المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الخامس: في صلاة الخوف - جامع الأصول - جـ ٥

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌ الكتاب الأول: في السَّخَاءِ والكرمِ

- ‌الكتاب الثاني: في السفر، وآدابه

- ‌الأول: في يوم الخروج

- ‌[النوع] الثاني: في الرفقة

- ‌[النوع] الثالث: في السير والنزول

- ‌[النوع] الرابع: في إعانة الرفيق

- ‌[النوع] الخامس: في سفر المرأة

- ‌[النوع] السادس: فيما يذم استصحابه في السفر

- ‌[النوع] السابع: في القفول ودخول المنزل

- ‌[النوع] الثامن: في سفر البحر

- ‌[النوع] التاسع: في تلقي المسافرين

- ‌الكتاب الثالث: في السبق والرمي

- ‌الفصل الأول: في أحكامهما

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من صفات الخيل والوصية بها

- ‌[النوع] الأول: فيما يُحَبُّ من ألوانها

- ‌[النوع] الثاني: فيما يكره منها

- ‌[النوع] الثالث: في مدحها، والوصية بها

- ‌[النوع] الرابع: [تسمية الخيل]

- ‌الكتاب الرابع: في السؤال

- ‌الكتاب الخامس: في السحر، والكهانة

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها سين، ولم ترد في حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌الكتاب الأول: في الشَّرَاب

- ‌الفصل الأول: في الشُّرب قائماً

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثاني: في الشرب من أفواه الأسقية

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل الثالث: في التنفس عند الشرب

- ‌الفصل الرابع: في ترتيب الشاربين

- ‌الفصل الخامس: في تغطية الإناء

- ‌الفصل السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: في الخمور والأنبذة

- ‌الفصل الأول: في تحريم كل مسكر

- ‌الفصل الثاني: في تحريم كل مسكر وذم شاربه

- ‌الفصل الثالث: في الخمر وتحريمها، ومن أي شيء هي

- ‌الفصل الرابع: في الأنبذة، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: في تحريمها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثاني: في تحليلها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثالث: في مقدار الزمان الذي يشرب النبيذ فيه

- ‌النهي عنه

- ‌جوازه

- ‌[الفرع] الخامس: في المطبوخ

- ‌تحليله

- ‌النهي عنه

- ‌الفصل الخامس: في الظروف، وما يحرم منها، وما يحل

- ‌[الفرع] الأول: ما يحرم منها

- ‌[الفرع] الثاني: فيما يحل من الظروف

- ‌الفصل السادس: في لواحق الباب

- ‌الكتاب الثالث: في الشِّعر

- ‌الفصل الأول: في مدح الشِّعر

- ‌الفصل الثاني: في ذم الشِّعر

- ‌الفصل الثالث: في استماع النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعر، وإنشاده في المسجد

- ‌الفصل الرابع: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء المشركين

- ‌الفصل الخامس: فيما تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم من الشِّعر

- ‌حرف الصاد

- ‌الكتاب الأول: في الصلاة

- ‌القسم الأول: في الفرائض وأحكامها، وما يتعلق بها

- ‌الباب الأول: في الصلاة وأحكامها

- ‌الفصل الأول: في وجوبها أداءً وقضاءً

- ‌الفرع الأول: في الوجوب والكمية

- ‌الفرع الثاني: في القضاء

- ‌الفرع الثالث: في إثم تاركها

- ‌الفصل الثاني: في المواقيت

- ‌الفرع الأول: في تعيين أوقات الصلوات

- ‌الفرع الثاني: في تقديم أوقات الصلوات

- ‌الفجر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌تقديمها مطلقاً

- ‌الفرع الثالث: في تأخير أوقات الصلوات

- ‌الصبح والعصر

- ‌الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌العشاء

- ‌تأخيرها مطلقاً

- ‌الفرع الرابع: في أول الوقت بالصلاة

- ‌الفرع الخامس: في الأوقات المكروهة

- ‌الفرع السادس: في تحويل الصلاة عن وقتها

- ‌الفصل الثالث: في الأذان والإقامة

- ‌الفرع الأول: في بدء الأذان وكيفيته

- ‌الفرع الثاني: في أحكام تتعلق بالأذان والإقامة

- ‌الفصل الرابع: في استقبال القبلة

- ‌الفصل الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها

- ‌الفرع الأول: في التكبير ورفع اليدين

- ‌الفرع الثاني: في‌‌ القيام والقعود، ووضع اليدين والرجلين

- ‌ القيام والقعود

- ‌وضع اليدين والرجلين

- ‌الاختصار

- ‌الفرع الثالث: في القراءة

- ‌النوع الأول: في البسملة

- ‌النوع الثاني: في الفاتحة والتأمين

- ‌النوع الثالث: في السور

- ‌صلاة الفجر

- ‌صلاة الظهر والعصر

- ‌صلاة المغرب

- ‌صلاة العشاء

- ‌صلوات مشتركة

- ‌النوع الرابع: في الجهر بالقراءة

- ‌النوع الخامس: في سكتة القارئ

- ‌الفرع الرابع: في الركوع والسجود والقنوت

- ‌النوع الأول: في الركوع والسجود

- ‌الاعتدال

- ‌مقدار الركوع والسجود

- ‌هيئة الركوع والسجود

- ‌أعضاء السجود

- ‌الفرع الخامس: في التشهد والجلوس

- ‌النوع الأول: في التشهد

- ‌النوع الثاني: في الجلوس

- ‌الفرع السادس: في السلام

- ‌الفرع الثامن: في طول الصلاة وقصرها

- ‌الفرع التاسع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل السادس: في شرائط الصلاة ولوازمها

