الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا (1) يلزمُ ما ادُّعيَ من إطلاق الاستنثارِ علَى الاستنشاق؛ لأنَّ لازمَ الشيء وجوداً لا يلزمُ أنْ يكونَ مدلولاً عليه باسم الملزوم لفظاً.
الثانية والعشرون:
قد يُفهمُ من قوله: "مضمضَ، واستنثرَ ثلاثاً": أنَّ ذلك علَى سبيل الجمع بين المضمضة والاستنثار من حيثُ إيرادُ العدد المذكور علَى مجموع الأمرين، ولو افترقا لكان الأشبه أنْ يقول: ثلاثاً ثلاثاً؛ كما ادعي في قوله: "غَسَلَ يديه مرَّتين مرتين": أنَّهُ يقتضي الإفرادَ بكل واحدة منهما، ولأنه لو كان الواقعُ تفريقَهما لمْ يكنْ في لفظِهِ ما يدلُّ علَى ذلك، فيكون مُخِلًّا في حكاية (2) الفعل الذي سُئِلَ عنه [بتقصيره في الدلالةِ علَى هذا التقدير عما سئل عنه](3).
وهذا الذي ذكرناه من الحكايةِ عمن ادَّعَى أنَّ قوله: "مرتين مرتين" يقتضي الإفرادَ لكل (4) واحدة من اليدينِ، [وقد ذكرنا فيما مرَّ: أنَّ هذا التكرارَ في المصدرِ وأسماء الأجناس والأعداد يدلُّ علَى ما ذكر، ويبقَى التأكيدُ اللفظيُّ] (5).
الثالثة والعشرون:
قالَ أبو زكريا النووي: قوله: "ثمَّ أَدخلَ يدَهُ فاستخرجَهَا، فغَسَلَ وجهَهُ ثلاثاً"؛ هكذا وقع في "صحيح مسلم": "أدخلَ يدَهُ" بلفظ الإفراد، وكذا في أكثر روايات البخاري.
(1) في الأصل: "ما"، والمثبت من "ت".
(2)
"ت": "حكايته".
(3)
سقط من "ت".
(4)
"ت": "فكل".
(5)
سقط من "ت".
[ووقع في رواية البخاري](1) في حديث عبد الله (2) بن زيد هذا: "ثم أدخلَ يدَيهِ فاغترفَ بهما، [ثم] (3) غَسَلَ وجهَهُ ثلاثاً"(4).
وفي "صحيح البخاري" أيضاً من رواية ابن عباس رضي الله عنهما: "ثمَّ أخذَ غَرفةً، فجعلَ بها هكذا؛ أضافَهَا إلَى يده الأخرَى، فغسل بها وجهَهُ، ثم قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتوضَّأُ"(5).
قال: وفي "سنن أبي داود" و"البَيهَقِيِّ" من رواية عليٍّ رضي الله عنه في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثمَّ أدخلَ يديه في الإناءِ جميعاً، فأخذَ بهما حفنةً من ماء، فضربَ بها علَى وجهِهِ"(6).
قالَ: فهذه أحاديث في بعضها: (يده)، وفي بعضها:(يديه)(7)،
(1)"ت": "وفي حديث رواية البخاري"، والصواب ما أثبت، وقد سقط ما بين المعكوفتين من الأصل.
(2)
في الأصل: "عبد"، والتصويب من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
تقدم تخريجه عند البخاري برقم (196).
(5)
رواه البخاري (140)، كتاب: الوضوء، باب: غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة.
(6)
رواه أبو داود (117)، كتاب: الطهارة، باب: صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن طريقه: البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 53).
(7)
في الأصل: "يده"، والمثبت من "ت".