الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولا، وليس على شيء منها دليل يستدل به قطّ؛ إلَاّ قول من قال: إِنّها تنعقد جماعة الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات.
قال شيخنا -شفاه الله-: وهذا هو الصواب إِن شاء الله تعالى وانظر التعليق على الحديث (1204) من "الضعيفة".
مكان الجمعة:
يصحّ أداء الجمعة حيثما كان المرء سواءٌ أكان من أهل المدُن أو القرى أو المياه.
فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "أوّل جمعة جمّعت بعد جمعةٍ جمّعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد عبد القيس؛ بجُواثى يعني من البحرين"(1).
وروى ابن أبي شيبة في "باب من كان يرى الجمعة في القرى وغيرها" من طريق أبي رافع؛ عن أبي هريرة أنهم كتبوا إِلى عمر يسألونه عن الجمعة فكتب: "جمّعوا حيثما كنتم"(2).
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن مالك قال: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في هذه المياه بين مكة والمدينة يجمّعون"(3).
قال شيخنا في "السلسلة الضعيفة" تحت الحديث (917): وترجم له
(1) أخرجه البخاري: 4371
(2)
قال شيخنا -حفظه الله- في "الضعيفة" تحت الحديث (917)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(3)
انظر "الضعيفة" تحت الحديث (917) و"تمام المنّة"(ص 332).
البخاري (أي: لحديث ابن عباس أول جمعة جمّعت
…
" وأبو داود بـ "باب الجمعة في القرى".
قال الحافظ: "ووجه الدلالة منه أنّ الظاهر أن عبد القيس لم يجمّعوا إلَاّ بأمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم، لِما عرف من عادة الصحابة من عدم الاستبداد بالأمور الشرعية في زمن نزول الوحي، ولأنّه لو كان ذلك لا يجوز لنزل فيه القرآن، كما استدلّ جابر وأبو سعيد على جواز العزل بأنّهم فعلوه والقرآن ينزل، فلم يُنهَوا عنه".
قلت [أي: شيخنا]-حفظه الله-: وفي هذه الآثار السلفية عن عمر ومالك وأحمد من الاهتمام العظيم اللائق بهذه الشعيرة الإِسلامية الخالدة: صلاة الجمعة، حيث أُمِروا بأدائها والمحافظة عليها حتى في القرى وما دونها من أماكن التجمع، وهذا ....... هو الذي يتفق مع عمومات النصوص الشرعية وإطلاقاتها، وبالغ التحذير من تركها -وهي معروفة- وحسبي الآن أن أذكِّر بآية من القرآن:{يا أيها الذين آمنوا إِذا نودي للصلاة من يوم الجمُعة فاسعَوا إِلى ذِكر الله وذروا البيع} ، وصلاة الظهر بعدها ينافي تمامها:{فإِذا قُضيت الصلاة فانتشِروا في الأرض وابتغوا من فضْل الله} .
وقال الشوكاني رحمه الله في "السيل الجرار"(1/ 298) -ردّاً على من يقول مشترطاً "ومسجد في مستوطن"-: "وهذا الشرط
…
لم يدل عليه دليل يصلح للتمسك به لمجرد الاستحباب فضلاً عن الشرطية، ولقد كثر التلاعب بهذه العبادة وبلغ إِلى حد تَقْضِى منه العجب.
والحق أنَّ هذه الجمعة فريضة من فرائض الله سبحانه وشعار من شعارات