الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما اختلفوا إذا كانت مكسورة؛ كإشاح في وشاح؛ هل يُوقَفُ فيه على السماع، أو يكون قياساً؟
والمنقول عن الخِرَقي: أنه ذهب إلى الوقوف على ما سمع.
وأنَّ أكثر النحويين ذهبوا إلى القياس؛ لأنه كثير، ومثلُ (أناة) واحد أسماء (1).
وقد استُضعف هذا الإبدال؛ لأن الهمزة لا تجتمع مع الواو، ألا ترى أن هذه من حروف طرف الفم، والهمزة من أقصى الحلق.
واعتُذرَ: أنهم (2)[قد](3) أبدلوا الواو من الهمزة كثيراً، فلذلك (4) أبدلوا الهمزة من الواو، قال بعضهم: وعلته (5) - والله أعلم - أنهما وإن بَعُدا في المخرج، فقد تقاربا في الصفة (6).
الثالثة:
قال ابن سيده في "المحكم": والمَرْءُ: الإنسان، تقول: هذا مَرْءٌ، وكذلك (7) في النصب والخفض بفتح الميم، هذا (8) هو القياس، ومنهم من يضم الميم في الرفع، ويفتحها في النصب،
(1) أي: كلمة (اسم)؛ لأنها من مادة (وس م).
(2)
"ت": "بأنهم".
(3)
سقط من "ت".
(4)
في الأصل: "وكذلك"، والمثبت من "ت".
(5)
في الأصل: "وعليه"، والتصويب من "ت".
(6)
وانظر: "المقتضب" للمبرد (1/ 94).
(7)
في الأصل: "كذلك"، والمثبت من "ت".
(8)
في الأصل: "لهذا"، والمثبت من "ت".
ويكسر [ها](1) في الخفض؛ يتبعها الهمزة (2) على حدِّ ما يتبعون الراء إياها إذا أدخلوا ألف الوصل، فقالوا (3): امرُؤٌ، وقول أبي خراش [من الطويل]:
جَمَعْتَ أُمُوراً يُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها
…
من الحِلمِ والمعروفِ والحَسَبِ الضَّخمِ
هكذا رواه السُّكري بكسر الميم، وزعم أن ذلك لغةُ هذيل.
ولا يكسَّر هذا الاسم، ولا يُجمع جمعَ السلامة، لا يقال: أمراء، ولا: أَمرُؤ، ولا: مَرؤون، ولا: أمارِئ.
وأنَّثوا فقالوا: مَرْأَة، وخفَّفوا التخفيفَ القياسي، فقالوا: مَرَة، وهذا مطرد.
قال سيبويه: وقد قالوا: مَرَاة، وذلك قليل، ونظيره (4): كماة.
قال الفارسي: وليس بمطرد، كأنهم توهموا حركة الهمزة على الراء، فبقي مَرَأْة، ثم خُفِّف على هذا اللفظ.
وألحقوا ألف الوصل في المؤنث أيضاً فقالوا: امرأة، فإذا عرَّفوا قالوا: المَرْأة وقد حكى أبو علي: الامْرَأَة.
وحكى ابن الأعرابي: أنه يقال للمرأة: إنها لامرُؤ (5) صدقٍ،
(1) زيادة من "ت".
(2)
"ت": "الهمز".
(3)
في الأصل: "فقال"، والمثبت من "ت".
(4)
"ت": "كقولهم".
(5)
في الأصل: "لامرأة"، والتصويب من "ت".