الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث العاشر
عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عَنِ القَزَعِ. مُتَّفقٌ عليه (1).
(1) * تخريج الحديث:
رواه البخاري (5576)، كتاب: اللباس، باب: القزع، والنسائي (5229)، كتاب: الزينة، باب: ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك بعضه، من حديث ابن جريج، عن عبيد الله بن حفص، عن عمر بن نافع، عن نافع، به.
ورواه مسلم (2120/ 113)، كتاب: اللباس والزينة، باب: كراهة القزع، والنسائي (5231)، كتاب: الزينة، باب: ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك بعضه، من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه النسائي (5230)، كتاب: الزينة، باب: ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك بعضه، من حديث محمَّد بن بشر، عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه ابن ماجه (3637)، كتاب: اللباس، باب: النهي عن القزع، من حديث أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، به. =
الكلام عليه من وجوه:
* الأول: في التعريف:
فنقول: أبو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن عمر بن الخَطَّاب بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزاح بن عدي بن كعب، القرشي، العدوي، المدنِيُّ.
= ورواه النَّسائيّ (5051)، كتاب: الزينة، باب: النهي عن القزع، من حديث سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه النَّسائيّ (5228)، كتاب: الزينة، باب: ذكر النهي عن أن يحلق بعض شعر الصبي ويترك بعضه، من حديث حماد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه مسلم (2120)، (3/ 1675)، من حديث عثمان بن عثمان الغطفاني، عن عمر بن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه أبو داود (4193)، كتاب: الترجل، باب: في الذؤابة، من حديث عثمان بن عثمان، عن عمر بن نافع، عن أَبيه، عن ابن عمر، به.
ورواه مسلم (2120)، (3/ 675)، وأبو داود (4194)، من حديث أَيُّوب، عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه مسلم (2120)، (3/ 1675)، من حديث روح، عن عمر بن نافع، به.
ومن طريق حماد بن زيد، عن عبد الرَّحْمَن السَّرَّاج، عن نافع، به.
ورواه البُخَارِيّ (5577)، كتاب: اللباس، باب: القزع، وابن ماجه (3638)، كتاب: اللباس، باب: النهي عن القزع، من حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به.
وسيأتي الكلام عن طرق الحديث المذكورة آنفًا في الوجه الثاني من هذا الحديث.
الصحابي ابن الصحابي، والإمام ابن الإِمام، أمّه وأمُّ أخته حفصة زينبُ بنت مَظْعون بن حبيب الجُمَحية.
أسلم مع أَبيه قبلَ بلوغه ويقال: هاجر قبل أَبيه، واتفقوا أنَّه لم يشهدْ بدرًا لصغره، وأما ما في كتاب ["المهذب"] (1) في الفقه: أن ابنَ عمرَ عُرض على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر وهو ابن أربع عشرة (2)، فغلطٌ ظاهرٌ مخالف لما ثبت في "الصحيح": أن عرضه عام أُحُد، وهو ابن أربع عشرة سنة.
وأما أُحُد ففي شهوده إياها خلاف، وثبت في "الصحيح" أنَّه قال: عُرضْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عام أُحُد وأنا ابن أربع عشرة [سنة](3)، فلم يُجزني، وعُرضْتُ عليه بعد ذلك يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة [سنة](4) فأجأزني (5).
وعنه أَيضًا: أولُ يوم شهدته يومُ الخندق (6)؛ وقد صُحِّح.
وشهد الخندقَ وما بعدها من المشاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وشهد غزوة مؤتة مع من كان بها أميرًا، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وفتح إفريقية.
(1) زيادة من "ت".
(2)
انظر: "المهذب" للشيرازي (2/ 228).
(3)
زيادة من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
رواه البُخَارِيّ (2521)، كتاب: الشهادات، باب: بلوغ الصبيان وشهادتهم، ومسلم (1868)، كتاب: الإمارة، باب: بيان سن البلوغ.
(6)
رواه البُخَارِيّ (3881)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق.
