الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه رَوْح بن عُبادة، عن مالك بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أنْ أشقَّ على أُمَّتي لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ معَ كُلِّ وُضُوءً". رواه ابن خزيمةَ في "صحيحه"(1).
* * *
الكلام عليه من وجوه:
*
الوجه الأول: في التعريف بمن ذكر فيه:
أما ابن شهاب: فهو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهرة بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزُّهري، مدني سكن الشام، أحد أكابر العلماء، وأئمة المحدثين، وجَمَعَة العلم.
سمع أنسَ بن مالك، وبلال بن سعد، وأبا الطُّفيل عامر بن وَاثِلة،
(1) * تخريج الحديث:
رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(140)، والإمام أحمد في "المسند"(2/ 460)، و (2/ 517)، وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 363)، وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 199)، والبيهقي في "بيان من أخطأ على الشافعي" (ص: 111)، من طريق روح بن عبادة، عن مالك، به.
ورواه النسائي في "السنن الكبرى"(3043)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 43)، وابن الجارود في "المنتقى"(63)، وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 197)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2769)، وفي "بيان من أخطأ على الشافعي" (ص: 111)، من طريق بشر بن عمر، عن مالك، به.
والسائب بن يزيد، وسُنَيْنًا أبا جَميلة، وعبد الرحمن بن [أزهر](1)، وربيعة بن عباد الدّيلي، ومحمود بن الربيع، ورجلًا من بُلَيٍّ له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسمع عبد (2) الله ابن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر، وأبا أمامة بن سهل ابن حُنيف، وسعيد بن المسيِّب، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وأخاه حميدًا، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وغيرَهم، وهو واسعُ العلم، منتشرُ الرواية.
روى عنه الأكابر والناس: عمرُ بن عبد العزيز، وعطاءُ بن أبي رباح، وعِراك بن مالك، وعمرو بن دينار، وزيد بن أَسْلَم، ويحيى [ابن](3) سعيد، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وأبو جعفر محمدُ ابن علي بن الحسين، ومالك، وأيوب، وسفيان، ومنصور، وخلقٌ كثير غيرُهم.
روى الترمذي: ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي [قال](4): ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت أنصَّ للحديث من الزُّهري، وما رأيت أحدًا الدينارُ والدرهمُ أهونُ عنده (5) منه، إن
(1) غير واضحة في الأصل، والمثبت من "ت".
(2)
في الأصل: "عن عبد"، والمثبت من "ت".
(3)
سقط من "ت".
(4)
سقط من "ت".
(5)
في المطبوع من "سنن الترمذي": "عليه" بدل "عنده".
كانت الدراهمُ والدنانيرُ (1) عنده بمنزلة البَعر (2).
وروى دُعْلُج بن أحمد: ثنا أحمد بن إبراهيم بن مِلْحان: ثنا يحيى ابن بُكَير (3): حدثني الليث، عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لِعراك بن مالك: مَنْ أفقهُ أهلِ المدينة؟ قال: أما (4) أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضايا أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأثبتُهم فقهًا، وأعلمهم بما مضى من [أمر](5) الناس؛ فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثًا فعروةُ بن الزبير، ولا تشاء أن تفجِّر (6) من عبيد الله بن عبد الله بحرًا إلا فجرته، قال عِراك: وأعلمهم [جميعًا](7) عندي محمد بن شهاب؛ لأنه جمع علمَهم إلى علمه (8).
وذكر القاضي أبو بكر محمد بن خلَّاد الرَّامَهُرْمُزِيُّ، عن إسحاق ابن أبي حسان الأَنْماطي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن سعيد: أن
(1) في الأصل: "الدينار"، والمثبت من "ت".
(2)
رواه الترمذي في "سننه"(2/ 401)، وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 111)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 336).
(3)
في الأصل: "كثير"، والتصويب من "ت".
(4)
"ت": "ما".
(5)
سقط من "ت".