- ‌الفرع الأول: في طهارة الحدث

- ‌الفرع الثاني: في طهارة اللباس

- ‌الفرع الثالث: في ستر العورة

- ‌[النوع] الأول: في سترها

- ‌[النوع] الثاني: في الثوب الواحد، وهيئة اللبس

- ‌[النوع] الثالث: في لبس النساء

- ‌[النوع] الرابع: فيما كره من اللباس

- ‌الفرع الرابع: في أمكنة الصلاة وما يصلى عليه

- ‌[النوع] الأول: فيما يُصلَّى عليه

- ‌[النوع] الثاني: في الأمكنة المكروهة

- ‌[النوع] الثالث: في الصلاة على الدابة

- ‌[النوع] الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الخامس: في ترك الكلام

- ‌الفرع السادس: في ترك الأفعال

- ‌[النوع] الأول: في مس الحصباء وتسوية التراب

- ‌[النوع] الثاني: الالتفات

- ‌[النوع] الثالث: في أفعال متفرقة

- ‌[النوع] الثاني: في سترة المصلي

- ‌الفرع الثامن: في أحاديث متفرقة

- ‌حمل الصغير

- ‌من نعس وهو يصلي

- ‌عقص الشعر

- ‌مدافعة الأخبثين

- ‌الفصل السابع: في السجدات

- ‌الفرع الأول: في سجود السهو

- ‌[القسم] الأول: في السجود قبل التسليم

- ‌[القسم] الثاني: في السجود بعد التسليم

- ‌[القسم] الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الثاني: في سجود القرآن

- ‌[النوع] الأول: في وجوب السجود

- ‌[النوع] الثاني: في كونه سنة

- ‌[النوع] الثالث: في السجود بعد الصبح

- ‌[النوع] الرابع: كم في القرآن سجدة

- ‌[النوع] الخامس: في تفصيل السجدات

- ‌سورة الحج

- ‌سورة ص

- ‌سورة النجم

- ‌سورة انشقَّت

- ‌المفصل مجملاً

- ‌[النوع] السادس: في دعاء السجود

- ‌الفرع الثالث: في سجود الشكر

- ‌الباب الثاني: في صلاة الجماعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها والمحافظة عليها

- ‌الفصل الثاني: في تركها للعذر

- ‌الفصل الثالث: في صفة الإمام وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في أولى الناس بالإمامة

- ‌الفرع الثاني: فيمن تجوز إمامته ومن لا تجوز

- ‌الفرع الثالث: في آداب الإمام

- ‌تخفيف الصلاة

- ‌آداب متفرقة

- ‌الفصل الرابع: في أحكام المأموم

- ‌الفرع الأول: في الصفوف

- ‌[النوع] الأول: في ترتيبها

- ‌[النوع] الثاني: في تسوية الصفوف وتقويمها

- ‌[النوع] الثالث: في الصف الأول

- ‌الفرع الثاني: في الاقتداء، وشرائطه ولوازمه

- ‌[النوع] الأول: في صفة الاقتداء بالإماء قائماً وقاعداً

- ‌[النوع] الثاني: في مسابقة الإمام

- ‌[النوع] الثالث: في المسبوق

- ‌[النوع] الرابع: في ارتفاع مكان الإمام

- ‌الفرع الثالث: في آداب المأموم

- ‌الفرع الرابع: في‌‌ القراءةمع الإمام، وفَتحِها عليه

- ‌ القراءة

- ‌الفتح على الإمام

- ‌الفرع الخامس: في المنفرد بالصلاة إذا أدرك جماعة

- ‌الأمر بالإعادة

- ‌المنع من الإعادة

- ‌الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثالث: في صلاة الجمعة

- ‌الفصل الأول: في وجوبها وأحكامها

- ‌الفصل الثاني: في المحافظة عليها، وإثم تاركها

- ‌الفصل الثالث: في تركها للعذر

- ‌الفصل الرابع: في الوقت والنداء [إليها]

- ‌الفصل الخامس: في الخُطبة وما يتعلق بها

- ‌الفصل السادس: في القراءة في الصلاة والخطبة

- ‌الفصل السابع: في آداب الدخول إلى الجامع والجلوس فيه

- ‌الفصل الثامن: في أول جمعة جُمِّعَت

- ‌الباب الرابع: في صلاة المسافرين

- ‌الفصل الأول: في القصر وأحكامه

- ‌الفرع الأول: في مسافة القصر وابتدائه

- ‌الفرع الثاني: في القصر مع الإقامة

- ‌الفرع الثالث: في الإتمام مع الإقامة

- ‌الفرع الرابع: في اقتداء المسافر بالمقيم، والمقيم بالمسافر

- ‌الفصل الثاني: في الجمع

- ‌الفرع الأول: في جمع المسافر

- ‌الفرع الثاني: في الجمع بجَمْع ومزدلفة

- ‌الفرع الثالث: في جمع المقيم

- ‌الفصل الثالث: في صلاة النوافل في السفر

- ‌فرع

- ‌الباب الخامس: في صلاة الخوف

الفصل: ‌الباب الخامس: في صلاة الخوف

(1) 3 / 122 في تقصير الصلاة، باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (3/122) قال أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا العلاء بن زهير الأزدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود فذكره.

