الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ سهِّلْ ويسِّرْ
بَابُ السّواك
الحديث الأول
منه
عن عائشةَ رضي الله عنها، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ، مَرْضَاةٌ للرَّبِّ"[أخرجه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، وأخرجه ابن خزيمة بطريق أخرى في "صحيحه"، والحاكم في "المستدرك"](1).
(1) ما بين معكوفتين سقط من كلا النسختين "م" و "ت". وقد أثبته من النسخة الخطية من كتاب "الإلمام" بخط الإمام ابن عبد الهادي (ق 4 / ب)، وكذا مطبوعة "الإلمام"(1/ 58).
* تخريج الحديث:
رواه النسائي (5)، كتاب: الطهارة، باب: الترغيب في السواك، - وابن حبان في "صحيحه"(1067)، وكذا الإمام أحمد في "المسند"(6/ 124) من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"(135)، من طريق ابن جريج، عن عثمان ابن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، به.
وقد جوَّد المؤلف رحمه الله إسناده في "الإمام"(1/ 333). =
الكلام عليه من وجوه:
* الأول: في التعريف:
فنقول: قال ابن الأثير رحمه الله في "معرفة الصحابة": عائشة ابنت أبي بكر، الصديقة بنت الصديق، أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
= أما رواية الحاكم، فقال المؤلف في "الإمام"(1/ 333) بعد سياقه إسناد ابن خزيمة، فالحديث جيد، ولهذا أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في "المستدرك" فيما بلغني، انتهى.
قال الحافظ في "التلخيص الحبير"(1/ 60): وجزم الشيخ تقي الدين في "الإمام" أن الحاكم أورده في "المستدرك".
قلت: وهذا من الحافظ رحمه الله إشارة على أنه لم يجده في "المستدرك"، ووجدته كذلك؛ فإنه لم يذكره الحاكم في "المستدرك" فيما هو المطبوع المتداول.
قلت: فإما أن يكون عزو الشيخ رحمه الله الحديث على الحاكم اعتماداً منه على نسخة خطية عنده، وإلا فلينظر في قوله السابق:"فيما بلغني" دون جزم، لا كما قال الحافظ.
ثم قال المؤلف في "الإمام"(1/ 333): وكلام البخاري (2/ 682) أيضاً يشعر بصحته عنده، فإنه قال: وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفهم، مرضاة للرب"، فأورده بصيغة الجزم بأن عائشة رضي الله عنها قالته.
وللحديث طرق أخرى أوردها المؤلف رحمه الله في "الإمام"(1/ 331) وما بعدها من حديث عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وأشهر نسائه، وأمُّها أم رُومان بنت عامر بن عُويمر بن عبد شمس بن أُذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كِنانة الكنانية.
تزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وهي بِكْر؛ قاله أبو عبيدة، وقيل: بثلاث سنين.
وقال الزُّهري: تزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنين، وتوفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بأربع سنين، وقيل: بخمس سنين.
وكان عمرها لما تزوجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ست سنين، وقيل: سبع سنين، وبنى بها وهي بنمسا تسع سنين بالمدينة.
وكان جبريل عليه السلام قد عَرَضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَرَقَةِ حرير في المنام لما توفيت خديجة (1)، فكنَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأم
(1) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء"(6/ 349)، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 155)، من طريق موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما توفيت خديجة بنت خويلد بمكة، جاءه جبريل عليه السلام بصورة عائشة في سرقة حرير أخضر فقال: يا محمد هذه عائشة، زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوضاً عن خديجة بنت خويلد".
وهذا حديث باطل كما قال ابن عدي، فيه موسى بن عبد الرحمن منكر الحديث.
وقد روى البخاري (3682)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، ومسلم (2438) كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: =
عبد الله؛ بابن أختها عبد الله بن الزبير (1).
ثم قال: وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتني الصادقة ابنة الصديق البريئة المبرأة (2). وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض (3).
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه [الناس](4)، وأحسن الناس رأيًا في العامة (5).
وقال عروة: ما رأيت أحدًا أعلمَ بفقه، ولا بطب، ولا بشِعر، من عائشة (6).
ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قضيةُ الإفك لكفى (7) فضلًا وعلوَّ مَجدٍ، فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتْلى إلى يوم القيامة.
= "أريتُك في المنام مرتين، أرى أنكِ في سرقة من حرير، ويقال: هذه امرأتك، فاكشف عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضه". وقوله: سرقة، يعني: قطعة حرير جيد.
(1)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 186)، والبخاري في "الأدب المفرد"(851)، والحاكم في "المستدرك"(7738)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 311)، وغيرهم بإسناد صحيح.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 181).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(31037)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(2/ 375)، والحاكم في "المستدرك"(6736)، وغيرهم.
(4)
زيادة من "ت".
(5)
رواه الحاكم في "المستدرك"(6748).
(6)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26044).
(7)
في الأصل: "كفى"، والمثبت من "ت".