الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عائشة أمّ المؤمنين " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: مُروا أبا بكر يُصلّي بالناس قالت عائشة: قلت إِنَّ أبا بكر إِذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمُرْ عمر فليصلِّ. فقال: مُروا أبا بكر فليصلِّ للناس. قالت عائشة لِحفصة: قولي له إنَّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يُسمِع الناس من البكاء. فمرْ عمر فليُصلّ للناس. ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، إِنكنّ لأنتنّ صواحبُ يوسف، مروا أبا بكر فليصلّ للناس. قالت حفصة لعائشة: ما كنتُ لأُصيب منك خيراً"(1).
وفي تصميم الرسول صلى الله عليه وسلم على صلاة أبي بكر بالناس على هذا الحال دليل على جواز البكاء في الصلاة إِذا غلَبه ذلك.
2 - الالتفات والإِشارة المُفهمة عند الحاجة
(2).
عن جابر قال: "اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيره، فالتفَت إِلينا فرآنا قياماً، فأشار إِلينا فقعَدنا، فصلّينا بصلاته قعوداً"(3).
وعن سهل ابن الحَنْظَليَّة، قال: ثُوِّبَ بالصلاة -يعني: صلاة الصبح- فجعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي، وهو يلتفت إِلى الشِّعْب (4). قال أبو داود: وكان
(1) أخرجه البخاري: 716
(2)
هذا العنوان من كتاب "الوجيز"(ص 101).
(3)
أخرجه مسلم: 413
(4)
الشِّعْب: الطريق في الجبل.
أرسل فارساً إِلى الشعب من الليل يحرس" (1).
ولا ينبغي الالتفات في الصلاة لغير حاجة لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: سألْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: "هو اختلاسٌ (2) يختلسه الشيطان من صلاة العبد"(3).
وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أنَّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها
…
وفيه وإِنَّ الله أمرَكم بالصلاة، فإِذا صليتم فلا تلتفتوا، فإِنّ الله يَنْصبُ (4) وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفت" (5).
وانظر للمزيد من الأحاديث كتاب "صحيح الترغيب والترهيب"(باب الترهيب من رفْع البصر إِلى السماء في الصلاة).
وهذا كلّه في الالتفات بالوجه أمّا الالتفات بجميع البدن والتحوّل به عن
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(810) وغيره وانظر "الإِرواء"(371).
(2)
في "النهاية": خَلَست الشيء واختلسته إِذا سلبته، والخُلسة: ما يؤخذ سلباً ومكابرة، وجاء في "الفتح" (2/ 235):"الاختلاس: الاختطاف بسرعة، والمختلس الذي يخطف من غير غلبة ويهرب؛ ولو مع معاينة المالك له، والناهب يأخذ بقوّة، والسارق يأخذ في خفية".
(3)
أخرجه البخاري: 751
(4)
النَّصْب: هو إِقامة الشيء ورفعه، وانظر "النهاية".
(5)
أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح "صحيح سنن الترمذي"(2298)، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما" والحاكم وقال:"صحيح على شرط البخاري ومسلم"، وانظر "صحيح الترغيب والترهيب"(550).