الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا القول هو الصحيح.
• وثبت عن عائشة رضي الله عنها، أنها صلت على قبر أخيها عبد الرحمن بعد ما دفن. أخرجه عبد الرزاق (3/ 518)، وابن أبي شيبة (3/ 518)، وابن المنذر (5/ 412) بإسناد صحيح. وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه صلى على أخيه عاصم بعد ما دفن بثلاثة أيام. أخرجه ابن المنذر (5/ 412) بإسناد صحيح.
• وذهب أبو حنيفة، ومالك، والثوري، وقبلهم النخعي إلى عدم الصلاة على القبر، وادَّعوا الخصوصية، ولا دليل على هذه الدعوى؛ إلا أنَّ أبا حنيفة استثنى من دُفِنَ بغير صلاة، فقال: يُصلَّى عليه ما بين دفنه إلى ثلاثة أيام.
(1)
مسألة [2]: ما هو الحد الذي يُصَلَّى فيه على القبر
؟
• اختلف الجمهور في الحد الذي تجوز الصلاة فيه على القبر، فمنهم من قال: إلى شهر، وهو قول أحمد وأصحابه.
واستدلوا بحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلَّى على قبر أم سعد بن عبادة بعد شهر، وهو حديث ضعيفٌ، أخرجه الترمذي
(2)
(1)
انظر: «المغني» (3/ 444)، «المحلَّى» (581)، «الفتح» (1337)، «الأوسط» (5/ 411 - 413)، و «عبد الرزاق» (3/ 519)، و «ابن أبي شيبة» (3/ 361).
(2)
أخرجه الترمذي برقم (1038)، والبيهقي (4/ 48)، وابن سعد (3/ 614 - 615)، من طريق: قتادة عن سعيد بن المسيب، به.
وهو مع إرساله فيه عنعنة قتادة، وهو يدلس، لاسيما عن سعيد بن المسيب إذا عنعن كما في «التهذيب» .
عن سعيد بن المسيب مرسلًا، وهو قول إسحاق أيضًا، قاله الترمذي.
وأخرج ابن المنذر بإسنادٍ صحيحٍ عن عائشة رضي الله عنها، أن صلاتها على أخيها كانت بعد شهر.
قال رحمه الله: حدثنا يحيى، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا حماد، قال: ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قدمت عائشة بعد موت أخيها بشهر، فقالت: أين قبر أخي؟ فأتت فصلت عليه. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات أثبات.
• ومنهم من قال: يُصَلَّى عليه أبدًا. واختاره ابن عقيل الحنبلي، وهو قول ابن حزم.
• وقال بعضهم: يُصَلَّى عليه مالم يَبْلَ جسده.
• وقال أبو حنيفة: يصلي عليه الولي إلى ثلاث. وقال إسحاق: يصلي عليه الغائب إلى شهر، والحاضر إلى ثلاث.
• وذهب الشافعية في الأصح عندهم إلى أنَّ ذلك يختص بمن كان من أهل الصلاة عليه حين موته.
وهذا القول رجَّحه الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله.
(1)
(1)
انظر: «المغني» (3/ 455)، «الفتح» (1337)، «الإنصاف» (2/ 506)، «المحلى» (581)، و «الأوسط» (5/ 413).