الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنها- عن صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إِحدى عشرة ركعة، يصلّي أربعاً فلا تَسَلْ عن حُسْنهنّ وطولهنّ، ثمَّ يصلّي أربعاً فلا تَسَلْ عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمَّ يصلّي ثلاثاً"(1).
وله أن يُنْقِص منها، حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط، بدليل فِعله صلى الله عليه وسلم وقوله:
أمّا الفعل، فقد سُئلت عائشة رضي الله عنها: بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ قالت: "كان يوتر بأربعٍ وثلاثٍ، وستٍّ وثلاثٍ، وعشرٍ وثلاثٍ، ولم يكن يوتر بأنقص من سبعٍ، ولا بأكثر من ثلاث عشرة"(2).
وأمّا قوله صلى الله عليه وسلم فهو: "الوتر حقٌّ، فمن شاء فليوتر بخمسٍ، ومن شاء فليوتر بثلاثٍ، ومن شاء فليوتر بواحدة"(3).
لم يُصَلِّ التراويح أكثر من إِحدى عشرة ركعة
(4)
لم يثبت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه صلّى التراويح أكثر من إِحدى عشرة ركعة، وإِليك البيان:
(1) أخرجه البخاري: 1147، ومسلم: 738، وتقدّم.
(2)
أخرجه أحمد وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1233) وغيرهما وهو حديث جيد الإِسناد، وصحّحه العراقي، وهو مخرَّج في "صلاة التراويح"(ص 98 - 99).
(3)
تقدّم.
(4)
هذا العنون وما يحتويه من كتاب "صلاة التراويح" -بتصرف-.
1 -
قد تقدّم حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إِحدى عشرة ركعة.
2 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال؛ صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات، وأوتر
…
" (1).
3 -
أمّا ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإِسناده ضعيف وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين؛ مع كونها أعلم بحال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليلاً من غيرها، قاله الحافظ في "الفتح".
وسبَقه إِلى هذا المعنى الحافظ الزيلعي في "نصب الراية"(2/ 153). قال شيخنا: وحديث ابن عبّاس هذا ضعيف جدّاً كما قال السيوطي في "الحاوي للفتاوى"(2/ 73) وعِلّته أنّ فيه أبا شيبة إِبراهيم بن عثمان.
قال الحافظ في "التقريب": "متروك الحديث" وقد تتبعْتُ مصادره فلم أجِده إِلا من طريقه
…
وفصّل القول في ذلك.
وقال البيهقي: تفرَّد به أبو شيبة وهو ضعيف، وكذلك قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 172) أنَّه ضعيف، والحقيقة أنَّه ضعيف جدّاً، كما يشير إِليه قول الحافظ المتقدّم:"متروك الحديث" وهذا هو الصواب فيه .....
وأورده الحافظ الذهبي من مناكيره، وقال الفقيه ابن حجر الهيتمي في
(1) أخرجه ابن نصر والطبراني في المعجم الصغير وسنده حسن وأشار الحافظ في "الفتح"(3/ 10) و"التلخيص"(ص119) إِلى تقويته.
"الفتاوى الكبرى"(1/ 195) بعد أنْ ذكر الحديث: "شديد الضعف
…
".
وقال السيوطي: "فالحاصل أنَّ العشرين ركعة لم تثبت مِن فِعله
…
ومما يدلّ لذلك أيضاً (أي: عدم الزيادة) أنَّه صلى الله عليه وسلم كان إِذا عمل عملاً واظبَ عليه؛ كما واظب على الركعتين اللتين قضاهما بعد العصر؛ مع كون الصلاة في ذلك الوقت منهيّاً عنها، ولو فعَل العشرين ولو مرّة؛ لم يتركها أبداً، ولو وقع ذلك لم يَخْفَ على عائشة، حيث قالت ما تقدَّم".
قلت: بل قد ثبت في "صحيح مسلم"(782) من حديث أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها: "وكان آل محمّد إذا عملوا عملاً أثبتوه"، وقد تقدّم.
وفي "صحيح مسلم"(783) أيضاً: عن القاسم بن محمّد قال: "وكانت عائشة إِذا عملت العمل لزِمته".
لهذا ولغيره نقول: لم يثبُت لنا عن أحدٍ من آل محمّد صلى الله عليه وسلم أنهم صلّوا العشرين" والله تعالى أعلم.
4 -
إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد التزم عدداً معيّناً في السنن الرواتب وغيرها؛ كصلاة الاستسقاء والكسوف
…
وكان هذا الالتزام دليلاً مسلّماً عند العلماء أنَّه لا يجوز الزيادة عليها، فكذلك صلاة التراويح، ومن ادعى الفرق فعليه الدليل. وليست صلاة التراويح من النوافل المطلقة حتى يكون للمصلّي الخيار في أن يصلِّيها بأيّ عدد شاء، بل هي سُنّة مؤكّدة تشبه الفرائض من حيث أنّها تشرع مع الجماعة؛ كما قالت الشافعية فهي من هذه الحيثيّة أولى بأن لا يُزاد عليها من السنن الرواتب.