الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن سيده: وشاربا السيف: ما اكتنف الشفرة، وهو من ذلك.
وقال الهُنائي (1): وشوارب الفرس: ناحيةُ أَوْدَاجِهِ حيث يُودجُ البيطارُ، واحدُها على التقدير: شارب (2).
الرابعة:
قال الراغب: العَفْو: القصد لتناول الشيء، يقال: عفاه واعْتَفَاه؛ أي: قصده متناوِلاً ما عنده، وعفتِ الريحُ الدارَ: قصدتها متناوِلَةً آثارَها، وبهذا (3) النظرِ قال الشاعر [من الكامل]:
أخذَ البِلَى أبلادَهَا (4)
وعَفَتِ الدارُ: كأنَّهَا قَصدَتْ هي البِلى (5)، وعفا النبتُ
(1) في الأصل: "الهياني"، والمثبت من "ت"، وقد سقط قوله "الهنائي" - وهو المعروف بكُراع النمل كما تقدمت ترجمته - من المطبوع من "المحكم".
(2)
انظر "المحكم" لابن سيده (8/ 54 - 55).
(3)
"ت": "ولهذا".
(4)
في الأصل "آثارها"، وفي "ت":"آياتها"، والمثبت من المطبوع من "المفردات"، وهذا عجز بيت لعدي بن الرقاع العاملي، كما في "ديوانه" (ص: 49)، وصدره:
عرف الديارَ توهُّماً فاعتادها
وانظر: "شرح الحماسة" للمرزوقي (1/ 720). ووقع عندهما: "من بعدما شمل".
(5)
في الأصل و "ت": "وعَفَتْ: كأنَّهَا قصدَت الدار هي البِلى"، والمثبت من المطبوع من "المفرادت".
والشَّعر (1): قصد تناول الزيادة؛ كقولك: أخذ النبت في الزيادة، ثم قال: وأعفيتُ (2) كذا؛ أي: تركته يعفو ويكثُر (3)، [و] (4) منه قيل:"أعفُوا اللّحَى"(5).
والعَفَاء: ما كَثُر من الوبَر والرِّيش (6).
وقال الهُنائي (7) في "المنجد"(8): والشعر العافي: الكثير.
وقال ابن سيده: وعفا القوم: كثروا، وفي التنزيل:{حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95]؛ أي: كثروا، وعفا النبت والشعر وغيره: كثر وطال (9)، وفي الحديث:"أنَّه أمرَ بإعفاءِ اللّحيةِ"(10).
(1) في المطبوع من "المفردات": "والشجر".
(2)
في الأصل: "واعتفت"، والمثبت من "ت".
(3)
"ت""تعفو أو تكثر".
(4)
سقط من "ت".
(5)
رواه البخاري (5554)، كتاب: اللباس، باب: إعفاء اللحى، ومسلم (259/ 52)، كتاب: الطهارة، باب: خصال الفطرة، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، بلفظ:"أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى".
(6)
انظر: "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني (ص: 574).
(7)
في الأصل: "الهياني"، والمثبت من "ت".
(8)
"ت": "المنحل"، وكتاب:"المنجد في اللغة" لعلي بن الحسن الهنائي الدوسي المعروف بكراع النمل.
(9)
"ت": "فطال".
(10)
كما تقدم تخريجه قريباً عن ابن عمر رضي الله عنهما. وانظر: "المحكم" لابن سيده (2/ 373).
وقال غيره في معنى إعفاء اللحية: إنه توفيرها، وهو بمعنى:"أوفُوا اللِّحى" في الرواية (1)؛ يعني: الأخرى، وكان من عادة الفُرس قص اللحية، فنهى الشرع عن ذلك (2).
وذكر أبو محمد بن السِّيد البطليوسي في الخلاف العارض من جهة الاشتراك (3)[في](4) الألفاظ واحتمالها التأويلات الكثيرة، قال: ومن هذا النوع قوله صلى الله عليه وسلم: "قُصُّوا الشواربَ (5)، وأعفُوا اللِّحى"(6)، قال قوم: معناه: وفِّرُوا وكثروا، وقال آخرون: قصُّوا (7) أو أنقصوا، وكلا القولين له شاهد من اللغة؛ أما من ذهب إلى التكثير فحجَّتُه قولُ الله عز وجل:{حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95]، وقال جرير (8) [من الوافر]:
ولكنَّا نُعِضُّ السيفَ منها
…
بأسْؤُقِ (9) عافيات (10) اللحمِ كُومِ
(1) رواه مسلم (259/ 54)، كتاب: الطهارة، باب: خصال الفطرة، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (3/ 149).
(3)
في الأصل: "اشتراك"، والمثبت من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
في الأصل: "الشارب"، والمثبت من "ت".
(6)
تقدم تخريجه عند البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ورواه بهذا اللفظ: الإمام أحمد في "المسند"(2/ 229) وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(7)
"ت": "قصروا".
(8)
كذا نسبه ابن السيد إلى جرير. ولم أقف عليه - في "ديوانه" بشرح محمد إسماعيل الصاوي، مطبوعة دار الأندلس، والله أعلم.
(9)
في الأصل: "باسق"، وفي "ت":"باساق"، والصواب ما أثبت.
(10)
في الأصل: "عقبات"، والمثبت من "ت".