الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قرأتُ عليك، قال: نعم، قل (1): حدثني عبد الرحمن بن هرمز.
وقال أيضاً: ثنا محمد بن عمر: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، وعن عبد الله بن الفضل قالا: خرج عبد الرحمن بن هرمز إلى الإسكندرية، فأقام بها حتى توفي بها سنة سبع عشرة ومئة، وكان ثقة كثير الحديث.
قلت: وقبره إلى الآن معروف بالإسكندرية. وقد اتفق الأئمة أصحاب التصانيف المشهورة الستة على إخراج حديثه في كتبهم (2).
* * *
*
الوجه الثاني: في تصحيحه:
اختلف الرواة عن مالك في لفظ حديث أبي الزناد هذا؛ فأما يحيى بن يحيى الأندلسي راوي "الموطأ" عنه فإن لفظ متنه عنده:
(1)"ت": "قال".
(2)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (ص: 5/ 283)، "التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 360)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 297)، "الثقات" لابن حبان (5/ 107)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (36/ 23)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 284)"تهذيب الكمال" للمزي (17/ 476)، "سير أعلام النبلاء"(5/ 69)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (1/ 79)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (6/ 260)، "طبقات الحفاظ" للسيوطي (ص: 45).
"لَولا أنْ أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم بالسواكِ"، ولم يزد على ذلك قولَه:"عندَ كلّ صلاة"(1).
قال أبو عمر عقب (2) إيراده هذا الحديث: هكذا قال يحيى في هذا الحديث: "لولا أن أَشُقَّ على أمتي"، لم يزد، وتابعه جماعة من رواة الموطأ على ذلك.
وقال بعضُهم فيه: "لولا أن أشقَّ على أمَّتي، أو على النَّاس"، وقال فيه آخرون عن مالك:"لولا أن أشق على المؤمنين - أو على الناس - لأمرتهم بالسّواك"؛ قاله القَعْنَبِيّ، وعبد الله بن يوسف، وأيوب بن صالح.
وقال فيه قتيبة: "عند كل صلاة"، ولم يقل:"على الناس".
كلُّ هذا قد رُوي عن مالك في حديث أبي الزناد.
ثم أخرج أبو عمر بسنده إلى أيوب بن صالح، ومالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشقَّ على أمتي - أو على الناس (3) - لأمرتهم بالسواك".
قال: وقال ابن عيينة في هذا الحديث، عن أبي الزناد، [عن الأعرج]، (4)، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بتأخيرِ العشاءِ، والسواكِ مع كلِّ صلاةٍ".
(1) كما تقدم تخريجه قريباً.
(2)
في الأصل: "عقيب"، والتصويب من "ت".
(3)
"ت": "المؤمنين" بدل "الناس"، وفي المطبوع من "التمهيد":"لولا أن أشق على الناس أو على المؤمنين".
(4)
زيادة من "ت"
وقال فيه سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لولا أن أشقَّ على أمتي [لأمرتهم] (1) بالسواكِ مع كلِّ وضوءٍ"(2).
قلت: حديث مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، انفرد به البخاري عن مسلم، فرواه في كتاب الصلاة عن عبد الله بن يوسف: أنبأ مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمرتهم بالسواكِ مع كلِّ صلاةٍ"(3)، وهذا يخالف ما ذكرناه عن أبي عمر أن رواية عبد الله ابن يوسف:"لولا أن أشقَّ على المؤمنين - أو على الناس - لأمرتُهم بالسواكِ".
ورواية قتيبة بن سعيد عن مالك، أخرجها النسائي عنه بالسند المذكور: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أنْ أشقَّ على المؤمنين (4) لأمرتهم بالسواكِ [عندَ كلِّ صلاةٍ] (5) "؛ [هكذا عندنا في "السنن".
ورواها - الغافقي عن حمزة بن محمد الكناني، عن أحمد بن شعيب، وهو النسائي، عن قتيبة، عن مالك بالسند المذكور؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) زيادة من "ت".
(2)
انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (18/ 299 - 300).
(3)
وتقدم تخريجه قريباً.
(4)
"ت": "الناس" بدل "المؤمنين" وفي المطبوع من "سنن النسائي": "على أمتي".
(5)
زيادة من "ت".
قال: "لولا أن أشقَّ على المؤمنينَ لأمرتُهم بالسواكِ"(1)] (2).
قال الغافقي: وفي رواية أبي مصعب، وابن بُكَير:"لولا أنْ أَشُقَّ على أمتي، أو على الناس"، وفي رواية ابن القاسم، وابن عُفير:"على أمتي، أو على الناس"، وفي رواية يحيى بن يحيى الأندلسي:"على أمتي"، وليس [هذا](3) عند القعنبي.
قلت: ظاهر قوله: إنَّ هذا الحديث ليس عند القعنبي، وقد ذكر أبو عمر ما قدمنا حكايتَه عن القعنبي فيما رواه عن مالك.
وأما رواية سفيان التي ذكرها أبو عمر فإن مسلماً أخرجَها في "صحيحه"، عن قتيبة بن سعيد، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب قالوا (4): ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أن أشقَّ على المؤمنين (وفي حديث زهير: على أمتي) لأمرتهم بالسواك عند كلِّ صلاة"(5).
ورواها أبو داود في "سننه" عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يرفعه قال:"لولا أن أشقَّ على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء، والسواك عند كل صلاة"(6).
(1) كذا رواه النسائي في "السنن الكبرى"(6).
(2)
زيادة من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
في الأصل و "ت": "قال".
(5)
تقدم تخريجه قريباً برقم (252) عنده.
(6)
رواه أبو داود (46)، كتاب: الطهارة، باب: السواك. ورواه ابن ماجه =