الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفُضيل، حدثنا مسلم بن عبد الله الأعور، عن حبَّة. قال:(اجتمع حُذيفةُ وابن مسعودٍ فقال أحدهما لصاحبه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تقتلُ عمار الفئةُ الباغيةُ) وصدقة الآخر) . ثم قال: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد (1) .
وقال أبو يعلى: حدثنا سُويدُ بن سعيدٍ، حدثنا علي بن مُسهرٍ، عن مسلمٍ، عن حبة. قال: قال ابن مسعود لحذيفة: إن الفتنةَ قد انقضت، ووقعت، فحدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ فقال: أو لم يأتكُم اليقين كتاب الله؟ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابن سُمية: (ويح ابن سُميَّة تقتلهُ الفئة الباغيةُ) .
(خالد بن خالد السكوني وقيل سُبيعُ بن خالدٍ عنهُ)
(2)
(1) كشف الأستار: 3/253.
(2)
سبيع بن خالد البكري البصري: ويقال خالد بن خالد، ويقال خالد بن سبيع، وقيل: سبيعة بن خالد، ولا يصح. روى عن حذيفة. تهذيب التهذيب: 3/454.
2064 -
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن خالد بن خالد السكوني. قال:(خرجت زمان فتحت تُستر، حتى قدمتُ الكوفة، فدخلتُ المسجد (1) ، فإذا أنا بحلقةٍ فيها رجلٌ صدعٌ (2) من الرجال، حسنُ الثغر يُعرف فيه أنهُ من رجال أهل الحجاز قال: فقلتُ: من الرجل؟ فقال القوم: أو ما تعرفهُ؟ قلت: لا.
(1) في الأصل المخطوط: (الكوفة) وما أثبتناه من المسند وهو الأشبه.
(2)
المبدع من الرجال: الربعة في خلقه، وأيضاً الرجل بين الرجلين. وسيأتي تفسير في الخبر بأنه الضرب من الرجال، وهو الخفيف اللحم الممشوق المقدقد. يراجع اللسان: 4/2415؛ النهاية: 3/14.
قالوا: هذا حُذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقعدتُ، وحدث القوم. قال: إن الناس كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه. فقال: إني سأخبركم بما أنكرتُم [من ذلك] جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمرٌ ليس [كأمرِ] الجاهلية، وكنتُ قد أعطيتُ في القُرآن فهماً، فكان رجالٌ يجيئون، فيسألون عن الخير، فكنتُ أسألهُ عن الشر، فقلتُ: يارسول الله [أيكون] بعد هذا الخبر شرٌ كما كان قبلهُ؟ قال: بلى - أو قال: نعم - قلتُ: فما العصمةُ يارسول الله؟ قال: السيفُ. قلت: وهل بعد هذا السيف بقيةٌ؟ قال: نعم. قال: [تكون] إمارةٌ على أقذاء (1) وهدنة على دخنٍ.
قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: ثم ينشأُ دعاةُ الضلالة، فإن كان لله يومئذٍ في الأرض خليفةٌ جلد ظهرك وأخذ مالك، فألزمهُ، وإلا فمُتْ وأنت عاصٍ على جذل شجرةٍ. قال: / قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرجُ الدجال بعد ذلك معهُ نهرٌ ونارٌ: من وقع في نارهِ وجب أجرُهُ، وحط عنهُ وزرُهُ، ومن وقع في نهره وجب وزرُهُ وحط أجرهُ. قال: قلت: ثم ماذا؟ قالك يُنتجٌ المهرُ فلا يُركبْ حتى تقوم الساعةُ) .
الصَّدَع من الرجال: الضربُ، وقوله:(فما العصمة منه؟ قال: السيف) كان قتادة يضعُهُ على الردة التي كانت في زمن أبي بكر، وقوله:(إمارة على أقذاء وهُدنة (يقولُ: صلح، وقوله:) على دخنٍ (يقولُ: على ضغائن. قيل لعبد الرزاق: ممن التفسير؟ قال: من قتادة زعم (2) .
(1) الأقذاء: جمع قدى، والقذى: جمع قذاة وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو نحوهما، والمراد الفساد في قلوبهم. تراجع النهاية: 3/237.
(2)
من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405 وما بين المعكوفات استكمال منه.
2065 -
رواه أبو داود، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق به، ورواهُ أبو داود أيضاً والنسائي من حديث سُليمان بن المغيرة، عن