ص: 731

‌الباب الخامس: في صلاة الخوف

4053 -

(خ م ط ت د س) سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه: «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم خلْفَهُ صفين، فصلَّى بالذين يَلُونهُ ركعة، ثم قام فلم يزلَ قائماً حتى صلى الذين خلفه ركعة، ثم تقدَّموا، وتأخر الذين كانوا قُدَّامهم، فصلى بهم ركعة، ثم قعد حتى صلَّى الذين تخلَّفوا ركعة، ثم سلَّم» .

⦗ص: 732⦘

وفي رواية عن يزيد بن رومان عن صالح بن خَوَّات عمَّن صلَّى مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ ذاتِ الرِّقاع صلاةَ الخوف: «أن طائفة صفَّت معه، وطائفة وِجَاه العدوِّ، فصلَّى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً، وأتمُّوا لأنفسهم، ثم انصرفوا وِجَاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً، فأتمُّوا لأنفسهم، ثم سلَّم بهم» . أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية الموطأ عن صالح «أن سهل بن أبي حَثْمة حدَّثه أن صلاةَ الخوف: أن يقومَ الإمام ومعه طائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة العدو، فيركع الإمام ركعة ويسجد بالذين معه، ثم يقوم، فإذا استوى قائماً ثبت وأتمُّوا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يُسلِّمون وينصرفون والإمام قائم، فيكونون وِجَاه العدوِّ، ثم يُقبلُ الآخرون الذين لم يصلُّوا، فيكبرونَ وراء الإمام، فيركعُ بهم ويسجدُ، ثم يسلِّم، فيقومون ويركعون لأنفسهم الركعةَ الباقية، ثم يسلِّمون» .

وفي رواية الترمذي نحوه، وزاد في آخره «فهي له ثنتان، ولهم واحدة» وأخرج أبو داود الأولى من روايتي البخاري ومسلم، ورواية الموطأ، وأخرج هو والموطأ والنسائي الرواية الثانية من روايتهما، وفي رواية للنسائي قال: «يقوم الإمام مستقبل القبلة، وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة قِبلَ العدوِّ، وجُوهُهم إلى العدوِّ، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم، ويسجدون

⦗ص: 733⦘

سجدتين في مكانهم، ويذهبون إلى مقام أولئك، ويجيءُ أولئك، فيركع بهم ويسجدُ سجدتين، فهي له ثنتان، ولهم واحدة، ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين» وله في أخرى مختصرة «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء، وجاء أولئك، فصلَّى بهم ركعةً ركعة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(وِجَاه) الإنسان: بضم الواو وكسرها مُقَابِلُه وتِلْقَاؤه.

(1) رواه البخاري 7 / 328 و 329 في المغازي، باب غزوة ذي الرقاع، ومسلم رقم (841) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والموطأ 1 / 183 في صلاة الخوف في فاتحته، والترمذي رقم (565) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وأبو داود رقم (1237) و (1238) و (1239) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 170 و 171 في صلاة الخوف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/448) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/448) أيضا قال: حدثنا روح. والدارمي (1531) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. والبخاري (5/146) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (2/214) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي وأبو داود (1237) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (1259) قال: قال محمد بن بشار: فسألت يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث. والترمذي (566) قال: قال محمد بن بشار: سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث. والنسائي (3/170) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وابن خزيمة (1356) قال: سمعت بندارا يقول: سألت يحيى عن هذا الحديث.

وفي (1357) قال: سمعت أبا موسى يقول: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (1359) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، قال: حدثنا روح.

أربعتهم - ابن جعفر، وروح، ويحيى، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات، فذكره.

* أخرجه مالك الموطأ (130) وأحمد (3/448) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، ومالك بن أنس. والدارمي (1530) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (5/145) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (5/146) قال: حدثني محمد بن عبيد الله، قال: حدثني ابن أبي حازم. وأبو داود (1239) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1259) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (565) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي (3/178) قال: أخبرنا أبو حفص، عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1356) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1358) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو يحيى، محمد بن عبد الرحيم، قالا: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، ومالك بن أنس.

أربعتهم - مالك، وشعبة، ويحيى القطان، وابن أبي حازم - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، فذكره موقوفا.

وأخرجه مالك الموطأ (130) والبخاري (5/145) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (2/214) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو داود (1238) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (3/171) قال أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - قتيبة، ويحيى، والقعنبي - عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف فذكره.

ص: 731

4054 -

(خ م س) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «أنه غزا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نجد، فلما قَفَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلةُ في واد كثير العِضَاهِ، فنزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتفرَّق الناس يستظِلُّون بالشجر، فنزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تحت سَمُرة، فعلَّق بها سَيْفَهُ، ونِمنا نومة، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: إنَّ هذا اخْتَرطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صَلْتاً، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله - ثلاثاً - ولم يعاقبْهُ، وجلسَ» .

قال البخاري: وقال أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر:

⦗ص: 734⦘

«كنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بذاتِ الرِّقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من المشركين وسيفُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم معلَّق بالشجرة، فاخترطه، فقال: تخافني؟ فقال: لا، فقال: منْ يمنعك مني؟ قال: الله، فتهدَّده أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأُقيمت الصلاةُ، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع، وللقوم ركعتان» .

وأول حديث أبان في رواية عفَّان عنه «أقبلْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بذات الرِّقاع

» قال البخاري: «وقال مسدِّد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل: غَوْرَث بن الحارث، وقاتل فيها مُحارب ابن خَصَفة (1) » لم يزد البخاري على هذا.