(6)
في الأصل: "يشاء، يفجر"، والتصويب من "ت".
(7)
زيادة من "ت".
(8)
ورواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1/ 347)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 361).
هشام بن عبد الملك سأل الزُّهريَّ أن يمليَ على بعض ولده شيئًا من الحديث، فدعا بكاتبه (1)، وأملى عليه أربع مئة حديث، فخرج الزُّهري من عند هشام، فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث؟ فحدثهم (2) بتلك الأربع مئة، ثم لقي هشامًا بعد شهر أو نحوه، فقال للزهري: إن ذلك الكتاب قد ضاع، فقال: لا عليك، فدعا بكاتب، فأملاها عليه، ثم قابل هشام بالكتاب الأول فما غادر حرفًا (3).
وروى ابنُ خلَّاد أيضًا عن سعد بن إبراهيم: أنه قال في الزُّهري: كان يأتي المجالسَ مِنْ (4) صدورها، ولا يأتيها من خلفها، ولا يُبْقي في المجالس شابًّا إلا ساءله، ولا كهلًا إلا ساءله، ولا فتًى إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار، فلا يُبْقي فيها شابًا إلا ساءله، ولا كهلًا إلا ساءله، ولا فتى إلا ساءله، ولا عجوزًا إلا ساءلها، حتى يجادلَ ربَّات الحِجَال (5).
وروى ابن سعد، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: ما أرى أحدًا جمعَ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع ابنُ شهاب (6).
(1) في الأصل: "بكتابه"، والمثبت من "ت".
(2)
في الأصل: "فحدثتهم"، والمثبت من "ت".
(3)
رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص: 397).
(4)
في "م"و "ت": "في".
(5)
رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص: 360 - 361).
(6)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(ص: 167 - من القسم المتمم)، =
وروى أبو نُعيم من حديث أبي صالح، عن الليث قال: ما رأيت عالما قطُّ أجمعَ من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه، ولو سمعتَ ابن شهاب يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه نوعاً جامعا (1).
وروى أيضاً من حديث سعيد بن أبي مريم: أنبأ الليث قال: قلت لابن شهاب: يا أبا بكر! لو وضعتَ للناس هذه الكتبَ ودوَّنتها فتفرَّغْتَ، فقال: ما نشر أحدٌ من الناس هذا العلمَ نشري، ولا بذله بذلي، قد كان عبد الله بن عمر يُجالَس، ولا يَجترِئ عليه أحدٌ يسأله عن حديث، حتى يأتيَه إنسانٌ فيسألَه، فيهيّجه ذلك على الحديث، أو يبتدئ هو الحديث، وكنا نجالس سعيد بن المسيب لا نسأله عن حديث، حتى يأتيَ إنسان فيسألَه، فيهيِّجه ذلك فيحدث بالحديث، أو يبتدئ هو من عند نفسه، فيحدث به (2).
قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: ليس فيهم أجودُ مسنداً من الزُّهري، كان عنده ألف حديث مسندة.
وقال البخاري، عن علي بن المديني: له نحو ألفي حديث.
وقال ابن مَنْجَويه: رأى عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من
= ومن طريقه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 343).
(1)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 361)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 341).
(2)
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 361).
أحفظ أهل زمانه، وأحسنهم سياقاً لمتون الحديث، وكان فقيهاً فاضلاً، مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلةً خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومئة في ناحية الشام.
قال الواقدي: وهو ابن اثنتين (1) وسبعين سنة، وأوصى أن يُدفن على قارعة الطريق بضَيْعة يقال لها: شَغْبَ وَبَدَا (2).
قلت: وشَغْب: بفتح الشين المعجمة، وسكون الغين المعجمة أيضاً، وبَدَا: بفتح الباء الموحدة، وبعدها دال مهملة (3).
