الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسجد) وقال نافع: كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه (1) ولشيخنا -عافاه الله وشفاه- كلام مفيد في "الضعيفة" تحت الحديث (929) فارجع إِليه -إِن شئت-.
14 - السجود وهو ركن والطمأنينة فيه -وهما رُكنان
-:
لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تُفلحون} (2).
وأمَر عليه الصلاة والسلام بذلك المسيء صلاته فقال له: "لا تتمّ صلاةٌ لأحد من الناس حتى
…
ثمَّ يسجد حتى تطمئنّ مفاصله" (3).
وفي رواية: "إِذا أنت سجدت فأمكنْتَ وجهك ويديك حتى يطمئنّ كل عظم منك إِلى موضعه"(4).
"وكان صلى الله عليه وسلم يأمُر بإِتمام الركوع والسجود، ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثَل الجائع؛ يأكل التمرة والتمرتين لا تُغنيان عنه شيئاً، وكان يقول فيه: "إِنَّه من أسوأ الناس سرقة".
وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود؛ كما سبق تفصيله في "الركوع"، وأمَر "المسيء صلاته" بالاطمئنان في
(1) قال شيخنا في "مختصر البخاري"(1/ 199): "وصله ابن خزيمة والطحاوي والحاكم وغيرهم بسند صحيح".
(2)
الحج: 77
(3)
أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وانظر "صفة الصلاة"(141).
(4)
أخرجه ابن خزيمة بسند حسن، وانظر "الصِّفة"(142).
السجود" (1).
السجود على سبعة أعضاء:
وهي الجبهة والكفّان والركبتان والقدمان مع مراعاة تمكين الأنف.
عن ابن عبّاس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهة (2) (وأشار بيده على أنفه) واليدين، والرّجلين، وأطراف القدمين"(3).
وعن العباس بن عبد المطلب أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سجد العبد سَجد معه سبعة أطراف. وجهُه وكفّاه وركبتاه وقدماه"(4).
وفي لفظ: "سجد معه سبعة آراب (5) "(6).
وفي الحديث: "لا صلاة لمن لا يصيبُ أنفه من الأرض ما يصيب الجبين"(7).
(1) انظر "صفة الصلاة"(145).
(2)
وهذا يدل على أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جعل هذين العضوين كعضو واحد في السجود، وانظر "صفة الصلاة"(143).
(3)
أخرجه مسلم: 490
(4)
أخرجه مسلم: 491
(5)
أي: أعضاء، واحدها إرْب بالكسر والسكون. "النهاية".
(6)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(790)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(223)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(723)، والنسائي "صحيح سنن النسائى"(1052)، وانظر "صفة الصلاة"(ص 143).
(7)
أخرج الدارقطني والطبراني وغيرهما، وانظر "صفة الصلاة"(ص 142).
وفي حديث أبي حُميد: "كان إِذا سجد أمكن جبهته وأنفه من الأرض"(1).
وقال بعض أهل العلم فيمن سجد على جبهته دون أنفه: "يجزئه، وقال غيرهم: لا يجزئه حتى يسجد على الجبين والأنف".
قال شيخنا: "وهذا هو الحقّ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لا يمسّ أنفه الأرض ما يمسّ الجبين"، وهو حديث صحيح على شرط البخاري كما قال الحاكم والذهبي
…
" (2).
صفة السجود (3)
و"كان [صلى الله عليه وسلم] يعتمد على كفيه [ويبسُطُها] "(4)، ويضم أصابعَهُما (5)، ويوجهها قِبَل القبلة (6).
و"كان يجعلهما حذو مَنكِبيه"(7). وأحياناً "حذو أذنيه"(8).
(1) أخرجه أبو داود وغيره، وأصْله في البخاري وهو حديث صحيح خرّجه شيخنا في "الإِرواء"(309).
(2)
انظر "تمام المنّة"(170).
(3)
عن "صفة الصلاة"(ص 141) بتصرف.
(4)
أخرجه أبو داود، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
(5)
أخرجه ابن خزيمة، والبيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(6)
أخرجه البيهقيّ بسند صحيح، وعند ابن أبي شيبة والسرَّاج توجيه الأصابع من طريق آخر.
(7)
أخرجه أبو داود، والترمذي وصححه، هو وابن الملقن، وهو مخرَّج في "الإرواء"(309).
(8)
أخرجه أبو داود، والنسائي بسند صحيح.
و"كان يُمكّن أنفه وجبهته من الأرض"(1). وقال للمسيء صلاتَه: "إِذا سجدت؛ فمكّن لسجودك"(2).
وفي رواية: "إِذا أنت سجدتَ؛ فأمكنْتَ وجهَك ويديك؛ حتى يطمئن كلّ عظم منك إِلى موضعه"(3). و"كان يمكِّن أيضاً ركبتيه وأطراف قدميه"(4). و"يستقبل [بصدور قدميه و] بأطراف أصابعهما القبلة"(5)، و "يرصّ عقبيه"(6). و"ينصب رجليه"(7)، وكان يفتخ أصابعهما (8).