وقال البخاري: وقال بكرُ بن سَوَادَةَ: حدَّثني زياد بن نافع، عن أبي موسى - وهو موسى بن علي - أن جابراً حدَّثهم قال:«صلى النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ مُحَارِب وثعلبةَ» لم يزد البخاري على هذا، حذف المتن، وهو «أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الخوف يومَ محارب وثعلبة: لكل طائفة ركعة (2) ، وسجدتين» وأخرج

⦗ص: 735⦘

البخاري حديث أبان تعليقاً، وأخرجه مسلم من رواية عفان بن أبان مُدرَجاً على أحاديث الزهري في ذلك قبله، وذكر منه أوَّلَه، ثم قال:«بمعنى حديث الزهري» وليس في شيء مما قبله من الروايات عن الزهري ما في حديث أبان من صلاة الخوف، وعَلِمنا ذلك من إيراد البخاري كذلك، ثم وجدنا مسلماً قد أخرجه بعينه متناً، وإسناداً بطوله في الصلاة، ولم يدرجه، فصح أن مسلماً عَنَى:«بمعناه» في البعض، لا في الكل، وإن كان قد أهمل البيان، وقال البخاري في كتابه في المغازي: وقال عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه في الخوف في الغزوة السابعة: غزوة ذات الرِّقاع» وأخرجه مسلم بطوله، وفيه كيفية الصلاة بنحو ما مرَّ آنفاً في حديث أبان عن يحيى، وأفرد مسلم منه أيضاً صلاةَ الخوف، فقال: قال ابن إسحاق: سمعتُ وَهبَ بن كيْسان، سمعتُ جابراً قال:«خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرِّقاع من نَخل، فلقي جمعاً من غطفان، فلم يكن قِتال، وأخاف الناسُ بعضهم بعضاً، فصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف» .

هذا جميعه لفظ الحميدي، نقلاً من كتابه «الجمع بين الصحيحين» وأخرج ذلك في المتفق، وأخرج أيضاً في أفراد مسلم قال: «شهدتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف، فصففنا صفَّينِ خلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والعدوُّ بيننا وبين القبلة، فكبَّر النبي صلى الله عليه وسلم، وكبَّرنا جميعاً، ثم ركع وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه

⦗ص: 736⦘

من الرُّكوع، ورفعنا جميعاً، ثم انحدَر بالسجود والصفُّ الذي يليه، وقام الصفُّ المؤخِّر في نحر العدو، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم السجودَ، وقام الصفُّ الذي يَليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، وقاموا، ثم تقدَّم الصفُّ المؤخَّر، وتأخَّر الصفُّ المقدَّم، ثم ركع النبيُّ صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود والصفُّ الذي يليه [الذي] كان مؤخراً في الركعة الأولى، فقام الصفُّ المؤخَّرُ في نحر العدو، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدَرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجود، فسجدوا، ثم سلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وسلَّمنا جميعاً - قال جابر: كما يصنع حرَسُكم هؤلاء بأُمرائهم» .

وفي أخرى له قال: «غزَوْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قوماً من جُهَينةَ، فقاتلونا قتالاً شديداً، فلما صلَّينا الظُّهر، قالوا: لو مِلْنا عليهم مَيْلة لاقتطعناهم، فأخبرَ جبريلُ عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحبُّ إليهم من الأولاد، فلما حضرتِ العصرُ صفَفْنا صفَّيْن، والمشركون بيننا وبين القبلة - ثم ذكره - إلى أن قال: كما يصلِّي أُمراؤُكم هؤلاءِ» وفي رواية النسائي «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف، فقام صفّ بين يديه، وصف خلْفَه، صلَّى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم تقدَّم هؤلاء حتى قاموا في مقام أصحابهم، وجاء أولئك فقاموا مقام هؤلاء، فصلَّى بهم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 737⦘

ركعة وسجدتين، ثم سلَّم، فكانت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولهم ركعة ركعة» .

وله في أخرى بنحو رواية مسلم الأولى من أفراده، وله في أخرى:«أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بطائفة من أصحابه ركعتين، ثم سلَّم، ثم صلَّى بأخرى ركعتين، ثم سلَّم» وله في أخرى «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفة معه، وطائفة وُجوهُهم قِبلَ العدوِّ، فصلى بهم ركعتين، ثم قاموا مقام الآخرين، وجاء الآخرون فصلَّى بهم ركعتين، ثم سلَّم» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(قَفَلَ) المسافر: إذا أخذ في الرجوع إلى بلده.

(العِضَاه) بالهاء: كل شجر يعظُم، وله شوك، فمنه الطَّلْح، والسَّمُر.

(صَلْتاً) : أصْلَت السيف: إذا جرَّده من جفنه، وضربه بالسيف صَلتاً وصُلْتاً: إذا ضربه به، والسيف مُصْلَت، والرجل مُصْلِت.

(اخْتَرَط) السيف: إذا سلَّه من غِمْدِه.

(نحر العدو) وقفنا في نحر العدو: أي في موازاتهم ومقابلتهم.

⦗ص: 738⦘

(لاقتطعناهم) : اقتطعت الشيء: إذا أخذته لنفسك جميعه واستأصلته، وهو افتعال من القطع.

(1) قال الحافظ في " الفتح ": هكذا أورده مختصراً من الإسناد ومن المتن - ثم ساق الإسناد - وقال: وأما المتن: فتمامه عن جابر قال: " غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة

الحديث "، وقال البخاري: محارب بن خصفة - بفتحات - من بني ثعلبة من غطفان.

(2)

في المطبوع: ركعتين.

