة، وكل داعٍ مُثَوِّب. وقد ثوَّب فلان بالصلاة: إذا دعا إليها. والأصل فيه: الرجل يجيء مستصرخاً فيُلَوِّحُ بثوبه، فسُمِّي الدعاء تثويباً لذلك. والتثويب في أذان

⦗ص: 288⦘

الفجر، قول المؤذن:«الصلاة خير من النوم» مرتين، واحدة بعد أخرى. والتثويب: الصلاة بعد المكتوبة. وقد يجيء التثويب في الحديث بمعنى الإقامة، لأنها بعد الأذان.

(بِدْعَة) : قد تقدَّم في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة شرح البدعة فليُطلب من موضعه (3) .

(1) في رواية أبي داود التي بعد هذه الرواية: فثوب رجل بالظهر والعصر، وقد كرهه ابن عمر، لأنه كان في الظهر أو العصر، أو لأنه كان بلفظ غير وارد.

(2)

رواه أبو داود رقم (538) في الصلاة، باب في التثويب، ورواه الترمذي تعليقاً على الحديث رقم (198) في الصلاة، باب ما جاء في التثويب في الفجر، وقد ظهر من كل ما تقدم أن التثويب المسنون هو قول المؤذن في أذان الفجر خاصة: الصلاة خير من النوم، مرتين، وما عداه هو الذي استنكره أمثال عبد الله بن عمر وغيره.

(3)

انظر الجزء الأول صفحة (280) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (538) قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد فذكره.

ص: 287