الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع
روى مالكٌ، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرجِ، عن أبي هريرةَ: أن (1) رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْلا أنْ أشقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ"(2).
(1) في المطبوع من "الإلمام"(1/ 59)، وكذا النسخة الخطية لكتاب "الإلمام" (ق 4 / بـ) بخط ابن عبد الهادي:"قال" بدل "أن".
(2)
* تخريج الحديث:
رواه البخاري (847)، كتاب الجمعة، باب: السواك يوم الجمعة، والنسائي (7)؛ كتاب: الطهارة، باب: الرخصة في السواك بالعشي للصائم، من طريق الإمام مالك، به.
وقد رواه الإمام مالك في "الموطأ"(1/ 66) إلا أنه لم يزد عليه قوله: "عند كل صلاة".
قال ابن منده: هذا حديث مجمع على صحته من هذا الوجه.
ورواه مسلم (252)، كتاب: الطهارة، باب: السواك، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به.
قال ابن منده: هذا الحديث مجمع على صحته، ورواه جماعة عن أبي الزناد.
قلت: وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله روايات أخرى عن غير واحد من الصحابة رضي الله عنه، وسيأتي تخريج بعضها. وانظر:"الإمام" للمؤلف (1/ 357) وما بعدها.
الكلام عليه من وجوه:
* الأول: في التعريف بمن ذكر فيه:
أما أبو الزناد: فقال أبو عمر الحافظ: أبو الزناد لقب غَلَب عليه، وكنيته أبو عبد الرحمن، لا يختلفون في ذلك، وهو عبد الله بن ذَكْوان، وذكوان أبوه مولى رَمْلة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وكانت رملةُ هذه تحتَ عثمان بن عفان، وقيل: هو مولى عائشة بنت عثمان، [وقيل: مولى عثمان] (1).
ويقال: إنَّ ذكوان أبا أبي الزناد كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب بولادة (2)[العجم](3)؛ هكذا قال الواقدي، ومصعب الزبيري، والطبري.
وذكر أبو عمر بإسناده إلى أبي مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله ابن صالح قال: قال أبي (4): أبو الزناد من رهط أبي لؤلؤة، وكانت بينهم قرابة، قال: وكان أحدَ مفتي المدينة.
وروى أيضاً عن مصعب بن عبد الله قال: كان أبو الزناد فقيهَ أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتباً لعبد الحميد بن
(1) سقط من "ت".
(2)
في الأصل و "ت": "ولادة"، والتصويب من "التمهيد" لابن عبد البر (18/ 5).
(3)
سقط من الأصل.
(4)
"ت": "لي" بدل "أبي".
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وكاتباً أيضاً لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة.
قال: وقدِمَ على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجاء هشاماً مع ابن شهاب، فسأل هشامُ ابنَ شهاب: في أيِّ شهر كان عثمانُ يخرج العطاءَ فيه لأهل المدينة، فقال: لا أدري، قال (1) أبو الزناد:[و](2) كنا نرى أن ابن شهاب لا يُسأل عن شيء إلا وُجد عنده [علمُه](3).
قال أبو الزناد: فسألني هشامٌ، فقلت: في المحرَّم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر، هذا علمٌ قد أُفِدْتَه اليوم، قال ابن شهاب: مجلسُ أمير المؤمنين أهلٌ أن يُفاد منه العلمُ.
قال مصعب: وكان أبو الزناد معادياً لربيعةَ بن أبي عبد الرحمن، وكانا فقيهي أهل المدينة في زمانهما.
قال أبو عمر: وذكر الحلواني في كتاب "المعرفة"، عن ابن أبي مريم، عن الليث، عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثلُ ما مع السلطان؛ من بين سائلٍ عن حديث، وبينِ سائل عن فقه، وبين سائل عن فريضة، وبين سائل عن شعر.
قال: وثنا علي بن المديني [قال](4): ثنا سفيان بن عيينة قال:
(1)"ت": "فقال"
(2)
سقط من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
سقط من "ت".
سألت سفيان الثوري، قلت: كيف (1) رأيتَ أبا (2) الزناد؟ قال: أوَ كان ثَمَّ أمير غيرُه! (3)
وروى أبو عمر بإسناده عن أبي زرعة - وهو: الدمشقي - قال: سمعتُ أحمدَ بن حنبل يقول: أبو الزناد أعلم من ربيعة، فقلت لأحمد: حديث ربيعةَ كيف هو؟ قال: ثقة، وأبو الزناد أعلم منه.
وروى أيضاً بإسناده عن أحمد بن زهير قال: ثنا سليمان بن أبي شيخ قال: ولَّى عمر بن عبد العزيز أبا الزناد بيتَ مَالِ الكُوفة.