(3)

رواه البخاري 7 / 329 - 331 في المغازي، باب غزوة ذات الرقاع وغزوة بني المصطلق، وفي الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة، ومسلم رقم (840) و (843) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 175 و 176 و 178 في صلاة الخوف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري في الجهاد وفي المغازي (33: 2) عن محمود عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: في المغازي (32) تعليقا وقال أبان: حدثنا يحيى.

كلاهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله. ومسلم في الفضائل النبي صلى الله عليه وسلم الفضائل (4: 1) عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن أبي سلمة عن جابر و (4: 3) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان عن أبان عن أبي سلمة عن جابر، راجع تحفة الأشراف (2/849) .

ص: 733

4055 -

(د س) أبو عباس الزُّرَقي رضي الله عنه: قال: «كنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بعُسْفانَ، وعلى المشركين خالدُ بن الوليد، فصلَّينا الظهرَ، فقال المشركون: لقد أُصِبْنا غفلة، لو كُنَّا حملنا عليهم وهم في الصلاة؟ فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرتِ العصْرُ قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، والمشركون أمامه، فصفَّ خلف رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صفُّ، وصف بعد ذلك الصف صف آخرُ، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركعوا جميعاً، وسجد وسجد الصفّ الذين يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين، وقاموا، سجد الآخرون الذي كانوا خلفهم، ثم تأخر الصفُّ الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدَّم الصفُّ الآخر إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد، وسجد الصف الذي يليه، ثم قام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والصفُّ الذي يليه، سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً، فسلَّم عليهم جميعاً» . أخرجه أبو داود.

وفي رواية النسائي قال: «إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان مصافَّ العدو بعُسْفَانَ، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلى بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الظهر، فقال المشركون: لهم صلاة بعد هذه هي أحبُّ إليهم من أبنائهم وأموالهم، فصلَّى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 739⦘

العصر فصفَّهُم صفين خلفه، فركع بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جميعاً، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الصفُّ الذي يليه، وقام الآخرون، فلما رفعوا رؤوسهم من السجود سجد الصفُّ المؤخر لركوعهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأخر الصف المقدم، وتقدَّم الصفُّ المؤخَّر، فقام كل واحد منهم في مقام صاحبه، ثم ركع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً، فلما رفعوا رؤوسهم من الركوع سجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون، فلما فرغوا من سجودهم، سجد الآخرون، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم» .

وله في أخرى «فقال المشركون: لقد أصبنا منهم غفلة، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ العصر، ففرَّقنا فرقتين، فرقة تصلِّي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفرقة يحرسونهم، ثم ركع وركع هؤلاء وأولئك، ثم سجد الذين يلُونه، وتأخر هؤلاء الذين يلونه، وتقدَّم الآخرون فسجدوا، ثم قام فركع بهم جميعاً الثانية بالذين يلونه والذين يحرسونهم، ثم سجد بالذين يلونه، ثم تأخَّروا، وقاموا في مصافِّ أصحابهم، وتقدَّم الآخرون فسجدوا، ثم سلَّم عليهم، فكانت لكلِّهم ركعتان ركعتان مع إمامهم» (1) .

⦗ص: 740⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مَصَاف العدو) : أي صفوفه مقابل صفوفهم، والمصاف: جمع مَصَفٍّ، وهو موضع الحرب.

(1) رواه أبو داود رقم (1236) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 176 و 178 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/59) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري. وفي (4/60) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (1236) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد. والنسائي (3/176) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد هو ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/177) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد.

أربعتهم - سفيان الثوري، وشعبة، وجرير، وعبد العزيز - عن منصور قال: سمعت مجاهدا فذكره.

ص: 738

4056 -

(خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال: «صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف: بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهةُ العدُوِّ، ثم انصرفوا، وقاموا في مقام أصحابهم، مُقْبِلين على العدُوِّ، وجاء أولئك، ثم صلَّى بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم قضى هؤلاء ركعة، وهؤلاء ركعة» . وفي رواية قال: صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه، وطائفة بإزاء العدُوِّ، فصلى بالذين معه ركعة، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة، ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة [قال] : وقال ابن عمر: «إذا كان الخوف أكثرَ من ذلك صلَّى راكباً وقائماً يومئُ إيماء» أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري طرف منه من رواية ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر نحواً من قول مجاهد:«إذا اختلطوا قياماً» . كذا قال، وزاد [عن] ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:«وإن كانوا أكثر من ذلك صلُّوا قياماً ورُكْباناً» وللبخاري أن ابن عمَرَ «كان إذا سُئِل عن صلاةِ الخوف؟ قال: يتقدَّم الإمامُ وطائفة من الناس، فيصلِّي بهم الإمامُ ركعة، وتقومُ طائُفة منهم بينه وبين العدو لم يصلُّوا، فإذا صلى الذين

⦗ص: 741⦘

معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلِّمون، ويتقدَّم الذين لم يصلُّوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كلُّ واحد من الطائفتين فيصلُّون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلوا ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلُّوا رجالاً: قياماً على أقدامهم وركباناً، مستقبلي القبلة وغيرَ مستقبليها» قال مالك: قال نافع: ولا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي رواية الترمذي، وأبي داود والنسائي مثل الرواية الأولى، إلى قوله:«في مقام أصحابهم» وقالوا: «فجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلَّم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوْا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم» .

