الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأضحى .... "، والباقي مثله، وزاد: "قال: وكان سعيد بن جبير إِذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه" (1).
وقال ابن عبّاس: "ويذكروا اسم الله في أيّام معلومات": أيّام العشر، والأيّام المعدودات: أيّام التشريق. رواه البخاري معلّقاً مجزوماً به، وقال الحافظ في "الفتح"(2/ 458)"لم أره موصولاً عنهما".
وقال البخاري: (باب فضل العمل في أيام التشريق)، وقال ابن عبّاس:{واذكروا الله في أيّام معلومات} ، أيّام العشر، والأيّام المعدودات أيّام التشريق.
استحباب التهنئة بالعيد:
عن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إِذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبّل الله منا ومنكم"(2).
التكبير في أيام العيدين:
قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
(1) أخرجه الدارمي في "سننه" وإسناده حسن، وانظر "الإرواء "(3/ 398).
(2)
أخرجه المحاملي في كتاب "صلاة العيدين"، وغيره وانظر "تمام المِنّة"(ص 354 - 356).
تَشْكُرُونَ} (1).
جاء في "تفسير ابن كثير": "
…
ولهذا أخَذَ كثير من العلماء مشروعيّة التكبير في عيد الفِطر من هذه الآية: {ولِتُكْمِلُوا العِدَّة ولِتُكبّروا الله على ما هَدَاكُم} ، حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إِلى وجوبه؛ في عيد الفطر لظاهر الأمر في قوله:{ولِتكبّرُوا الله عَلى ما هَدَاكُم} ، وفي مقابلته مذهب أبي حنيفة رحمه الله أنّه لا يشرع التكبير في عيد الفطر، والباقون على استحبابه". وهذا في عيد الفطر، والتكبير فيه من وقت الخروج إِلى الصلاة، إِلى ابتداء الخطبة.
أمّا الأضحى ففيه قوله سبحانه: {واذكروا الله في أيّام معدودات} (2).
جاء في "الإِرواء"(3/ 121): "روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال: كان الناس يكبّرون في العيد حين يخرجون من منازلهم؛ حتى يأتوا المصلّى وحتى يخرج الإِمام، فإذا خرج الإِمام سكتوا، فإِذا كبّر كبّروا".
وفيه (ص122): "
…
ثمَّ روى [أي: الفريابي] بسند صحيح عن الوليد (وهو ابن مسلم) قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إِظهار التكبير في العيدين؟ قالا: نعم، كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإِمام".
وفيه (ص 123): "وقد صحّ عن الزهري مرسلاً مرفوعاً، فقال ابن أبي شيبة
(1) البقرة: 185
(2)
البقرة: 203
(2/ 1/2): حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبّر حتى يأتي المصلّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإِذا قضى الصلاة قطع التكبير (1).
وهذا سند صحيح مرسلاً، ومن هذا الوجه أخرجه المحاملي (142/ 2).
وقد روي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه البيهقي (3/ 279) من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله ابن عمر: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن بن أم أيمن رضي الله عنهم رافعاً صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذ طريق الحذائين حتى يأتي المصلّى، وإِذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله.
وقال شيخنا -حفظه الله- في آخر التخريج: "فالحديث صحيح عندي موقوفاً ومرفوعاً والله أعلم". انتهى.
وانظر ما جاء في "الأوسط"(4/ 249) من آثار في ذلك.
ووقته في عيد الأضحى من صبح يوم عرفة إِلى عصر آخر أيام التشريق.
قال شيخنا: صحّ هذا عن عليّ وابن عبّاس، وقد خرّجْتهما في "الإِرواء"(3/ 125)، ورواه الحاكم عن ابن مسعود. انتهى.
والذي جاء في "الإِرواء" تحت الحديث (653): "وقد صحّ عن علي رضي الله عنه أنَّه كان يكبّر بعد صلاة الفجر يوم عرفة؛ إِلى صلاة العصر
(1) وانظر "الصحيحة"(171).
من آخر أيّام التشريق، ويكبّر بعد العصر".
وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إِلى السوق في أيّام العشر يُكبّران، ويكبّر الناس بتكبيرهما (1).
فائدة: قال شيخنا في "الصحيحة"(1/ 331): "وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهراً في الطريق إِلى المصلّى، وإِن كان كثير منهم بدؤوا يتساهلون بهذه السنّة، حتى كادت أن تصبح في خبر كان، وذلك لضعف الوازع الديني منهم، وخجلهم من الصّدع بالسُّنة والجهر بها، ومن المؤسف أن فيهم من يتولّى إِرشاد الناس وتعليمهم، فكأن الإِرشاد عندهم محصور بتعليم الناس ما يعلمون! وأمّا ما هم بأمسّ الحاجة إِلى معرفته؛ فذلك مما لا يلتفتون إِليه، بل يعتبرون البحث فيه والتذكير به قولاً وعملاً من الأمور التافهة التي لا يحسن العناية بها عملاً وتعليماً؛ فإِنا لله وإِنا إِليه راجعون.
ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أنّ الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كل ذكر يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يُشرع؛ فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور، ومثله الأذان من الجماعة المعروف في دمشق بـ (أذان الجوق)، وكثيراً ما يكون هذا الاجتماع سبباً لقطع الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقوف عنده؛ مثل:"لا إِله"! في تهليل فرض الصبح والمغرب؛ كما سمعنا ذلك مراراً".
(1) رواه البخاري معلّقاً بصيغة الجزم وقال الحافظ في "الفتح"(2/ 458): لم أره موصولاً عنهما
…