الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ويقال: بعير عَنود، [ولا يقال: عنيد (1)] (2)، وأما العنيد فجمع عاند، وجمع العَنُود: عَنَدَة، [وجمع العنيد: عُنُد] (3).
وقال بعضهم: العُنُود: هو العدول عن الطريق، لكن خُصَّ العنود بالعادل عن الطريق في الحكم، وعَنَدَ عن الطريق: عَدَل عنه.
وقيل: عاندَ: لازَم، وعاند: فارق، وكلاهما مِنْ: عَنَدَ، لكن باعتبارين مختلفين؛ [كقولهم:(البَين) في الوصل والهجر باعتبارين مختلفين] (4)(5).
قلت: قوله: وتارة للاعتقاد؛ نحو: عندي كذا، ينبغي أن يُبدل لفظة الاعتقاد بالعلم، أو يَجمع بينهما معاً؛ لأن ذلك يُستعمل بالنسبة إلى علم الله تعالى، ولا يقال له: اعتقاد.
الحادية والعشرون:
الفرح: انبساطُ النفس وسرورها بما يَرِد عليها من الملائم، والفرحة: الواحدة منه.
وقد تطلق الفرحة على سببها، يقال: لك عندي فرحة؛ أي: بشرى؛ [لأن البشرى](6) سببُ الفرحة.
(1) في الأصل: "عنيدة"، والصواب ما أثبت.
(2)
سقط من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: 590).
(6)
زيادة من "ت".
والرجل فَرحان، ومِفْراح، ويقال: أفرحه كذا؛ بمعنى: سرَّه، وأفرحه؛ بمعنى: غمَّه، والهمزة للسَّلْب. وأنشد [من البسيط]:
ولما تَوَلَّى الجَيْشُ قُلْتُ ولمْ أكنْ
…
لأُفْرِحَهُ: أَبْشِرْ بغزوٍ (1) ومَغْنمِ (2)
ولو أراد السرور لكان قد أفرحه، ولم يصح قوله: ولم أكن لأفرحه، ومنه يقال: المرء دائر بين مُفْرِحين، قاعدٌ بين سلامة وحَيْن (3).
وقال أبو محمد بن قُتيبة: [الفرح](4): المسرَّة، قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا كنُتُمْ فِى الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا} [يونس: 22]؛ أي: سُرُّوا.
والفرح: الرضا؛ لأنه عن المسرَّة يكون، قال الله تعالى:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32؛] أي: راضون، [و] (5) قال:{فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [غافر: 83]؛ أي: رضوا.
والفرح: الأَشَرُ (6)؛ لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله عز وجل:{إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]، [وقال:{إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]،
(1) في الأصل: "بعز"، والمثبت من "ت".
(2)
البيت لابن الأعرابي، كما نسبه إليه الزمخشري في "أساس البلاغة" (ص: 468). وعنه نقل المؤلف رحمه الله هنا.
(3)
في الأصل: "خير"، والمثبت من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
زيادة من "ت".
(6)
"ت": "البطر".