الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرائصهما (1) فقال: ما منعكما أن تصليّا معنا؟ قالا: قد صلّينا في رحالنا، فقال: لا تفعلوا، إِذا صلّى أحدكم في رَحله ثمَّ أدرك الإِمام ولم يُصلِّ فليصلِّ معه، فإِنَّها له نافلة" (2).
إِمامة المتوضّئ بالمتيمّم والمتيمّم بالمتوضّئ:
يُقدّم الأقرأ لكتاب الله تعالى في الإِمامة سواءٌ أكان متيمّماً أو متوضئاً لعموم النصّ المتقدّم: "يؤمّ القوم اقرؤهم لكتاب الله
…
". وكذا المقيم بالمسافر والمسافر بالمقيم
…
الخ.
وقد أمّ عمرو بن العاص أصحابه رضي الله عنهم وهو جنُب، وكان قد احتلم وأشفق على نفسه أن يهلك إِذا اغتسل، فعنه قال:"احتلمْتُ في ليلة باردة، في غزوة ذات السلاسل، فأشفقْتُ إِن اغتسلت أن أهْلِكَ، فتيمّمت، ثمَّ صلّيت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جُنبٌ؟ فأخبرتُه بالذي منَعني من الاغتسال، وقلت: إِني سمعْت الله يقول: {ولا تَقْتُلوا أنْفُسَكُم إِنَّ الله كان بِكُم رحيماً} (3)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقُل شيئاً"(4).
(1) الفرائص: جمع فريصة وهي اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها أي: ترجف من الخوف. "النهاية". وسبب ارتعاد فرائصهما؛ ما اجتمع في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهيبة العظيمة والحرمة الجسيمة؛ لكلّ من رآه مع كثرة تواضعه. "عون"(2/ 199).
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(538) وغيره، وانظر "الإِرواء"(534).
(3)
النساء: 29
(4)
أخرجه أحمد وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(323) وغيرهما، وانظر "الإِرواء"(154)، وأخرجه البخاري معلَّقاً.