الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: يجوز عندي في قوله تعالى: {بَعْدَ أُمَّةٍ} أن يرجعَ على المدة المتراخية من الزمان تشبيهاً لأجزاء (1) المدة بآحاد المدة.
وإذا أضيف (2) الأمة إلى الرسول، أريد بها من هو على دينه وطريقته؛ كما في هذا الحديث:"على أمَّتِي"، وإذا لم يُضفْ احتمل أن يراد به أهل الزمن؛ كقوله عليه السلام:"لا يسمع بي أحدٌ منْ هذهِ الأمةِ؛ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمَّ لم يؤمنْ بي، وبما جئتُ به، إلا كانَ من أهلِ النار"(3)؛ أو (4) كما قال.
الرابعة:
الأمر يُطلق ويُراد به الصيغة المخصوصة، ويطلق ويراد به الفعل والشأن، فقيل: مشترك، وقيل: كالمشترك، وقيل: هو حقيقة في القول المخصوص، وهو الأقرب؛ لسبقه إلى الفهم عند الإطلاق (5).
وقال الراغب: لفظ (الأمر) عامٌّ في الأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك يرجع قوله تعالى:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123]، وقال
= وإسناده حسن، وانظر:"مجمع الزوائد"(9/ 416).
وانظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: 86 - 87).
(1)
في الأصل: "لآخر"، والمثبت من "ت".
(2)
في الأصل و "ت": "وآحاد صنف"، ولعل الصواب ما أثبت.
(3)
رواه مسلم (153)، كتاب: الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس، ونسخ الملل بملته، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
في الأصل: "و"، والمثبت من "ت".
(5)
انظر: "مختصر ابن الحاجب مع شرحه للأصبهاني"(2/ 7).