وفي أخرى للنسائي قال: «غزوت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فوازينا العدوَّ فصاففناهم، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي لنا، فقامت طائفة منا معه، وأقبلت طائفة على العدو، فركعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ركعة و [سجد] سجدتين ثم انصرفوا، وكانوا مكان أولئك الذين لم يصلُّوا، وجاءت الطائفة التي لم تصلِّ، فركع بهم ركعة وسجدتين، ثم سلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقام كل رجل من المسلمين، فركع لنفسه ركعة وسجدتين» .

وفي أخرى له قال: «صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، قال فكبَّر فصلَّى خلفه طائفة منا، وطائفة مواجِهةُ العدو، فركع بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجد سجدتين، ثم انصرفوا ولم

⦗ص: 742⦘

يسلِّموا، وأَقْبلوا على العدوِّ فصَفُّوا مكانَهم، وجاءت الطائفة الأخرى فصفُّوا خلفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم ركعة وسجدتين، ثم سلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتم ركعتين وأربع سجدَات، ثم قامت الطائفتان فصلَّى كلُّ إنسان منهم لنفسه ركعة وسجدتين» . قال أبو بكر السُّنِّي: الزهريُّ سمع من ابنِ عمر [حديثين] ، ولم يسمع هذا منه، وله في أخرى مثل الرواية الثانية من المتفق، وأخرج الموطأ الرواية الآخرة من أفراد البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رِجَالاً ورُكْباناً) : الرِّجال: جمع راجل، والرُّكْبان: جمع راكب.

(فَوَازَيْنَا) : المُوازَاة: المقابلة.

(1) رواه البخاري 2 / 358 في صلاة الخوف، باب صلاة الخوف، باب غزوة ذي الرقاع، وفي تفسير سورة البقرة، باب {فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً} ، ومسلم رقم (839) في صلاة المسافرين، باب صلاة الخوف، والموطأ 1 / 184 في صلاة الخوف، وأبو داود رقم (1243) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والترمذي رقم (564) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الخوف، والنسائي 3 / 171 - 173 في صلاة الخوف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (2/132)(6159) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، عن أيوب بن موسى.

2-

وأخرجه أحمد (1552)(6431) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان. والبخاري (2/18) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن جريج. ومسلم (2/212) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان. والنسائي (3/173) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان.

كلاهما - سفيان، وابن جريج - عن موسى بن عقبة.

3-

وأخرجه ابن ماجة (1258) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا جرير، عن عبيد الله بن عمر.

ثلاثتهم - أيوب بن موسى، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر - عن نافع.

ص: 740

4057 -

(خ س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قال: قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقام الناسُ معه «فكبَّر وكبَّرُوا معه وركع وركعَ ناس معه، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثانية، فقام الذين سجدوا وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى، فركعوا وسجدوا معه والناسُ كلُّهم في الصلاة،

⦗ص: 743⦘

ولكن يحرس بعضهم بعضاً» أخرجه البخاري والنسائي، وفي أخرى للنسائي قال:«ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين، كصلاة حرَّاسكم هؤلاء اليومَ خلف أئمتكم هؤلاء، إلا أنها كانت عُقَبَاً، قامت طائفة منهم وهم جميعاً مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وسجدت معه طائفة، ثم قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقاموا معه جميعاً، ثم ركع وركعوا معه، ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قياماً أوَّل مرة، فلما جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم، سجدَ الذين كانوا قياماً لأنفسهم، ثم جلسوا، فجمعهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالتسليم» وله في أخرى «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى بذي قَرَد، فصف الناسُ خلفه صفين: صفاً خلفه، وصفاً موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضُوا» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عُقَباً) : غزا الجيش عُقَباً: إذا خرجت منه طائفة، فأقامت في الغزو مدة، ثم جاءت أخرى عوضها، وعادت الأولى، وأقامت الثانية، فهم يتعاقبون طائفة بعد طائفة.

(1) رواه البخاري 2 / 361 في صلاة الخوف، باب يحرس بعضهم بعضاً في صلاة الخوف، والنسائي 3 / 169 و 170 في صلاة الخوف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (2/18) قال: حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي (3/169) قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير.

كلاهما - حيوة، وعمرو بن عثمان - عن محمد بن حرب، عن الزبيدي عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، فذكره.

ص: 742

4058 -

(د س) ثعلبة بن زهدم - قال: «كنَّا مَعَ سعيد بن العاص بطَبَرِسْتَان (1) ، فقام: أيُّكم صلَّى مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلَّى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاءِ ركعة، ولم يَقْضُوا» . قال أبو داود: وروى بعضهم: «أنهم قَضَوْا ركعة أخرى» .

وفي رواية النسائي: «فقال حذيفة: أنا، فوصفَ فقال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف بطائفة رَكعة، ثم نكص (2) هؤلاء إلى مَصافِّ هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعة» .

وفي أخرى له: «فقال حذيفة: أنا، فقام حذيفةُ وصفَّ الناسُ خلْفَهُ صفَّيْنِ: صفّاً خلْفَهُ، وصفّاً موازيَ العدوِّ، فصلَّى بالَّذين خلْفَهُ رَكعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلَّى بهم ركعة ولم يقْضُوا» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فنَكَص) : نكص علي عقبيه: إذا رجع إلى ورائه.

(1) وينسب إلى هذا الموضع الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري، صاحب التفسير المشهور، وطبرستان بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه، والغالب على هذه النواحي الجبال، فمن أعيان بلدانها: دهستان، وجرجان، واستراباذ، وآمل، والامام الطبراني نسبة إلى طبرية: من أعمال الأردن.

(2)

في الأصل: ثم ركض، وما أثبتناه من نسخ النسائي المطبوعة.