وذكر أيضاً عن أحمد بن زهير قال: حدثني أبي: ثنا ابن عيينة، عن ابن شُبْرُمة (4) قال: كان الشعبي يقول لأبي الزناد: جئت بها زُيوفاً، وتذهبُ بها جياداً.
وقال المدائني: كان خالد بن عبد الملك بن الحارث قد ولَّى أبا الزناد المدينة، فقال علي بن الجون (5) الغطفاني [من الوافر]:
رأيتُ الخيرَ عاشَ لنا فعِشْنَا
…
وأحياني مكانُ أبي الزنادِ
وسارَ بسيرةِ العُمرينِ فينا
…
بعدلٍ في الحكومةِ واقتصادِ
(1) في الأصل: "كنت"، والتصويب من "ت".
(2)
في الأصل: "أبي"، والتصويب من "ت".
(3)
في الأصل و "ت": "كأن أميراً غيره"، والمثبت من المطبوع من "التمهيد".
(4)
في الأصل: "ابن أبي شبرمة"، والتصويب من "ت".
(5)
في الأصل و "ت": "الجعد"، والصواب ما أثبت.
قال الواقدي: سمعتُ مالك بن أنس يقول: كانت لأبي الزناد حلقة على حِدَةٍ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي: مات أبو الزناد فجأة في مغتسله، ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، سنة ثلاثين ومئة، وهو ابن ست (1) وستين.
[وقيل: توفي أبو الزناد سنةَ إحدى وثلاثين ومئة، وهو ابن أربع وستين](2).
وقال الطبري: كان أبو الزناد ثقةً، كثيرَ الحديث، فصيحاً، بصيراً بالعربية، كاتباً، حاسباً، فقيهاً، عالماً، عاقلاً، وقد ولي [خراج](3) المدينة.
قلت: ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة، وذكر ولاءه لرملة بنت شيبة، وقال: أخبرني ابن عمر قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد: أن عمرَ بن عبد العزيز ولَّى أبا الزناد خراجَ العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فقدم الكوفة، وكان حمَّاد بن أبي سليمان صديقاً لأبي الزناد، فكان يأتيه ويحادثه، وشغل أبو الزناد ابنَ أخي حماد بن أبي سليمان في شيء من عمله (4)، فأصاب عشرة آلاف درهم، فأتاه حماد يشكر له.
(1) في الأصل "أربع"، والتصويب من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
في الأصل و "ت": "علمه"، والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد.
وقال: أنبأ محمد بن عمر قال: أخبرني من رأى عبد الله بن حسن وداود بن حسن يجلسان إلى أبي الزناد [في](1) حلقته.
قال: وسألت محمد بن عمر عن السبعة الذين كان أبو الزناد إذا حدث عنهم يقول: حدثني السبعة، فقال: سعيد بن المسيب، وعروة ابن الزبير، وأبو بكر [بن](2) عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة ابن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار (3).
وأما الأعرج: فهو عبد الرحمن بن هُرْمُز، [أبو داود المدني.
قال ابن يونس في "تاريخ الغرباء"(4): عبد الرحمن بن
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (ص: 318 - القسم المتمم)، "التمهيد" لابن عبد البر (18/ 5).
وانظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 83)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 49)، "الثقات" لابن حبان (7/ 6)، "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص: 45)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (28/ 44)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (2/ 515)"تهذيب الكمال" للمزي (14/ 476)، "سير أعلام النبلاء"(5/ 445)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (1/ 134)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (5/ 178)، "طبقات الحفاظ" للسيوطي (ص: 61).
(4)
للمحدث والمؤرخ المصري أبي سعيد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن يونس بن عبد الأعلى، المعروف بابن يونس والمتوفى سنة (347 هـ) =
هرمز] (1) الأعرج، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، يكنى أبا داود، مدني، روى عن أبي هريرة، قدم مصر، وخرج إلى الإسكندرية.
روى عنه جعفرُ بن ربيعة، [وسعيد](2) بن سويد القتباني (3)، وغير هما.
توفي بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومئة.
وقال محمد بن سعد في "الطبقات": عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ويكنى أبا داود، مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، روى عن عبد الله بن بُحَينة، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ.
قال ابن سعد: ثنا محمد بن عمر [قال](4): ثنا أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سَبُرة، عن عثمان بن عبيد الله بن [أبي] رافع قال: رأيت مَنْ يَقرأ على الأعرج حديثَهُ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: هذا حديثك يا أبا داود؟ قال: نعم، قال: فأقول: حدثني عبد الرحمن،
= تاريخان لمصر: أحدهما وهو الأكبر يختص بالمصريين، والآخر وهو صغير يشتمل على ذكر الغرباء الواردين على مصر. وقد ذيلهما أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي، وبنى عليهما. انظر:"وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 137).
(1)
زيادة من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
في الأصل: "القتناني"، والتصويب من "ت".
(4)
سقط من "ت".