الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التساوي، ويمكن ذلك إذا لمْ يقصد الردَّ علَى هذا القائل، بل النظرَ في الحكمِ من حيثُ هو هو.
الثالثة:
هذا الحديثُ من رواية علي رضي الله عنه يؤكِّدُ ما تقدم في رواية عثمان رضي الله عنه من المسحِ مرة، مع زيادة التصريحِ بالوحدةِ، وذلك يقتضي إيراده معه؛ تأكيدًا للظاهر بالتصريح.
وقد ورد في حديث علي رضي الله عنه من رواية أبي حيَّةَ قال: رأيت عليًا توضَّأَ؛ ذكره أبو داود وقال: فذكر وضوءه كلَّه ثلاثًا، وقال: ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلَى الكعبينِ، ثم قال: إنما أحببت أن أُريَكم طُهُور رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وهذا في ظهور الوحدة كحديث عثمان رضي الله عنه، وفيه زيادةٌ علَى ما في حديث عثمان رضي الله عنه وروايةِ ابن أبي ليلَى عن علي رضي الله عنه؛ وهو ما يستفاد من قوله: طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يُشعرُ به من كونه عادتَهُ؛ مُداومةً، أو كثرة، بخلاف ما تقدم من قوله: رأيت، أو توضأ، فإنه لا إشعارَ فيه (2) بذلك.
ومثلُ هذا ما عندَ أبي داود من رواية المنهال بن عمرو، عن زِر ابن حُبَيش: أنَّهُ سمع عليًا - وسئل عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال، فذكر الحديث؛ قال: مسح علَى رأسه حتَّى الماء يقطر، وغسل رجليه ثلاثًا
(1) رواه أبو داود (116)، كتاب: الطهارة، باب: صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي (96)، كتاب: الطهارة، باب: عدد غسل اليدين.
(2)
في الأصل: "منه"، والمثبت من "ت".