(1) أخرجه أبو داود، والترمذي وصححه، هو وابن الملقن، وهو مخرَّج في "الإِرواء"(309).
(2)
أخرجه أبو داود، وأحمد بسند صحيح.
(3)
أخرجه ابن خزيمة بسند حسن.
(4)
أخرجه البيهقي بسند صحيح، وابن أبي شيبة، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(5)
أخرجه البخاري: 808، وأبو داود، والزيادة لابن راهويه في "مسنده" وروى ابن سعد عن ابن عمر أنَه كان يحبّ أن يستقبل كل شيء منه القبلة إِذا صلّى، حتى كان يستقبل بإبهامه القبلة.
(6)
أخرجه الطحاوي، وابن خزيمة، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
(7)
أخرجه البيهقيّ بسند صحيح.
(8)
أخرجه أبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه.
ويفتخ: بالخاء المعجمة؛ أى: يغمز موضع المفاصل منها، ويثنيها إِلى باطن الرجل. "النهاية".
و"كان لا يفترش ذراعيه"(1)؛ بل "كان يرفعهما عن الأرض، ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إِبطيه من ورائه"(2)، و"حتى لو أن بَهمة (3) أرادت أن تمرّ تحت يديه؛ مرَّت"(4).
وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه: "إِنْ كنا لنأوي (5) لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يجافي بيديه عن جنبيه إِذا سجد"(6).
وكان يقول: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط (وفي لفظ: كما يبسط) الكلب"(7).
مقدار السجود
كان صلى الله عليه وسلم يقول في السجود أنواعاً من الأذكار والأدعية، وأدنى ما يجزئ في السجود والركوع؛ مقدار تسبيحة واحدة، وللمصلّي منفرداً الزياده في التسبيح ما أراد، وكلّما زاد كان أولى، والأحاديث الصحيحة في تطويله صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه البخاري معلقاً مجزوماً به بلفظ: "سجد النبيّ صلى الله عليه وسلم ووضَع يديه غير مفترش ولا قابِضهما"، وموصولاً (باب-141) برقم (828)، ومسلم: 498 بلفظ: "وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَّبع".
(2)
أخرجه البخاري: 390، ومسلم: 497، وهر مخرّج في "الإِرواء"(359).
(3)
البَهمة: واحدة البهم، وهي أولاد الغنم.
(4)
أخرجه مسلم: 496، وأبو عوانة، وابن حبان.
(5)
أي: نرثي ونرِقّ.
(6)
أخرجه أبو داود، وابن ماجه بسند حسن.
(7)
أخرجه البخاري: 822، ومسلم: 493، وأبو داود، وأحمد.
ناطقة بهذا، وكذا الإِمام إذا كان المؤتمُّون لا يتأذّون بالتطويل. قاله الشوكاني وذكَره السيد سابق في "فقه السنّة".
أذكار السجود (1)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواعاً من الأذكار والأدعية، تارة هذا، وتارة هذا:
1 -
"سبحان ربي الأعلى (ثلاث مرات) "(2).
و"كان -أحياناً- يكررها أكثر من ذلك"(3).
وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل حتى كان سجوده قريباً من قيامه، وكان قرأ فيه ثلاث سور من الطوال:{البقرة} و {النساء} و {آل عمران} ، يتخللُها دعاءٌ واستغفار (4).
2 -
"سبحان ربي الأعلى وبحمده"(5).
3 -
"سبوح قدّوس رب الملائكة والروح"(6).
(1) عن "صفة الصلاة"(145).
(2)
أخرجه أحمد وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(774)، وابن ماجه والدارقطني والطحاوى والبزار، والطبراني في "الكبير" عن سبعة من الصحابة.
(3)
وتقدّم.
(4)
وتقدّم.
(5)
أخرجه أبو داود والدارقطني وأحمد والطبراني والبيهقي، وصححه شيخنا في المصدر المذكور.
(6)
أخرجه مسلم: 487
4 -
"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده؛ يتأول القرآن (1).
5 -
"اللهم لك سجْدتُ، وبك آمنت، ولك أسلمت، [وأنت ربي]، سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره، [فأحسن صوره]، وشق سمعه وبصره، [فـ] تبارك الله أحسن الخالقين"(2).
6 -
"اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجلّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسرَّه"(3).
7 -
"سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء بنعمتك عليَّ، هذي يدي وما جنيْت على نفسي"(4).
8 -
"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (5) "(6)، وهذا وما بعده كان يقوله في صلاة الليل.
(1) أخرجه البخاري: 817، ومسلم: 484، وهذا النوع من أذكار الركوع أيضاً، وقد مضى أنّ معناه: يعمل بما أمره به في القرآن.
(2)
أخرجه مسلم: 771، وأبو عوانة والطحاوى والدارقطني.
(3)
أخرجه مسلم: 483
(4)
أخرجه ابن نصر والبزار والحاكم، وصححه؛ ورده الذهبي، لكن له شواهد مذكورة في الأصل.
(5)
في "النهاية": العظمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بهما إلَاّ الله تعالى.
(6)
أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح.