الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الخامس
وعن حذيفةَ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ (1) يَشُوصُ فَاهُ بالسِّواكِ. أخرجوه إلا التِّرمِذِيِّ (2).
ويَشُوصُ؛ بمعنى: يدلك، وقيل: يغسل، وقيل: يُنقي.
الكلام عليه من وجوه:
*
الوجه الأول: في التعريف:
فنقول: أبو عبد الله حذيفة بن اليمان (3)، واسمه الحُسَيل - بضم
(1) في الأصل: "بالليل"، والمثبت من "ت"، والنسخة الخطية لكتاب "الإلمام" بخطِّ ابن عبد الهادي (ق 4 / ب)، وكذا مطبوعة "الإلمام"(1/ 59).
(2)
* تخريج الحديث:
رواه البُخاريّ (242)، كتاب: الوضوء، باب: السواك، و (849)، كتاب: الجمعة، باب: السواك يوم الجمعة، و (1085)، كتاب: التهجد، باب: طول القيام في صلاة الليل، ومسلم (255/ 46 - 47)، كتاب: الطهارة، باب: السواك، وأبو داود (55) كتاب: الطهارة، باب السواك لمن قام من الليل، والنَّسائيُّ (2)، كتاب: الطهارة، باب: السواك إذا قام من الليل، و (1621 - 1622) كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: ما يفعل إذا قام من الليل من السواك، وابن ماجه (286)، كتاب الطهارة، باب: السواك، كلهم من حديث أبي وائل، عن حذيفة، به.
(3)
قلت: قد تقدمت ترجمة الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما في =
الحاء، وفتح السين المهملتين، وسكون آخر الحروف، وآخره لام، تصغير حِسْل، [بكسر الحاء، وسكون السين، وهو اسم منقول، ويقال في ابنه اليمان أيضاً: حِسْل](1) على التكبير دون التصغير - ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جُروة بن الحارث بن مازن بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عَيلان بن مضر، يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مضر.
وكان حليفَ بني عبد الأشهل، شهدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وأبوه أُحداً، وقُتل [أبوه](2) يومئذٍ، قتله المسلمون قَتْلَ خطأ.
وقيل: أرادا أن يشهدا بدراً، فاستحلفهما (3) المشركون أن لا يشهدا مع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فحلفا لهم، ثم سألا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"نَفِي لهُمْ بعهدِهِمْ، ونسَتعينُ اللهَ عليهم (4) "(5).
وقيل: جروة هو اليمان، ومن ولده حذيفة، وإنَّما قيل: ابن اليمان؛ لأنَّ جروة أصاب دمًا في قومه، فهرب إلى المدينة، فحالف بني
= الحديث الثَّاني من باب الآنية. وقد زاد المؤلف رحمه الله هنا بعض الأشياء عن ترجمته السابقة.
(1)
سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
في الأصل: "فاستحلفهم"، والمثبت من "ت".
(4)
"ت": "بالله تعالى".
(5)
رواه مسلم (1787)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الوفاء بالعهد، من حديث حذيفة رضي الله عنهما.
عبد الأشهل، فسماه قومُه: اليمان؛ لأنَّه حالف اليمانية.
وذكر بعضُهم: أن اليمان والد حذيفة، وجروة أيضًا؛ هذا معنى قوله.
روى عنه غيرُ واحد من الصحابة، [و](1) ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه المدائنَ، فنزلها، ومات بها سنة ست وثلاثين بعد قتلِ عثمان بن عفَّان رضي الله عنهما بأربعين ليلة فيما قيل، وقد اتفق الأئمةُ على إخراج [حديثه و](2) روايته.
قال أبو عمر: كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بعثه (3) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينظر (4) إلى قريش، فجاءه بخبر رحيلهم.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر ينظر إليه عند موت من ماتَ منهم؛ فإن لم يشهد جنازته حذيفةُ لم يشهدها عمر رضي الله عنه.
وكان حذيفة يقول: خيَّرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة أو النُّصرة، فاخترت النصرة (5).
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
"ت": "بعث".
(4)
"ت": "فنظر".
(5)
تقدم تخريجه.
وهو حليف الأنصار لبني عبد الأشهل، وشهدَ حذيفةُ نهاوند، فلما قُتِلَ النعمانُ بن مُقَرّن أخذ الراية، وكان فَتْحُ همذانَ والريِّ والدِّيْنَوَرِ على يدي حذيفة، وكانت فتوحه كلُّها [سنة](1) اثنتين وعشرين.
ومات حذيفة رضي الله عنه سنة ست وثلاثين، بعد قتل عثمان في أول خلافة عليّ رضي الله عنهما، وقيل: توفي في سنة خمس وثلاثين، والأول أصحُّ، وكان موته بعد أن أتى نعيُ عثمان إلى الكوفة، ولم يُدرِك الجمل.
وقُتِلَ صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصِفِّين، وكانا قد بايعا [علياً](2) رضي الله عنه بوصيَّةِ أبيهما بذلك لهما.
وسئل حذيفة: أيُّ الفتن أشدّ؟ [قال](3): أن يُعرض عليك الخير والشرُّ، فلا تدري أيَّهما تركب (4)(5).
وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتَّى يسودَ كلَّ قبيلة منافقوها (6). انتهى.
(1) زيادة من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
في الأصل: "تركت"، والمثبت من "ت" والمطبوع من "الاستيعاب"(1/ 335).
(5)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(37569)، وعنده:"أيهما تتبع".
(6)
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (1/ 335).
وقد جاء مرفوعاً من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، كما رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء"(2/ 353)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9771)، وإسناده ضعيف جداً.