(3)

رواه أبو داود رقم (1246) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 167 و 168 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/385) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/399) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود (1246) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (3/167) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا وكيع. وفي (3/168) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى وابن خزيمة (1343) قال: حدثنا محمد بن بشار،وأبو موسى محمد بن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد.

ثلاثتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى - عن سفيان، قال: حدثني الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، فذكره.

ص: 744

4059 -

(ت س د) أبو هريرة رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضَجْنانَ وعُسْفَانَ، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجْمَعوا أمرَكُم فميلوا عليهم ميْلَة واحدة، وأن جبريل أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأمره أن يَقْسِم أصحابه شَطْرين فيصلي بهم، وتقومَ طائفة أخرى وراءَهم، وليأخذوا حذْرَهم وأسلِحَتَهُم، [ثم يأتي الآخرون ويُصَلُّون معه ركعة واحدة، ثم يأخذ هؤلاء حِذْرَهُم، وأسلحتهم] فتكون لهم ركعة [ركعة] ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان» أخرجه الترمذي، والنسائي، وزاد فيه بعد قوله: وعُسْفَان «محاصِرَ المشركين» وقال فيه: «من أبنائهم وأبكارهم» .

وفي رواية أبي داود عن عروة بن الزُّبير: «أنَّ مروانَ سأل أبا هريرة قال: هل صلَّيت معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف؟ قال أَبو هريرةَ: نعم، فقال مروانُ: متى؟ قال أبو هريرة: عامَ غزْوَةِ نَجْد، قَام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مُقَابِلُو العدُوِّ، ظهورُهم إلى القبلة، فكبَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكبَّروا جميعاً: الذين مَعَهُ، والذين مقابلو العدُوِّ، ثم ركعَ رسولُ صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، وركعتِ الطائفة التي مَعَهُ، ثم سجدَ فسجدتِ الطَّائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدُوِّ، ثم قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقامتِ الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدُوِّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مُقابِلي العَدُوِّ فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى

⦗ص: 746⦘

ورَكعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفةُ التي كانت مقابلي العدُوِّ فركعوا، وسجدوا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومَنْ معه، ثم كان السَّلامُ، فسلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وسلَّموا جميعاً، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رَكعتان، ولكلِّ رجل من الطائفتين رَكعةٌ رَكعة» . وفي أخرى له قال: «خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى نَجدِ، حتى إذا كُنَّا بذاتِ الرِّقاع من نَخْلٍ لقي جمعاً من غطفان

» فذكر معناه.

قال أبو داود: ولفظه غيرُ لفظِ حَيْوةَ بنِ شُريح، وقال فيه:«حتى ركع بمن معه وسجدَ، قال: فلما قاموا مشَوْا القهقرى إلى مصافِّ أصحابهم» . ولم يذكر استدبارَ القبلة، وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال في آخره:«ولكلِّ واحد من الطائفتين ركعتان ركعتان» (1) .

(1) رواه أبو داود رقم (1240) و (1241) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والترمذي رقم (3038) في التفسير، باب ومن سورة النساء، والنسائي 3 / 173 و 174 في صلاة الخوف، وهو حديث صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وجابر، وأبي عياش الزرقي، وابن عمر، وحذيفة، وأبي بكرة، وسهل بن أبي حثمة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود في الصلاة (258: 1) عن الحسن بن علي عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن حيوة وابن لهيعة.

كلاهما - عن أبي الأسود - أنه سمع عروة يحدث عن مروان أنه سأل أبا هريرة فذكره والنسائي فيه الصلاة، الكبرى (285: 15) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله المقرئ.

كلاهما - عن المقرئ عن حيوة وذكر آخر.

كلاهما - عن أبي الأسود عن مروان عن أبي هريرة - راجع تحفة الأشراف (10/368) .

وأخرجه الترمذي (3035) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا سعيد بن عبد الهنائي حدثنا عبد الله بن شقيق حدثنا أبو هريرة فذكره. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة.

ص: 745

4060 -

[ (د) عروة بن الزبير رضي الله عنه] : أخرج أبو داود هذا الحديث عن عروةَ عقب الحديث الذي قبله عن أبي هريرة، وهذا لفظه: «أن عائشة حدَّثتْهُ بهذه القصة، قالت: كبَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكبَّرتِ

⦗ص: 747⦘

الطائفة الذين صَفُّوا معه، ثم رَكع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رَفع فرفعوا، ثم مكث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالساً، ثم سجد هؤلاء لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فَنكَصُوا على أعقابهم يمْشُونَ القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فقاموا فكبَّروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسجدوا معه، ثم قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتين جميعاً فصلُّوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع وركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعاً، ثم عاد فسجد الثانية، فسجدوا معه سريعاً كأسرعِ الأسراع جاهداً، لا يألونَ سِرَاعاً، ثم سلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد شاركه الناسُ في الصلاة كلِّها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لا يألون) يفعلون كذا: أي لا يُقَصِّرون.

(1) رواه أبو داود رقم (1242) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وهو حديث حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (1242) قال: وأما عبيد الله بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة فذكرته.

ص: 746

4061 -

(د) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: «صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف، فقاموا صفَّيْنِ: قام صف خلْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصف مستقبلَ العدُوِّ، فصلى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ركعة، وجاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبلَ هؤلاء، فصلَّى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم سلَّم،

⦗ص: 748⦘

فقام هؤلاء فصلُّوا لأنفسهم ركعة، ثم سلَّموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلَّوا لأنفسهم، ركعة ثم سلَّموا» .

