الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول: "اللهمّ إِني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب" عشراً (1).
9 -
"الله أكبر [ثلاثاً] (ذو الملكوت والجبروت (2)) والكبرياء والعظمة (3) "(4).
6 - الاستعاذة:
لقول الله: {فإِذا قرأْتَ القرآنَ فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم} (5).
قال ابن حزم رحمه الله في "المحلّى"(مسألة 363): "وفرض على كلّ مصلّ أن يقول إِذا قرأ: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". لا بُدّ له في كلّ ركعةٍ من ذلك؛ لقول الله تعالى: {فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} ..... ".
وقال رادّاً على من لا يقول بفرضيته: "ومن الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر؛ ثمَّ يقول قائل بغير برهانٍ من قرآن ولا سنّة: هذا الأمر ليس فرضاً، لا سيّما أمرُهُ تعالى بالدعاء في أن يعيذنا من كيد الشيطان؛ فهذا أمْر متيقّن أنَّه فرض؛ لأنَّ اجتناب الشيطان والفرار منه، وطلَب النجاة منه؛ لا يختلف اثنان في أنَّه
(1) أخرجه أحمد، وابن شيبة وأبو داود والطبراني في "الأوسط" بسند صحيح وآخر حسن.
(2)
اسمان مبنيان مِن الملك والجبر.
(3)
العظمة والملك: قيل هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يُوصف به إلَاّ الله تعالى. "النهاية".
(4)
أخرجه الطيالسي، وأبو داود بسند صحيح.
(5)
النحل: 98
فرض، ثمَّ وضع الله تعالى ذلك علينا عند قراءة القرآن".
وقال: "وكان ابن سيرين يستعيذ في كلّ ركعة".
وعن ابن جريج عن عطاء قال: "الاستعاذة واجبة لِكُلِّ قراءة في الصلاة وغيرها
…
". قال ابن جريج: فقلت له: من أجل {فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم} قال: نعم".
وقال شيخنا في "تلخيص صفة الصلاة"(ص 17): "ثمَّ يستعيذ بالله تعالى وجوباً ويأثم بتركه.
قال: والسنّة أن يقول تارة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه (1) وتارة يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
…
إِلخ".
وجاء في "الاختيارات"(ص 50): "ويستحبّ التعوّذ أوّل كلّ قراءة".
والراجح قول ابن حزم رحمه الله والله أعلم.
الإِسرار بها (2):
ويسنّ الإِتيان بها سرّاً: قال في "المغني": "ويُسِرُّ بالاستعاذة ولا يجهر بها، لا أعلم فيها خلافاً". انتهى.
لكن الشافعي يرى التخيير بين الجهر بها والإسرار في الصلاة الجهريّة.
مشروعية الاستعاذة في كلّ ركعة:
يسرع الاستعاذة في كلّ ركعة؛ لعموم قوله تعالى: {فإِذا قرأْتَ القرآنَ
(1) هو الشعر المذموم، وانظر كتابي "تأمّلات قرآنية" في شرح معنى الاستعاذة.
(2)
انظر "فقه السنة"(1/ 148).
فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم}.
واستدلّ من استدلّ من العلماء على اقتصار الفاتحة في الركعة الأولى من حديث أبي هريرة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا نهضَ من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ "الحمد لله رب العالمين"، ولم يسكت (1).
وذكر هذا الشيخ السيد سابق -حفظه الله تعالى- في "فقه السنّة"، وردّ عليه شيخنا -حفظه الله تعالى- في "تمام المنّة" (ص 176) قائلاً:"السّنّة المشار إِليها ليست صريحة فيما ذكَره المؤلف، لأنَّ قول أبي هريرة في حديثه المذكور في الكتاب: "ولم يسكت"، ليس صريحاً في أنَّه أراد مطلق السكوت، بل الظاهر أنَّه أراد سكوته السكتة المعهودة عنده، وهي التي فيها دعاء الاستفتاح، وهي سكتة طويلة، فهي المنفية في حديثه هذا.
وأمّا سكتة التعوذ والبسملة؛ فلطيفة لا يحسُّ بها المؤتمُّ لاشتغاله بحركة النهوض للركعة، وكأنّ الإِمامَ مسلماً رحمه الله أشار إِلى ما ذكَرنا مِن أن السكتة المنفية في هذا الحديث؛ هي المثبتة في حديت أبي هريرة المتقدّم، فإِنَّه ساق الحديث المشار إِليه، ثمَّ عقّبه بهذا، وكلاهما عن أبي هريرة، والسند إِليه واحد، فأحدهما متمّم للآخر، حتى لكأنَّهما حديث واحد، وحينئذ يظهر أنّ الحديث ليس على إِطلاقه، وعليه نرجّح مشروعية الاستعاذة في كلّ ركعة لعموم قوله تعالى:{فإِذا قرأتَ القرآن فاسْتَعِذْ بالله} ، وهو الأصحّ في مذهب الشافعية، ورجّحه ابن حزم في "المحلّى"، والله أعلم".
(1) أخرجه مسلم: 599