الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنَة. فقلت لسالم: أفَعَل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال سالم: وهل يتَّبعون بذلك إلَاّ سنّته"؟ (1).
قال شيخ الإِسلام في "الفتاوى"(26/ 168): "ومن سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه جمَع بالمسلمين جميعهم بعرفة بين الظهر والعصر، وبمزدلفة بين المغرب والعشاء وكان معه خلق كثير ممّن منزله دون مسافة القصر من أهل مكة وما حولها، ولم يأمر حاضري المسجد الحرام بتفريق كلّ صلاة في وقتها، ولا أن يعتزل المكيون ونحوهم فلم يصلّوا معه العصر، وأن ينفردوا فيصلّوها في أثناء الوقت دون سائر المسلمين
…
".
2 - السفر:
عن معاذ بن جبل أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إِذا ارتحل قبل زيغ الشمس (2) أخّر الظهر حتى يجمعها إلى العصر يصلّيها جميعاً، وإِذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلّى الظهر والعصر جميعاً ثمَّ سار، وكان إِذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصلّيها مع العشاء، وإذا ارتحل (3) بعد المغرب عجّل (4) العشاء، فصلاّها مع المغرب" (5).
(1) أخرجه البخاري: 1662
(2)
أي: ميلها، وذلك إِذا قام الفيء.
(3)
أي: إِذا أراد أن يرتحل بعد المغرب.
(4)
قبل أن يمضي في سفره.
(5)
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم، وصححه شيخنا في "الإرواء"(578) و"الصحيحة"(164)، وانظر ما ذكره شيخنا -عافاه الله وشفاه- من الفوائد =
وفي "صحيح سنن أبي داود"(1067): "
…
وفي المغرب مِثل ذلك إِن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمَع بين المغرب والعشاء، وإنْ يرتحِل قبل أن تغيب الشمس؛ أخّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثمَّ جمَع بينهما".
عن عامر بن واثلة أنَّ معاذ بن جبل أخبره " أنّهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال: فأخّر الصلاة يوماً، ثمَّ خرج فصلّى الظهر والعصر جميعاً ثمَّ دخل، ثمَّ خرج فصلّى المغرب والعشاء جميعا"(1).
وعن ابن عباس قال: "ألا أحدّثكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر قال قلنا بلى قال: كان إِذا زاغت الشمس في منزله جمع بين الظهر والعصر قبل أن يركب، وإِذا لم تزغ له في منزله سار حتى إِذا حانت العصر نزل، فجمع بين الظهر والعصر، وإذا حانت المغرب في منزله جمع بينها وبين العشاء، وإِذا لم تَحِن في منزله ركب حتى إِذا حانت العشاء نزل فجمع بينهما"(2).
وفي روايةٍ عند مسلم (705) وغيره: "قال سعيد (هو ابن جبير) فقلت لابن عبّاس: ما حمَله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يُحرج أمّته".
= تحت هذا الحديث، في الكتاب الأخير (1/ 314) وذكر كلاماً هاماً لشيخ الإِسلام رحمه الله في درجات الجمع.
(1)
أخرجه مسلم: 706، وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1065)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(512)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(877)، والدارمي، ومالك في "الموطأ"، وهذا لفظه، وانظر "الإِرواء"(3/ 30).
(2)
أخرجه الشافعي وأحمد وغيرهما، وصححه شيخنا في "الإِرواء"(3/ 31)، وانظر "صحيح سنن الترمذي"(455).