وأما حميد بن عبد الرحمن: فاسْمٌ مشترك بين جماعة سبعة، والذي له الحديث منهم هو [حميد بن](4) عبد الرحمن بن عوف، والده أحدُ العشرة رضوان الله عليهم أجمعين.
(1) في الأصل: "اثنين"، والتصويب من "ت".
(2)
وتكتب أيضاً: "شَغْبَدا" بالاتصال.
(3)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (ص: 157 - القسم المتتم"، "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 225)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 71)، "الثقات" لابن حبان (5/ 349)، "حلية الأولياء" لأبي نعيم (3/ 360)، "رجال مسلم" لابن منجويه (2/ 205)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (55/ 307)، "صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 77)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 105)، "تهذيب الكمال" للمزي (26/ 419)، "سير أعلام النبلاء"(5/ 326)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (1/ 108)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (9/ 395).
(4)
زيادة من "ت".
كنيته أبو عثمان، ويقال: أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الرحمن.
قرشيٌّ، زهري، مدني، أمه أمُّ كُلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط.
سمع أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري، ومعاوية بن أبي سفيان، وأمَّه أمَّ كلثوم، وقد روى عن عثمان، وقيل: سمع من أبيه، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل.
روى عنه ابنُهُ عبد الرحمن، وابن شهاب الزُّهري، وصفوان بن سليم.
أحدُ الثقات المتَّفق على تخريج (1) حديثهم، وفي طبقته: حميد بن عبد الرحمن الحميري، بصري، سمعَ أبا هريرة أيضاً، وعبد الله بن عباس، روى عنه محمد بن سيرين، وأبو التَّيَّاح يزيد بن حميد، وداود بن عبد الله الأودي، ومحمد بن المنتشر، وهو من الثقات، وهو المذكور في الحديث الأول من كتاب مسلم في الإيمان، عن يحيى بن يعمر (2).
قال أبو زرعة في حميد بن عبد الرحمن: ثقة.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خِراش، وأحمد بن عبد الله: ثقة.
قلت: وحسبك باتفاق الشيخين وبقية الجماعة على روايته.
وقال ابن سعد: روى مالك، عن الزُّهري، عن حميد بن عبد الرحمن: أنَّ عمر وعثمان كانا يصليان المغرب في رمضان، ثم يفطران؛ ولم يقلْ: رأيتُ.
(1)"ت": "إخراج".
(2)
حديث رقم (8) من "صحيح مسلم".
ورواه يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهري، عن حميد قال: رأيتُ عمر وعثمان يصليان.
قال محمد بن عمر: وأشبههما عندنا حديث مالك، وأنَّ حميداً لم يرَ عمرَ رضي الله عنه، ولم يسمع منه شيئاً، وسِنُّه وموته يدلان (1) على ذلك، ولعله قد سمع من عثمان؛ لأنه كان خاله، وكان يدخل عليه - كما يدخل ولده - صغيراً وكبيراً (2).
وكان ثقةً، كثيرَ الحديث، توفي بالمدينة سنة خمس وتسعين، وهو ابن ثلاث وسبعين.
قال ابن سعد: وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس ومئة، وهذا غلط (3)(4).
(1) في الأصل: "يدل"، والمثبت من "ت".
(2)
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 154).
(3)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 153)، "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 345)، "الطبقات" لخليفة بن خياط (ص: 242)، "معرفة الثقات" للعجلي (1/ 323)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 225)، "الثقات " لابن حبان (4/ 146)، "تهذيب الكمال" للمزي (7/ 378)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (3/ 40).
(4)
قلت: لم يترجم المؤلف رحمه الله لروح بن عبادة، وقد جاء في النسخة "ت":"ترجمة روح بن عبادة" كذا، كالتنبيه على سقوط ترجمته عند المؤلف.
قلت: وروح بن عبادة هو: ابن العلاء بن حسان أبو محمد القيسي البصري ثقة حافظ، فاضل، صنف الكتب في السنن والأحكام، وجمع تفسيراً، =