وكان شديدَ الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول منازله، والصلاة في مكان صلى فيه، وإبراك ناقته في مَبْرَك ناقته صلى الله عليه وسلم، وذُكر أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، وأن ابنَ عمر كان يتعاهدُها بالماء (1).
روى عنه: أولادُهُ: سالمٌ، وحمزةُ، وعبد اللهِ، وبلالٌ، وخَلْقٌ من التابعين.
وفي مناقبه رضي الله عنه كثرةٌ، ولمنزلته في أئمة المتقين شهرة؛ أما الفقه فعن الزُّهري أنَّه قال: لا يُعدلُ برأي ابن عمر، فإنَّه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة، فلم يَخْفَ عليه شيء من أمره، ولا من أمر الصَّحَابَة (2).
وعن مالك رحمه الله أنَّه قال: أقام ابن عمر ستين سنة تقدُمُ عليه الوفود (3).
وذكر أبو عمر، عن ابن وهب، عن مالك قال: بلغ عبد الله بن عمر ستًّا وثمانين سنة، وأفتى في الإِسلام ستين سنة، ونشر نافع عنه علمًا جَمًّا (4).
وذكر عن ميمون بن مهران أنَّه قال: ما رأيتُ أورعَ من ابن عمر، ولا أعلمَ من ابن عباس.
(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 121).
(2)
ذكره النووي في "تهذيب الأسماء"(1/ 262).
(3)
المرجع السابق، الموضع نفسه.
(4)
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 195).
وفي كتاب "رفع اليدين في الصلاة" للبخاري، عن جابر بن عبد الله: لم يكنْ أحدٌ منهم ألزمَ لطريق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ولا أتبعَ من ابن عمر رضي الله عنهما (1).
وأما العبادةُ فحسبُكَ حديثُه في رؤياه وقولُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرجلُ عبد اللهِ، لو كانَ يُصَلِّي من الليلِ"، قال سالم: وكان عبد الله لا ينامُ من الليل إلَّا قليلًا (2).
وكذلك ذُكر عنه: أنَّه كان كثير الحج، وعُدَّ في الصَّحَابَة الساردين للصوم؛ منهم: عمر، وابنه، وأبو طلحة، وحمزة بن عمرو، وعائشة رضي الله عنهما.
وأما الصدقة والجود فقيل: كان كثيرَ الصدقات، فربَّما تصدَّقَ في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا (3).
وعن نافع: [كان ابن عمر](4) إذا اشتدَّ عجبُهُ بشيء من مالِهِ تقرَّبَ [به](5) إلى الله تعالى، وكان رقيقُهُ قد عرفوا ذلك منه، فربَّما
(1) لم أقف عليه في مطبوعة "جلاء العينين بتخريج روايات البُخَارِيّ في جزء رفع اليدين" تصنيف بديع الدين شاه السندي، والله أعلم.
(2)
رواه البُخَارِيّ (1070)، كتاب: التهجد، باب: فضل قيام الليل، ومسلم (2479)، كتاب:"فضائل الصَّحَابَة" باب: من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 295)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 141).
(4)
زيادة من "ت".
(5)
زيادة من "ت".
لزمَ أحدُهم المسجدَ فإذا رآه ابنُ عمر على تلك الحالة الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: إنهم يخدعونك، فيقول: من خدعنا بالله انخدعنا له.
قال نافع: وقد رأيتنا ذاتَ ليلة، وراح ابن عمر على نَجيبٍ له قد أخذه بمال، فلمَّا أعجبَهُ سيرُه أناخه بمكانه، ثم نزل عنه فقال (1): انزعوا عنه زِمامَهُ ورحلَهُ، وأشعروه، وجلِّلوُه، وأدخلوه في البُدْن (2).
وعنه: أنَّه كاتبَ عبدًا له على خمسة وثلاثين أَلْف درهم، ثم حطَّ عنه [منها](3) خمسةَ آلاف (4).
وكذلك ذكر عنه: أنَّه كان كثيرَ الحج.
