الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث
حديثُ عبد الله بنِ زبدٍ في صفةِ الوضوء، وقد ذَكَرَ فيه طُرُقاً بحسبِ روايةِ عمن (1) يرجعُ إليه الحديثُ، وهو عمرو بنُ يحيىَ المازني، وسنذكرُ تلك الطرقَ - إن شاء الله تعالَى - علَى الوجه (2).
(1)"ت": "عثمان".
(2)
قلت: لم يذكر المؤلف رحمه الله هنا متون الأحاديث؛ لذكرها له مع مخرجيها في الوجه الثاني من هذا الحديث، ولا بأس بإيرادها هنا، كما في نسخة "الإلمام" الخطية بيد ابن عبد الهادي (ق 5/ ب، 6/ أ):
وروى مالك من حديث عبد الله بن زيد في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه" أخرجوه من حديث مالك.
وفي رواية خالد الواسطي في هذا الحديث: "ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثًا". وهي في "الصحيح". وفي رواية وهيب في هذا الحديث: "فمضمض، واستنشق، واستنثر من ثلاث غرفات". (وقد ذكر في الهامش: متفق عليه، وكتب فوقها حرف الخاء؛ إشارة إلى أنها في نسخة).
وفي رواية سليمان بن بلال في هذا الحديث: "تمضمض، واستنشق ثلاث =
والكلام علَى الحديثِ من وجوه:
* [الوجه](1) الأول: في التعريف:
فنقول: عبد الله بن زيد، الراوي لهذا الحديث، هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن منذر بن غنم [ابن عمرو](2) بن مازن بن النجار، الأنصاري، المازني، يُعرَفُ بابن أمّ عَمارة، واسمُها نُسَيْبةُ، بفتح النون، وضمها، مذكورٌ فيمن شهد أُحداً وما بعدها من المشاهدِ، واختلفوا في شهودِه بدرًا، فذكر ذلك ابن مَندَه، وأبو نعيم الأصبهاني، وذكر ابن عبد البر: أنَّهُ لمْ يشهدْها، وكذلك مُقتضَى ما ذكر محمد بن سعد.
قالَ خليفة بن خيَّاط، والواقدي، وغيرهما، فيما وجدته: وهو قاتلُ مُسيلمةَ الكذابَّ، شارك وحشيًّا في قتله، فرماه (3) وحشي بالحربةِ، وقتله عبد الله بن زيد بسيفِه.
روَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثَ.
= مرات من غرفة واحدة". أخرجها البخاري.
وفي رواية واسع بن حبان: "ومسح برأسه بماء غير فضل يديه، وغسل رجليه حتى أنقاهما" أخرجه مسلم، انتهى.
قلت: وسيأتي الكلام عن تخريج هذه الطرق في الوجه الثاني من هذا الحديث مفصلاً.
(1)
سقط من "ت".
(2)
سقط من "ت".
(3)
"ت": "رماه".
روَى عنه ابنُ أخته عبَّادُ بن تميم، ويحيَى بن عَمارة، وواسع بن حَبَّان، وغيرهم.
قُتل يومَ الحَرَّة بالمدينةِ سنةَ ثلاث وستين، وهو ابن سبعين سنة، وكان أبوه زيدٌ صحابيًا رضي الله عنهما (1).
وها هنا تنبيهان:
أحدهما: أنَّ النسبَ المقدم (2) في صدر الترجمة، [و](3) الموصل إلَى النَّجارِ، هو مَا ذَكرَهُ الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "استيعابه" في ترجمة عبد الله، وفيه ذِكْرُ كعبٍ، وكذلك ذكره في ترجمة أخيه حبيب بزيادة [كعب أيضًا (4)، وذكر في ترجمة أبيهم زيد: زيد بن عاصم بن كعب بن](5) منذربن عمرو (6).
(1) * مصادر الترجمة:
"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 295)، "الثقات" لابن حبان " 3/ 223)، "رجال صحيح البخاري" للكلاباذي (1/ 389)، "رجال مسلم" لابن منجويه (1/ 344)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 913)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 252)، "تهذيب الكمال" للمزي (31/ 474)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (2/ 377)، "الإصابة في تمييز "الصحابة"(4/ 98)، "تهذيب التهذيب" كلاهما لابن حجر (11/ 227).
(2)
"ت": "المتقدم".
(3)
سقط من "ت".
(4)
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (1/ 319 - 320).
(5)
سقط من "ت".
(6)
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (2/ 557).
ووهَّمَه الرَّشاطي في ذكر كعب ومنذر في هذا النسب لمَّا ذَكَرَ نسبَ حبيب بن زيد فقال: حبيب بن زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف ابن مبذول بن غنم بن مازن، قال: كذا نسبه ابن الكلبي، قال: ووافقه أبو عمر علَى ذلك في نسب تميم بن زيد.
واستدلَّ الرشاطي علَى التوهيمِ الذي ذكره بعدَ أن ذكرَ: أنَّ أبا عمر نسب أمَّهم أمَّ عمارة [فقال: هي أمُّ عمارة](1) نسُيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف، فقال، أعني: الرشاطي: فلو كان النسب الذي ذكره أولًا في باب حبيب وعبد الله، صحيحًا، لكان أبوهما زيد قد تزوَّجَ عمَّتَه، وهذا ما لمْ نسمعْه عن (2) العرب، ثم قال: ونسبُ أمِّ عمارة صحيح، لأنَّ كعبًا فَيه هو أخو عاصم، فيكون زيد بن عاصم (3) قد تزوج ابنة عمّه.
التنبيه الثاني: أنَّ ما تقدم من كون ابن أخي عبد الله عبَّاد بن تميم روَى عن عمه يوهِمُ أنَّ عبادًا هَو عبادُ بن تميم بن زيد بن عاصم، [وكذا قالَ الكلاباذيُّ في ترجمته: عبَّاد بن تميم بن زيد بن عاصم] (4)، الأنصاري، المازني، المدني، حدَّث عن عمِّه عبد الله بن زيد (5).
(1) زيادة من "ت".
(2)
"ت": "من".
(3)
"ت": "عامر".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
انظر: "رجال صحيح البخاري" للكلاباذي (2/ 500).
قال أبو عمر في ترجمة تميمٍ أبيه: تميمُ المازني الأنصاري، والد عباد بن تميم، قيل فيه: تميم بن عبد عمرو، وقيل: تميم بن زيد بن عاصم، أخو عبد الله وحبيب ابني زيد بن عاصم بن [عمرو بن مازن بن النجار (1).
والذي يقتضيه كلام ابن سعد: أن تميمًا ليس ابنَ زيد بن عاصم] (2)، وإنما هو تميم بن غَزِيَّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول (3)، فإن مقتضاه: أن نُسيبةَ أمَّ عمارة تزوجها رجلان؛ أحدهما: زيد بن عاصم، فولدت حبيبًا، وعبدَ الله، والثاني: غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول، فولدت له أبا حيَّة وتميمًا، فعلَى هذا يكون عبدُ الله بن زيد عمَّ عباد بن تميم لأمه؛ لأنَّ عبد الله وتميمًا أخوان لأم.
تنبيه آخر: عبد الله بن زيد هذا، ليس عبد الله بن زيد صاحب [حديث](4) الأذان، فإن ذلك عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه، ووقع في رواية سفيان بن عُيَينة: عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وهو غلط عندهم، لاشكَّ فيه.
وعبد الله بن زيد هذا - الراوي لهذا الحديث في الوضوءِ - له أحاديثُ متعددةٌ في الاستسقاءِ وغيره، وعبد الله بن زيد بن عبد ربِّه هو الذي أُرِيَ النداء، وحديثُهُ مشهور فيه.
(1) انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (1/ 195).
(2)
سقط من "ت".
(3)
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 81).
(4)
سقط من "ت".
وقد اضطربَ كلامُ الحافظ أبي عمر فيمن يُنسَبُ إليه هذا الوهمُ، فقال في موضع: ورواه ابن عُيَينة عن عمرو بن يحيَى، فأخطأ فيه في موضعين:
أحدهما: أنَّهُ قالَ فيه: عن عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه، [وهذا خطأ، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم.
ثم قال: وأما عبد الله بن زيد بن عبد ربه] (1)، فهو الذي أُرِي الأذان في النومِ، وليس هو الذي يروي عنه يحيىَ بن عمارة هذا الحديث في الوضوءِ وغيره، وعبد الله بن زيد بن عاصم هو عمُّ عباد بن تميم، وهو أكثرُ روايةً عن النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وقد كان أحمد [ابن](2) زهير يزعم أن إسماعيل بن إسحاق وَهِمَ فيهما فجعلهما واحدًا، فيما حكَى قاسم بن أصبغ عنه، والغلطُ لا يسلم منه أحدٌ، وإذا كان ابن عُيَينة مع جلالته يغلط في ذلك، فإسماعيل بن إسحاق أين يقع من ابن عُيَينة؟ إلا أن المتأخرين أوسعُ علمًا وأقلُّ عذرًا!
وأما الموضع الثاني الذي وَهِمَ ابن عُيَينة فيه في هذا الحديث: فإنه ذكر فيه: مسحَ الرأس (3) مرتين، ولم يذكرْ فيه أحدٌ: مرتين، غيرُ ابن عُيَينة، وأظنه - والله أعلم - تأوَّلَ الحديث، قوله فيه: فمسح رأسَهُ بيديه؛ أقبلَ بهما وأدبرَ، وما ذكرناه عن ابن عُيَينة فمن
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
"ت": "فإنه ذكر مسح الرأس فيه".
رواية (1) مُسَدَّد، ومحمد بن منصور، وأبي بكر بن أبي شيبة، كلهم ذكر فيه عن ابن عُيَينة ما حكيناه عنه.
أما الحميدي فإنه متردّدٌ في ذلك فلم يذكرْه، أو (2) حفظَ عن ابن عيينةَ أنَّهُ رجعَ عنه، فذكرَ فيه عن ابن عُيَينة: ومسحَ رأسَهُ وغسلَ رجليه؛ فلم يصفِ المسحَ، ولا قالَ: مرتين، وقال في الإسنادِ: عن عبد الله بن زيد؛ لمْ يزدْ، لمْ يقلْ: ابن عاصم، ولا ابن عبد ربه، فتخلَّص؛ هذا مَا ذَكرَهُ أبو عمر في ترجمته (3).
ونسبةُ (4)[الوهمِ فيه](5) إلَى ابن عُيَينة قد ذكرها البخاريُّ في "التاريخِ الأوسط" فقال: ثنا علي قالَ: عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري من بلحارث من الخزرجِ صاحب الأذان، وهو [المدني](6)، روَى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل، والآخرُ عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، قتل يوم الحرة، روَى عنه عبَّادُ بن تميم بن أخته، ويحيَى بن عمارة، وقال ابن عُيَينة: هذا صاحب الأذان، ولم يصنعْ شيئًا (7).
(1) في الأصل "ممن رواه"، والمثبت من "ت".
(2)
"ت": "و".
(3)
"ت": "فتخلص هذا ما ذكر أبو عمر في ترجمة"، ثم ترك بياضًا، وجاء في الهامش:"بياض" وانظر: "التمهيد" لابن عبد البر (20/ 115 - 116).
(4)
"ت": "ونسب"، وكتب فوق "ونسب":"كذا".
(5)
زيادة من "ت".
(6)
زيادة من "ت".
(7)
انظر: "التاريخ الأوسط" للبخاري (1/ 139). وقد قال في "صحيحه" =
وأما عمرو بنُ يحيَى: فهو عمرو بن يحيَى بن عمارة بن أبي حسن، الأنصاري، [المازني، مدني، تابعي.
روَى عن أبيه، وعباد بن تميم، ومحمد بن يحيَى، وعباس بن سهل، وغيرهم.
روَى عنه يحيَى الأنصاري] (1)، وأيوب، ويحيَى بن أبي كثير، وابن جُريج، ومالك، والثوري، وشعبة، وابن عُيَينة، وغيرهم.
قال أبو حاتم: هو ثقة.
وقد روَى له البخاري ومسلم (2).
[وأبوه يحيَى بن عمارة بن أبي حسن: مدنيٌّ، سمع أبا سعيد الخدري، وعبد الله بن زيد.
روَى عنه ابنه عمرو، والزُّهريّ، وعمارة بن عمير، ومحمد بن يحيَى بن حبان.
وروَى له البخاري ومسلم] (3).
= (1/ 343): كان ابن عيينة يقول: هو صاحب الأذان، ولكنه وهم؛ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار.
(1)
زيادة من "ت".
(2)
* مصادر الترجمة:
"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 382)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 269)، "الثقات" لابن حبان (7/ 215)، "تهذيب الكمال" للمزي (22/ 295)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (8/ 104).
(3)
سقط من "ت".
قالَ بعضهم: وهو ثقة باتِّفاقهم (1).
وجدُّه (2) صحابيٌّ، شهد (3) العقبة وبدرًا، واسمه تميم بن عبد عمرو، وقيل: اسمُهُ كنيتُهُ (4).
وأما وُهَيبُ (5): فهو ابنُ خالد بن (6) عجلان، أبو بكر البَصْري، أحدُ الأكابر من أئمة الحديث، سمعَ أيوبَ، وعبيد الله بن عمر، وموسَى بن عقبة، وعبد الله بن طاوس، ومنصور بن صفية.
روَى عنه (7) موسَى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم الأزدي،
(1) * مصادر الترجمة:
"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 295)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 175)، "الثقات" لابن حبان (5/ 522)، "تهذيب الأسماء واللغات " للنووي (2/ 451)، "تهذيب الكمال" للمزي (31/ 474)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (11/ 227).
(2)
أي: جد عمرو بن يحيى.
(3)
في الأصل: "وشهد"، والمثبت من "ت".
(4)
* مصادر الترجمة:
"الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 1141)، "أسد الغابة" لابن الأثير (4/ 130)، "تهذيب الكمال" للمزي (21/ 237)، "الإصابة في تمييز "الصحابة" (4/ 580)، "تهذيب التهذيب" كلاهما لابن حجر (7/ 362).
(5)
في الأصل: "وهب"، والمثبت من "ت".
(6)
زيادة من "ت".
(7)
أدخل الناسخ في النسخة الأصل "م" الكلام في حديث عمرو بن عنبسة، وهو السابع عشر هاهنا فذكر منه المسألة السابعة حتى الثامنة والثلاثين، وعليه اقتضى التنويه.
ومعلَّى بن أسد، وسهل بن بكَّار، وعبد الأعلَى بن حماد.
قالَ الكلَابَاذِيُّ: قالَ البخاريُّ: قال أحمدُ بن أبي رجاء الهَرَوي: مات سنة خصس وستين ومئة.
قال: قالَ أحمدُ بن حنبل: ماتَ وهو ابن ثمان وخمسين، وقال العلائي عن ابن حنبل نحوه.
قلت: وقد اتَّفقَ الشيخان علَى الإخراجِ لحديثه.
وقال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مَهدي يقول: أخبرني وُهَيبٌ، وكان من أبصرِ أصحابه بالرجالِ والحديث.
وعن ابن مهدي أيضًا أنَّهُ قال: كان وُهيبٌ أبصرَهم بالرجال.
وقال عمرو بن علي: سمعت يحيَى بن سعيد - يعني: القطان - ذكرَ وُهيبَ بن خالد فأحسن الثناء عليه.
وذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن معاوية بن صالح قال: قلت ليحيَى بن معين: من أثبت شيوخ البَصْريين؟ قال: وُهيب بن خالد، مع جماعة سمَّاهم.
وقال محمد بن إسماعيل الأندلسي: كان وُهيبٌ هذا من أئمة المحدثين بالبصرةِ، وكان بصيرًا بالرجالِ، قلَّما كان يروي عن ضعيف، ويقال: إنَّهُ لمْ [يكنْ](1) بعدَ شعبةَ أعلمُ بالرجالِ منه.
أخرج له البخاري ومسلم، وهو ثقة؛ قاله أبو داود الطيالسي، وابن معين، وابن صالح، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن
(1) زيادة من "ت".
النَّسوي، وغيرهم.
زاد النسوي في "مصنفه": حافظ.
وزاد أبو حاتم: ما أنقَى حديثَ وُهيب! لا تكاد تجده يحدثُ عن الضعفاء (1).
وأما خالد الواسطي: فهو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو الهيثم، ويقال: أبو محمد، قالَ بحشل مولَى النعمان بن مقرن: سمع أبا إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وعمرو بن يحيَى، وجماعة.
روَى عنه عمرو بن عون، ومسدَّد، وحفص بن عمرو، وإسحاق ابن شاهين، وغيرهم.
قال الكلَابَاذِيُّ: مات سنة تسع وسبعين، [قال:] (2) قاله البخاري عن أحمد غيرَ منسوب، قيل: وهو (3) ابن حنبل، [و](4) قالَ الغلابي عن ابن حنبل مثله، وقال عمرو بن علي مثله، وقال أبو عيسَى مثله.
(1) * مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 287)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 34)، "الثقات" لابن حبان (7/ 560)، "رجال صحيح البخاري" للكلاباذي (2/ 765)، "التعديل والتجريح" للباجي (3/ 1197)، "تهذيب الكمال" للمزي (31/ 164)، "تذكرة الحفاظ" للذهبي (1/ 235)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (11/ 149).
(2)
زيادة من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
"ت": "وتسعين".
وقال ابن سعد: توفي سنة ثنتين وثمانين ومئة.
وقال بحشل: حدثني وهب بن بقية قال: ولد خالد سنة سبع ومئة، ومات في جُمادَى الأولَى سنة تسع وسبعين (1) ومئة، انتهَى.
وقد أخرج روايةَ خالدٍ الجماعةُ كلُّهم.
وقال أحمد بن حنبل: كان ثقةً صالحًا في نفسه، بلغني أنَّهُ اشترَى نفسَهُ من اللهِ ثلاث مرات.
وقال: خالد أحبُّ إلينا من هشام.
وقال أبو زرعة فيه: ثقة.
وقال أبو حاتم: ثقة، صحيحُ الحديث.
وفي رواية الأخرَى عن أبي داود السِّجستاني، قالَ إسحاق الأزرق (2): ما أدركتُ أفضلَ من خالد [الطحان](3)، قيل: قد رأيت سفيان؟ قالَ: سفيانُ رجلُ نفسه، وكان خالدٌ رجلَ عامَّةٍ (4)(5).
(1) سقط من "ت".
(2)
"ت": "للأزرق".
(3)
سقط من "ت".
(4)
جاء على هامش "ت": "بياض نحو سطرين من الأصل".
(5)
* مصادر الترجمة:
"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 160)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 340)، "الثقات" لابن حبان (6/ 267)، "تاريخ بغداد" للخطيب (8/ 294)، "تهذيب الكمال" للمزي (8/ 99)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (8/ 277)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (3/ 87).
وأما سليمان بن بلال: فهو أبو أيوب، وقيل: أبو محمد، القُرَشي، التيمي، مولاهم، [المدني](1)، [يقال: هو مولَى] (2) القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، [وقيل: مولَى عبد الله بن أبي عتيق بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق] (3)، يقال: إنَّهُ كان بربريَّ الأصل، وكان علَى سوق المدينة، وكان يفتي بها، وكان جميلاً حسنَ الهيئة.
روَى عن [أبي](4) أُسامة زيدِ بن أسلم، وأبي عبد الرحمن عبد الله ابن دينار العَدَوِيين، وأبي المنذر هشامِ بن عروة بن الزبير الأسدي، وأبي سعيد يحيَى بن سعيد بن قيس الأنصاري، وأبي عثمان ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم، وأبي عبد الله شريك بن عبد الله بن أبي نُمير الليثي، وغيرهم.
روَى عنه [أبو محمد عبد الله بن المبارك المروزي، وأبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني](5)، [وأبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري](6)، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي، وأبو بكر عبدُ الحميد، وأبو عبد الله إسماعيلُ ابنا أبي أويس الأصبحي، وغيرهم.
يقال: إنَّهُ مات سنة ثنتين وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين ومئة.
(1) زيادة من "ت".
(2)
سقط من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
سقط من "ت".
(6)
زيادة من "ت".
قال الأَوْنبَي: أخرجَ له البخاريُّ ومسلمٌ، وهو ثقة؛ قاله أحمد، ويحيَى، وابن صالح، والنسوي، وغيرهم.
زاد أحمد: لا بأس به.
[و](1) قالَ ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: سليمان بن بلال أحبُّ إليَّ من هشام بن سعد.
وذكر عثمان الدَّارميُّ أنَّهُ سأل يحيَى بن معين قال (2): سليمان بن بلال أحبُّ إليك أو الدَّرَاوَرْدِي؟ فقال: سليمان، وكلاهما ثقة.
وقال أبو عبد الله محمد بن يحيَى الذهلي: سليمانُ عندنا أحفظُ من الدَّرَاوَرْدِي، انتهَى (3)(4).
وأما واسعُ بن حَبَّان - بفتح الحاء، وتشديد ثاني الحروف -: ابن مُنقذ بن عمرو بن مالك، الأنصاري، المازني، المدني، فهو أخو يحيىَ بن حَبَّان.
(1) زيادة من "ت".
(2)
"ت": "قلت".
(3)
جاء على هامش "ت": بياض نحو سطرين من الأصل.
(4)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 420)، "التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 4)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/ 103)، "الثقات" لابن حبان (6/ 388)، "رجال البخاري" للكلاباذي (1/ 312)، "الأرشاد" للخليلي (1/ 296)، "رجال مسلم" لابن منجويه (1/ 266)، "تهذيب الكمال" للمزي (11/ 372)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (7/ 425)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (4/ 154).
روَى عن أبي عبد الرحمن العَدَوي، وأبي سعيد الخُدْري، وأبي عبد الله بن عبد الله السلمي، وعبد الله المازني، وغيرهم.
روَى عنه ابنه حَبَّانُ بن واسع، وابن أخيه محمدُ بن يحيَى بن حبان.
أخرج له الشيخان، ووثَّقَهُ ابن صالح، وأبو زرعة الرازي، قيل: وغيرهما (1)(2).
ومما يدخل في التعريفِ ما سيأتي في رواية مالك من جهة يحيى [من](3) قوله: مالكٌ عن عمرو بن يحيَى المازني، عن أبيه: أنَّهُ قالَ لعبد الله بن زيد بن عاصم، وهو جدُّ عمرو بن يحيَى.
[فوجدت عن القاضي الحافظ أبي بكر بن العربي قالَ: وهم، ونفسُهُ وقعَ في "الموطأ" عن عمرو بن يحيَى المازني، عن أبيه: أنَّهُ قالَ لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جدُّ عمرو بن يحيَى](4).
(1) جاء على هامش "ت": بياض نحو سطر من الأصل.
(2)
* مصادر الترجمة:
"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 190)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 48)، "الثقات" لابن حبان (5/ 498)، "رجال البخاري" للكلاباذي (2/ 763)، "رجال مسلم" لابن منجويه (2/ 311)، "تهذيب الكمال" للمزي (30/ 396)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (11/ 90).
(3)
سقط من "ت".
(4)
سقط من "ت". وقد جاء على هامش "ت": "هذا كلام القاضي أبي بكر ابن العربي بحروفه في كتاب "القبس"، وآخره: "وهو جد عمرو بن يحيى"، وانظر: "القبس" لابن العربي (1/ 118).
[قال: وهو](1) وهمٌ قبيحٌ من يحيَى بن يحيَى أو من غيره، وأعجبُ منه: أنَّهُ سُئِلَ عنه ابنُ وضَّاح، وكان من الأئمةِ في الحديثِ والفقه، فقال: هو جده لأمه.
ورحم الله من انتهَى إلَى [ما سمعَ، و](2) وقفَ دونَ ما لم يعلمْ، وكيف جاز هذا عن ابن وضَّاح؟!
والصواب في "المدونة" التي كان يُقرِئها ويرويها عن سُحنون، وهي بين يديه ينظر فيها كلَّ حين؛ قال: وصواب (3) الحديث: مالك عن عمرو بن يحيىَ عن أبيه: أن رجلًا قالَ لعبد الله بن زيد، وهذا الرجل هو عمارة بن أبي حسن المازني، [وهو جدّ عمرو بن يحيىَ المازني](4).
وظاهرُ ما في "الموطأ" في الروايةِ التي ذكرناها أنَّ يحيَى والد عمرو هو السائل لعبد الله بن زيد، و [أن](5) عبد الله بن زيد هو جدُّ عمرو بن يحيَى، وقد تبيَّنَ في رواية البخاري من رواية عبد بن يوسف عن مالك: أنَّ السائلَ لعبد الله بن زيد غيرُ يحيَى والد عمرو؛ فإنه قال: ثنا عبد الله بن يوسف قال: أنبأ مالك عن عمرو بن يحيَى المازني، عن أبيه: أن رجلًا قالَ لعبد الله بن زيد، وهو جد عمرو بن يحيَى، فهذا
(1) زيادة من "ت"، وجاء في الأصل بدلها "وهم ".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
"ت": " قال: وصواب".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
زيادة من "ت".
يقتضي ما ذكرناه: أنَّ السائلَ غيرُ يحيَى، ويمكن أنْ يعود قوله: وهو جدُّ عمرو بن يحيَى، علَى هذا الرجل المبهم في هذه الرواية، إلا أن جد عمرو بن يحيَى هو عمارة بن أبي حسن، فيقتضي هذا أنَّ جده عمارة هو السائل، وهذا هو الذي ذكره أبو بكر بن العربي، لكنْ وقع في رواية البخاري من حديث سليمان بن بلال: أنَّ السائلَ لعبد الله بن زيد هو عمُّ يحيَى والد عمرو، وليس بجده، فإنه قال: حدثنا خالد، عن سليمان، عن عمرو بن يحيَى، عن أبيه قال: كان عَمِّي يكثرُ الوضوءَ، فقال (1) لعبد الله: أخبرني
…
الحديث؛ هكذا في رواية سليمان، وكذلك في رواية وهيب، عن عمرو، عن أبيه قال: شهدت عمرو بن أبي حسن
…
الحديث.
فبمُقتضَى (2) هاتين الروايتين المتظافرتين يكون السائلُ عمَّ يحيىَ ابن عمارة، واسمُهُ عمرو بن أبي حسن، لا عَمارة، فإن عَمارة وعَمرًا هما ابنا أبي حسن علَى مُقتضَى مَا ذَكرَهُ محمد بن سعد؛ فإنه ذكر أنَّ أبا حسن اسمُهُ تميمُ بن عبد عمرو بن قيس، وأن أبا حسن هذا وَلَدَ عمارةَ، وعَمْرًا، وميمونةَ، وأنَّ عمارة ولدَ يحيَى، وأنْ يحيَى ولد عمرًا، الذي روَى عنه الثَّوريُّ، ومالك بن أنس، وغيرهما (3).
فبمُقتضَى الروايتين اللتين عندَ البخاري - أعني: رواية سليمان بن
(1) في الأصل: "قال"، والمثبت من "ت".
(2)
"ت": "فمقتضى".
(3)
"ت": "وغيرهم".