الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرفوعاً: (خمسٌ من لقى الله بهن دخل الجنة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وولدٌ مُحتسبٌ)(1) .
(1) يرجع إلى الخبر في مصادر الترجمة.
391 - (ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب
[ابن عبد المطلب] بن هاشم
ابن عبد مناف بن قُصي الهاشمي القُرشي)
(1)
أبو محمدٍ سبطُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وقيل العالمين.
وهو سيدهم هُو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي سماهما حين ولدا، ولم يُسبقا إلى هذين الاسمين، وحنكهما، وبرك عليهما، وعق عنهما وكانا يُشبهانه، فالحسنُ يُشبه أعالي بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سرته، والحسين يُشبهُ ما بعد ذلك، وكان الحسن أعجبهما إليه، وكان يُجلسهُ معه على المنبر، ويقول:(إن ابني هذا سيدٌ وسيصلحُ به بين فئتين عظيمتين)(2) فكان كذلك.
نزل عن الخلافة لسلطان معاوية / بعد وقائع صفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحُقنت الدماءُ، وصارت الناسُ يداً واحدةً على ما
(1) له رضي الله عنه ترجمة في أسد الغابة: 2/10؛ والإصابة: 1/328؛ والاستيعاب: 1/369؛ والتاريخ الكبير: 2/286؛ والثقات: 3/67؛ وحلية الأولياء: 2/35؛ وتهذيب التهذيب: 2/295.
(2)
الخبر أخرجه البخاري في فضائل الصحابة من حديث أبي بكر: باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما: 7/94.
سواهم، وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألف درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنةٍ ألف ألف، وجعلهُ ولي العهد من بعده، فمات قبل مُعاوية قبل سنة ثمان وأربعين، أو تسع، أو سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وكان مولدهُ للنصف من رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة على الصحيح على ما ذكره الواقدي وغيرُ واحدٍ.
2424 -
وفي صحيح البخاري عن أبي عثمان عن أسامة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُجلسهُ والحسين على ركبتيه ويقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما)(1) .
2425 -
وفي لفظ: (اللهم إني أرحمهما فارحمهما)(2) .
وفي صحيح مسلم من حديث نافع بن جُبير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي: (اللهم إني أحبُّهُ، فأحبَّ من يُحبه)(3) .
2426 -
وفي الترمذي - وليس بثابت - مرفوعاً: (من أحبني وأحب هذين - يعني الحسن والحسين - وأباهُما وأمهما كان معي في درجتي في الجنة)(4) .
2427 -
وكان الصديق يحملهُ على عاتقهِ [وهو يقول:](بأبي شبيهُ بالنبي، ليس شبيهاً بعلي وعليُّ يضحكُ) رواهُ البخاري (5) .
(1) الخبر أخرجه البخاري في فضائل الصحابة: باب ذكر أسامة بن زيد: 7/88، وأخرج أطرافه في: مناقب الحسن والحسين: 7/94.
(2)
أخرجه البخاري في الأدب: باب وضع الصبي على الفخذ: 10/434.
(3)
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة: من فضائل الحسن والحسين: صحيح مسلم: 5/285؛ الخبر أخرجه الترمذي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده.
(4)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه. سنن الترمذي: 5/645.
(5)
صحيح البخاري: فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين: 7/85.
وفرض لهُ عُمرُ في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدحاً كثير العطاء والصدقة خرج من جميع ماله لله تعالى مرتين وقاسمه ثلاث مراتٍ حتى أنه ليتصدقُ بنعلٍ ويمسك أُخرى (1) .
ومشى إلى بيت الله عدة حجاتٍ والجنائب إلى ورائه والنجائب معهُ، وتُقادُ بين يديه.
ويُقال إن سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقتهُ سماً، فكان يُوضع الطستُ تحتهُ، ويُرفع، وتوضعُ أخرى أربعين يوماً، فقال لأخيه الحسين: يا أخي إني قد سُقيتُ السم ثلاث مراتٍ لم أُسق مثل هذه. إني لأضعُ كبدي، فقال له: من سقاك؟ فقال: وما سؤالك عن ذلك أتريد أن تُقاتلهم؟ أكلهم إلى الله.
وقد أوصى أخاه بأشياء حسنةٍ: منها أنهُ قال له: ما أظن أن الله يجمعُ لنا بين النبوة والخلافة، فلا يستحضنك أهل الكوفة ليخرجوك.
وأرسل إلى عائشة أم المؤمنين يطلب منها / أن يدفن عندها في الحجرة عند جده، فأذنتْ لهُ، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم وادفني في البقيع، فلما توفي جاءوا إلى عائشة، فأذنت لهم، فحال دون ذلك بنو أمية، فلبس الحسين لأمة حربه، ولبس مروان ومن تبعهُ لأمتهم، فقال لهم أبو هريرة: إن هذا لظلم أيُمنعُ الحسنُ أن يدفن عند أبيه والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلم في ذلك مروان وناشده، فأبى فحمل الحسن ودُفن بالبقيع رضي الله عنه، وقبرهُ هناك مع عمه العباس معروفٌ بقبةٍ عاليةٍ حسنةٍ عليهما، كأنهما من قباب الجنة، مما اعتنى بأمرهما بنو العباس (2) .
(1) حلية الأولياء: 2/37، 38.
(2)
وضع القباب على القبور، ليس من السنة في شئ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور.