الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يشكون إليه الجوع، واستأذنوه في نحر ظهورهم (، الحديث رواهُ أبو نُعيم من حديث إبراهيم ابن عبد الرحمن عنهُ (1) .
(1) الخبر حسنه ابن عبد البر وساق ابن حجر له من الشواهد ما يؤيده. المصادر السابقة.
497 - (خواتُ بن جُبير بن النُّعمان بن أمية)
ابن إمرئ القيس، وهو البُركُ بن ثعلبة بن عمرو
ابن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أبو عبد الله (1)
2856 -
أحدُ فُرسان الإسلام شهد بدراً وأُحداً وما بعدهما. قال ابن إسحاق وغيره: لم يشهد بدراً تعذر من وجع في الطريق، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهِ وأجره، وتوفى بالمدينة سنة أربعين عن أربع وتسعين، وكان يخضبُ [بالحناء والكتم] وهو صاحب ذات النحيين (2) التي كانت تبيعُ السمن في الجاهلية، وهي من بني تيم الله جاءها، ومعها ظرفان، ففتح أحدهما وذاقهُ وأمسكها إياهُ وهو غير مُوكٍ (3) عليه، ثم فتح الآخر وذاقهُ، ثم أمسكها إياهُ بيدها الأخرى، ثم استقضاها فلم تُرسل النحيين، ولم يُمكنها دفاعهُ عنها، فضربت بها العربُ المثل فقالوا:(أشغل من ذات النحيين)(4) .
2857 -
وقد قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد،
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/148؛ والإصابة: 1/457؛ والاستيعاب: 1/442؛ والتاريخ الكبير: 3/216؛ وطبقات ابن سعد: 3/44.
(2)
النحى: زفة للسمن.
(3)
موك: اسم فاعل من أوكى السقاء: شد رأسه بالوكاء وهو الخيط الذي يشد به. النهاية: 4/228.
(4)
هذه القصة حديثة في جاهليته وفي الخبر التالي ما يفيد تبدل حاله بالإسلام حتى دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة.
حدثنا الهيثم ابن خالد، وقال الطبراني: وحدثنا أبو غسان: إلى زيد بن أسلم يُحدث أن خوَّات ابن جُبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، فخرجتُ من خبائي، فإذا أنا بنسوةٍ يتحدثن، فأعجبنني، فرجعتُ، فاستخرجتُ عيبتي فلبستُ حُلَّةً، وجئتُ فجلستُ معهُنَّ، وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، من قبته فقال:(يا أبا عبد الله ما يُجلسُك معهن؟ فلما رأيتُ رسول الله هِبتُهُ، فاختطفت وقُلتُ: يارسول الله جملٌ لي شرد / فأنا أبتغي لهُ [قيداً] فمضى، واتبعتهُ، فألقى إلي رداءهُ، فدخل الأراك، كأني أنظرُ إلى بياض متنه في خُضرة الأراك، فقضى حاجتهُ، وتوضأ، فأقبل والماء يقطر من لحيته على صدره، فقال: (أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ (قال: ثم ارتحلنا، فجعل لايلحقُني في المسير إلا قال: (السلام عليك يا أبا عبد الله ما فعل شرادُ ذلك الجمل؟) فلما رأيتُ ذلك تعجلتُ إلى المدينة، واجتنبتُ المسجد والمجالسة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينتُ ساعة خلوة المسجد، فأتيتُ المسجد، وقمتُ أصلي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حُجرهِ، فجاء فصلى ركعتين خفيفتين، وطولتُ رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طول أبا عبد الله ما شئت أن تُطول، فلستُ قائماً حتى تنصرف، فقلتُ في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدرهُ، فلما انصرفتُ قال:(السلام عليك يا أبا عبد الله، ما فعل شرادُ ذلك الجمل؟ (فقلتُ: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجملُ منذ أسلمتُ، فقال: (رحمك الله ثلاثاً (ولم يعد لشئ مما كان)(1) .
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/242. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/401.