الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بُردة، عن ضُبيعة. قال: دخلنا على حُذيفة فذكرهُ بمعناهُ (1) .
(حديثٌ آخر)
(1) الموطن السابق.
2257 -
قال ابن ماجه في السنة: حدثنا أحمد بن عاصم العباداني، حدثنا بشير بن ميمون [قال] : سمعتُ أشعث بن سوارٍ، عن ابن سيرين، عن حُذيفة [قال] : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار)(1) .
(محمد بن كعب القُرظي عنهُ)
2258 -
حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن زيادٍ، عن محمد بن كعب القرظي، [قال] :(قال فتى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم. قال: كيف كُنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كُنا نجهدُ. قال: والله لو صحبناهُ ما تركناهُ يمشي على الأرض، ولجعلناهُ على أعناقنا. فقال حُذيفة: يا ابن أخي، لقد رأيتُنا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل هوياً (2)، ثم التفت إلينا فقال: من رجلٌ يقومُ، فينظر لنا ما فعل القوم؟ فشرط لهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ يرجعُ أدخله [الله] الجنة، فما قام رجلٌ، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا بعض الليل، ثم التفت إلينا فقال: من رجلٌ يقومُ، فينظر لنا
(1) أخرجه ابن ماجه في: باب الانتفاع بالعلم والعمل به: 1/96؛ وفي الزوائد: إسناده ضعيف.
(2)
الهوى: بفتح أوله الحين الطويل من الزمان، وقيل هو مختص بالليل. النهاية: 4/259.
ما فعل القومُ؟ فشرط لهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة، فما قام رجلٌ من القوم مع شدة الخوف وشدة الجوعِ، وشدة البرد، فلما لم يقُمْ أحدٌ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن على بدٌّ من القيام حين دعاني، فقال: يا حُذيفةُ قم، فاذهب، فادخل في القوم، فانظر ما يفعلو، ولا تحدثن شيئاً حتى [تأتينا] .
/ قال: فذهبتُ، فدخلتُ في القوم والريحُ وجنود الله تفعل ما تفعلُ لا تقر لهم قدرٌ ولا نارٌ، ولا بناءٌ، فقام أبو سفيان بن حربٍ فقال: يا معشر قُريشٍ لينظر امرؤٌ جليسهُ، فقال حُذيفة: فأخذتُ بيد الرجل الذي إلى جنبي، فقلتُ: من أنت؟ فقال: أنا فلانٌ بنُ فلانٍ، ثم قال أبو سفيان: يامعشر قُريش إنكم واللهِ ما أصبحتم بدار إقامةٍ، لقد هلك الكُراعُ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكرهُ، ولقينا من هذه الريح ما ترون، والله ما تطمئنُّ لنا قدرٌ، ولا تقوم لنا نارٌ، ولا يستمسك لنا بناءٌ، فارتحلوا فإني مرتحلٌ، ثم قال إلى جمله وهو معقولٌ، فجلس عليه، ثم ضربهُ فوثب على ثلاثٍ، فما أُطلق عقالهُ إلا وهو قائمٌ، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُحدثْ شيئاً حتى تأتيني، ولو شئتُ لقتلتهُ بسهمٍ.
قال حُذيفة: ثم رجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قائمٌ يُصلي في مرطٍ لبعض نسائه مُرحل (1) ، فلما رآني أدخلني إلى رحله، وطرح عليَّ طرف المرط، ثم ركع، وسجد وإني لفيه، فلما سلَّم أخبرتهُ الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريشٌ فانشمروا إلى بلادهم (تفرد به (2) .
(1) المرط: الكساء يكون من صوف، وربما كان من خز أو غيره. والمرحل: الذي قد نقش فيه تصاوير الرحّال. النهاية: 2/73.
(2)
من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/392.