الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمله فيه على الفعل، وما يحتمل الأمرين، وذكرنا أنه إذا فسر يشوص بـ: يدلك؛ أنه يُحمل على الآلة ظاهرًا، فإذا كان كذلك دلَّ على استحباب السواك بالآلة، [وأنه سنة.
والفقهاء اختلفوا في الاستياك بالإصبع على ثلاثة أوجه، يُفرَّقُ في الثالثة بين العجز على الآلة والقدرة عليها؛ هذا معنى ما نُقل (1). وهو اختلاف في الاكتفاء به (2)، من غير نزاع في أن الأصل الاستياكُ بالآلة] (3).
الثامنة:
فإذا دل على أنَّ السنة الاستياكُ بالآلة، فالأقرب حملُه على المعتاد في ذلك، والمشهور فيه عُود الأراك.
وقول من قال من الفقهاء الشَّافعية: فإن تعذَّر الأراكُ عليه استاك بعراجين النخل، فإن تعذر استاك بما وجد (4).
(1) مذهب الشَّافعية والحنابلة: عدم الإجزاء بالإصبع، ومذهب الحنفية والمالكية: الإجزاء.
قال ابن قدامة: والصحيح أنه يصيب السنة بقدر ما يحصل من الإنقاء.
قال: ولا يترك القليل من السنة للعجز عن كثيرها.
انظر: "المغني" لابن قدامة (1/ 70)، و"الوسيط" للغزالي (1/ 277)، و"فتح العزيز" للرافعي (1/ 370 - 371)، و"تحفة الفقهاء" للسمرقندي (1/ 13)، و"مواهب الجليل" للحطاب (1/ 266).
(2)
أي: بالإصبع.
(3)
سقط من "ت".
(4)
انظر: "الحاوي" للماوردي (1/ 86).
[و](1) يظهر أنه اكتفى بما ذكر بطريق النظر إلى المعنى، ويمكن أن يقال: إذا كان الأصل الاستياك بعود الأراك؛ إما حملًا للّفظ على المعتاد في أرض الحجاز والعرب، [أو أخذاً] (2) بما روي من حديث أبي خيرة (3): أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يستاكُ بالأراكِ (4)، فعند تعذُّر النوع الأقرب، يُرتقى إلى ما فوقه من الجنس الأقرب فالأقرب؛ لأنَّه أقرب إلى التأسي، والاستنان في الاستنان (5).
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
في الأصل: "وجرت"، وفي "ت":"وجرة"، والصواب ما أثبت.
(4)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(7/ 426)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 368)، عن أبي خيرة الصباحي قال: قدمنا على النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلما أردنا أن نرجع أعطانا أراكاً فقال:"استاكوا بهذا".
قال ابن الصلاح: وهذا الحديث مسند قول صاحب "الإيضاح"، و"الحاوي"، و"التنبيه" حيث استحبوه. قال: ولم أجد في كتب الحديث فيه سوى هذا الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 71): قلت: قد استدل صاحب "الحاوي" من حديث أبي خيرة بلفظ آخر، وهو: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يستاك بالأراك، فإن تعذر عليه استاك بعراجين النخل، فإن تعذر استاك بما وجد. وهذا بهذا السياق لم أره.
وقد روى الطَّيالسيُّ في "مسنده"(355)، والبزار في "مسنده"(1827)، وأبو يعلى في "مسنده"(5310)، وابن حبان في "صحيحه" (7569) وغيرهم من حديث ابن مسعود لأنَّه: أنه كان يجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من أراك
…
" الحديث.
(5)
"ت": "الأسنان". قلت: الاستنان الأولى: "لاقتداء، والثانية: الاستياك.