وفي رواية بمعناه قال: «فكبَّر نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم وكبَّر الصَّفَّان جميعاً» (1) .

قال أبو داود: «وصلَّى عبد الرحمن بن سَمُرةَ هكذا، إلا أن الطَّائفة التي صلَّى بهم ركعة ثم سلَّم، مضوْا إلى [مقام] أصحابهم، وجاء هؤلاء فصلَّوْا لأَنفسهم ركعة، ثم رجعوا إلى مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلَّموا» . قال أبو داود: حدَّثنا بذلك مسلمُ بنُ إبراهيم، قال: حدَّثنا عبد الصمد بن حبيب قال: أخبرني أبي أنهم غزَوْا مع عبد الرحمن بن سَمُرَة كابُلَ (2) ، فصلَّى بنا صلاةَ الخَوْفِ (3) .

(1) أخرجه أبو داود رقم (1244) و (1245) في الصلاة، باب صلاة الخوف، وفي سنده خصيف ابن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني، وهو سيء الحفظ، لم يسمع من أبيه، أقول: ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها.

(2)

كابل: ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة، ونسبتها إلى الهند أولى، لأنها متاخمة للهند، وهي الآن عاصمة أفغانستان.

(3)

رواه أبو داود عقب الحديث الذي قبله، وذكر سنده في آخره، فهو موصول موقوف، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (1244) حدثنا عمران بن ميسرة ثنا ابن فضيل ثنا خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود.

ص: 747

4062 -

(د س) أبو بكرة رضي الله عنه: قال: «صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في خوف الظهرَ، فصفَّ بعضُهم خلْفَهُ، وبعضُهم بإزاء العدُوِّ، فصلَّى رَكعتين، ثم سلَّم فانطلق الذين صلَّوا معه فوقفوا موقفَ أصحابهم، ثم

⦗ص: 749⦘

جاء أولئك فصلَّوا خلْفَهُ، فصلَّى بهم ركعتين، ثم سلَّم، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعاً، ولأصحابه ركعتين ركعتين» ، وبذلك كان يفتي الحسن (1) . قال أبو داود: وكذلك في المغرب يكون للإمام ستُ ركعات، وللقوم ثلاث. قال أبو داود: كذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو داود والنسائي، وفي أخرى للنسائي «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، صلَّى بالقوم في الخوف ركعتين ثم سلَّم، ثم صلى بالقوم الآخرين ركعتين، ثم سلَّم، فصلى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعاً» (2) .

(1) يعني الحسن البصري رحمه الله.

(2)

رواه أبو داود رقم (1248) في الصلاة، باب صلاة الخوف، والنسائي 3 / 179 في صلاة الخوف، وفيه عنعنة الحسن البصري، أقول: وهو حديث حسن بشواهده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/39) قال: حدثنا يحيى. وفي (5/49) قال: حدثنا روح. وأبو داود (1248) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. والنسائي (2/103) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (3/178) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا خالد. وفي الكبرى (432) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، وهو ابن الحارث. وفي (821) قال: أخبرنا بشر بن هلال، قال: حدثنا يحيى، هو القطان.

أربعتهم - يحيى، وروح، ومعاذ، وخالد بن الحارث - عن أشعث، عن الحسن، فذكره.

ص: 748

4063 -

(د) عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه: قال: «بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهُذَليّ، وكان نحو عُرَنَة وعرفَات، قال: اذهب فاقتله، فرأيتُه وحضرت صلاةُ العصر، فقلتُ: إني لأخاف أن يكونَ بيني وبينه ما يؤخِّرُ الصلاةَ، فانطلقتُ أمشي وأنا أُصلِّي، أومِئُ إيماءً نحوه، فلما دَنوْتُ منه قال لي: مَنّ أنت؟ قلتُ: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتُك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، قال: فمشَيْتُ معه ساعة، حتى إذا أمكنني علَوْتُه بسيفي حتى بَرَدَ» أخرجه أبو داود في بابٍ

⦗ص: 750⦘

سماه: باب صلاة الطالب، عقيب أبواب صلاة الخوف (1) .

وذكر رزين رواية زاد فيها: «وكان ساكناً بعرنة وكان يَجْمَعُ لقتالِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» . وفيه «قلتُ: إني لا أعرفه، قال: إنه ثائرُ الرَّأسُ، كأنه شيطان، إذا رأيتَهُ لم يََخْفَ عليْكَ، قال: فجئتُه فرأيتُه وعرَفْتُهُ» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ثائر الرأس) : رجل ثائر الرأس، إذا كان شَعث الشعر، بعيد العهد بالغَسل والتسريح.

تم - بعون الله تعالى وحسن توفيقه - الجزء الخامس من كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم»

ويليه إن شاء الله الجزء السادس، وأوله: القسم الثاني من كتاب الصلاة في النوافل

(1) رقم (1249) في الصلاة، باب صلاة الطالب، وفيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن رواه أحمد في " المسند " 3 / 496 وصرح فيه ابن إسحاق بالتحديث فزالت شبهة التدليس، وقد حسنه أيضاً الحافظ ابن حجر في " الفتح ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/496) قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم قال: حدثنا أبي. وفي (3/496) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن إدريس. وأبو داود (1249) قال: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث. وابن خزيمة (982) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (983) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، وكتبته من أصله، قال حدثنا يعقوب ابن إبراهيم. قال: حدثنا أبي.

ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد، وابن إدريس، وعبد الوارث - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، فذكره.

ص: 749