الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجذماء (1)" (2). وكان صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه في خطبته قواعد الإِسلام وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم في خطبته إِذا عرض أمر أو نهي، كما أمر الداخل وهو يخطب أن يصلّي ركعتين؛ ويذكر معالم الشرائع في الخطبة؛ والجنّة والنار والمعاد، فيأمر بتقوى الله، ويحذّر من غضبه، ويرغّب في موجبات رضاه، وقد ورد قراءة آية، ففي حديث مسلم (862): "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن، ويذكّر الناس".
للجمعة خطبتان:
عن نافع عن عبد الله قال: "كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين يقعد بينهما"(3).
وعن جابر بن سمرة قال: كانت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم خطبتان؛ يجلس بينهما، يقرأ
(1) أي: كاليد المقطوعة، من الجَذْم: القطع. "النهاية". يعني: أنّ كلّ خطبة لم يُؤتَ فيها بالحمد والثناء على الله؛ فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها. قاله المناوي.
قال شيخنا في "الصحيحة"(1/ 327): "ولعل هذا هو السبب أو على الأقلّ من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس والمحاضرات التي تُلقى على الطلاب؛ أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النّبيّ صلى الله عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه
…
فلعلَّ هذا الحديث يذكِّر الخطباء بتدارك ما فاتهم من إِهمالهم لهذه السنّة، التي طالما نبَّهنا عليها في مقدمة هذه السلسلة وغيرها".
(2)
أخرجه أحمد والبخاري في "التاريخ" وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(4052) وابن حبان وغيرهم، وانظر "الصحيحة"(169).
(3)
أخرجه البخاري: 928