الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1963 -
وحدثنا أسودُ، حدثنا شريك قال:(جبلةُ) ولم يشُكَّ وقال عليٌّ - يعني ابن المديني -: (جبلة بن الحارث الكلبي) . قال علي: سمعته من ابن أبي الوزير وحدثناهُ أبي عن علي قبل أن يُمتحن بالقرآن.
وقد رواهُ النسائي في اليوم والليلة من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة أخي زيد بن حارثة كما تقدم، وسيأتي في مُسند زيد بن حارثة أيضاً.
315 -[الحارث الأشعري: كناهُ بعضهم أبا مالك الأشعري]
(1)
وسيُذكر بقية حديثه في الكنى
1964 -
حدثنا عفَّان، حدثنا أبو خلفٍ موسى بن خلفٍ - كان يُعدُّ من البدلاء -، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَاّم، عن جده ممطُورٍ، عن الحارث الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكرياء بخمس كلماتٍ أن يعمل بهنَّ، وأن يأمرَ بهنَّ بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ، وكان أن يُبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أُمرتَ بخمسِ كلماتٍ أن تعمل بهنَّ، وأن تأمُرَ بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تُبلغهن، وإما أن أبلغهنَّ؟ قال: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أنْ أعذَّبَ أو يُخسف بي.
قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجدُ، وقعدوا على الشُّرف، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: إن الله أمرني بخمس كلماتٍ أن عمل بهن وآمركم/ أن تعملوا بهن:
وأولهن أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، فإن مثل ذلك مثل من
(1) سقط اسم الصحابي من الأصل وله ترجمة في أسد الغابة: 1/382؛ والإصابة: 1/275؛ والاستيعاب: 1/289؛ وثقات ابن حبان: 3/75؛ والتاريخ الكبير: 2/260.
اشترى عبداً من خالص ماله بورقٍ أو ذهبٍ، فجعل يعملُ، ويؤدي علمه إلى غير سيده، فأيكم يسرهُ أن يكون عبدهُ كذلك، وإن الله خلقكم، ورزقكم فاعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً.
وأمركم بالصلاة، فإن الله ينصُبُ وجههُ لوجه عبده ما لم يلتفتْ، فإذا صليتُم فلا تلتفتوا.
وأمركم بالصيام، فإن مثل ذلك مثلُ رجلٍ معهُ صُرَّةٌ [من] مِسكٍ في عصابةٍ. كلهم يجد ريح المسك، وإن خلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.
وأمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك مثلُ رجُلٍ أسرهُ العدوُّ، فشدوا يديه إلى عنقهِ، وقربوه ليضربوا عُنُقهُ، فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسهُ منهم بالقليل، والكثير، حتى فكَّ نفسهُ.
وأمركم بذكر الله كثيراً، فإن مثل ذلك كرجُلٍ طلبهُ العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصنُ ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركُمْ بخمسٍ، الله أمرني بهن: بالجماعةِ، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنهُ من خرج عن الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلامِ من عنقهِ، إلَاّ أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثاء (1) جهنم. قالوا: يارسول الله وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى، وزعم أنهُ مسلمٌ فادعوا المسلمين بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل (2) .
(1) جثا: جمع جُثوة بالضم وهو الشئ المجموع. النهاية: 1/144.
(2)
من حديث الحارث الأشعري في المسند: 4/202، والعبارة الأخيرة عند ابن الأثير أوضح من هذا) ادعوا بدعوى الله عز وجل الذي سماكم المسلمين المؤمنين: عباد الله) . أسد الغابة.
رواهُ الترمذي في الأمثال عن محمد بن إسماعيل، عن مُوسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير به، وعن محمد بن بشار، عن أبي داود الطيالسي، عن أبان (1) ورواهُ النسائي في التفسير، في السير عن هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام بهِ والله أعلم (2) .
إنتهى
الجزء الحادي عشر من (تجزئة المصنف)
ويليه الجزء الثاني عشر
بإذن الله
(1) الخبر أخرجه الترمذي من الطريقين في الأمثال: (باب ماجاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة) وقال عقب كل منهما: حديث حسن صحيح غريب: 5/148.
(2)
الخبر أخرجه النسائي من الطريقين في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/3.