فأما (5) الزهادةُ والورعُ فإنَّه لم يقاتلْ في الحروب التي جرت بين المسلمين، وذكر أبو عمر (6): أن جابر بن عبد الله قال: ما منا أحدٌ إلَّا مالت به الدنيا ومال بها ما خلا عمرَ وابنهِ عبد الله (7).
وعن نافع: سمعتُ ابنَ عمر - وهو ساجد في الكعبة - يقول: قد
(1)"ت": "وقال".
(2)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(4/ 166)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 294)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 133).
(3)
سقط من "ت".
(4)
انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 263).
(5)
"ت": "وأما".
(6)
"ت": "عمرو".
(7)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 294)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/ 109) إلَّا أنهما قالا:"إلَّا عبد الله بن عمر".
تعلمُ يَا رب! ما منعني (1) من مزاحمةِ قريشٍ [على هذه الدنيا] إلَّا خوفُك (2).
وأما الخشوع فقال: وكان إذا قرأ هذه الآية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] بكى حتَّى يغلبَهُ البكاءُ.
والمنقبة العُظمى والفضيلة [الكبرى](3) قولُ (4) النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في رواية في "الصحيح": "إنَّ أخاكِ رجل صالحٌ"؛ قاله لحفصة (5).
وتوفي ابن عمر رضي الله عنهما بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزُّبير بثلاثة أشهر، وقيل: بستة أشهر، وقال يحيى بن بكير: تُوفِّي ابن عمر بمكة ودفن بالمُحَصَّب، وبعض النَّاس يقول: بفَخ، وهو مفتوح الفاء وبعدها خاء معجمة موضعٌ بقرب مكة.
قال بعضُ النَّاس (6): رُوي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفُ حديث ولست مئة حديث وثلاثون حديثًا، اتفق البُخَارِيّ ومسلم منها على مئة وسبعين، وانفرد البُخَارِيّ بأحدُ وثمانين، ومسلم بأحد وثلاثين.
(1)"ت": "يمنعني".
(2)
رواه الحاكم في "المستدرك"(6370)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 292)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 191).
(3)
سقط من "ت".
(4)
في الأصل: "قال"، والمثبت من "ت".
(5)
رواه البُخَارِيّ (6613)، كتاب: التعبير، باب: الإستبرق ودخول الجنة في المنام.
(6)
هو الإِمام النووي كما في "تهذيب الأسماء واللغات" له (1/ 262).
فأما ما اتُّفقَ عليه أو انفرد به أحد الشيخين فمحصور، وأما جملة ما رواه فلا ينبغي أن نطلقَ القولَ فيه إلَّا بالنسبة إلى كتاب معلوم أو محدث معين؛ لعدم الحصر في ذلك (1).
قال الغلابي: قال ابن حنبل: مات سنة ثلاث وسبعين.
قال الذُّهلي: قال يحيى بن بكير: وبعض النَّاس يقول: مات سنة أربع وسبعين، وهذا الذي قاله مذكور عن خليفة، ومحمَّد بن نمير، والواقدي (2).
* * *
(1) قلت: قال الذهبي في "السير"(3/ 238): لابن عمر في "مسند بقي" ألفان وست مدّة وثلاثون حديثًا بالمكرر، انتهى. قلت: لعلَّ ما ورد في "التهذيب" للنووي من قوله: "أَلْف حديث" خطأ نسخ، وإنما أراد "ألفًا حديث"، وعليه يكون الإِمام النووي قد اعتمد في ذكره هذا الرقم على "مسند بقي بن مخلد"، والله أعلم.
(2)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (4/ 142)، "التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 2)، "الثِّقات" لابن حبان (3/ 209)، "المستدرك" للحاكم (3/ 641)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 950)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (31/ 79)، "صفة الصفوة" لابن الجوزي (1/ 563)، "أسد الغابة" لابن الأثير (3/ 336)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 261)، وعنه نقل المؤلف رحمه الله غالب ترجمته هنا، "تهذيب الكمال" للمزي (15/ 180)، "سير أعلام النبلاء"(3/ 203)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (1/ 37)، "الإصابة في تمييز الصَّحَابَة"(4/ 181)، "تهذيب التهذيب" كلاهما لابن حجر (5/ 287).