الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة الاستسقاء
الاستسقاء لغة: "طلب سَقْي الماء من الغير للنفس أو الغير، وشرعاً: طلبه من الله عند حضور الجدب على وجهٍ مخصوص"(1).
وتُصلّى في أي وقت خلا وقت الكراهة.
وتكون في المصلّى كما في "صحيح البخاري"(1012) و"مسلم"(894) من حديث عبد الله بن زيد "أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج إِلى المصلّى فاستسقى، فاستقبل القبلة وقلب رداءه".
ويخرج المسلمون للاستسقاء متذلّلين متواضعين متخشّعين متضرّعين، كما في حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما: قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متذلّلاً متواضعاً متخشعاً متضرّعاً"(2).
ويصلّي الإِمام ركعتين؛ يجهر فيهما بالقراءة؛ لحديث عبد الله بن زيد قال: "خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم يستسقي، فتوجّه إِلى القبلة يدعو، وحوّل رداءه، ثمَّ صلّى ركعتين جهرَ فيهما بالقراءة"(3).
(1)"فتح"(2/ 492).
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1032)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(459)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(1416)، وابن خزيمة "صحيح ابن خزيمة"(1405)، وانظر "الإرواء"(669).
(3)
أخرجه البخاري: 1024، ومسلم دون الجهر بالقراءة وأشار شيخنا -حفظه الله تعالى- إِلى ذلك في "الإِرواء" تحت (664).
ويقرأ بما تيسّر من القرآن العظيم، وليس هناك سُور معينة كما أشار شيخنا - حفظه الله تعالى- في "تمام المنّة"(ص 264).
ويكثر الإِمام من الدعاء لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحوط المطر، فأمَر بمنبر فوُضع له في المصلّى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخَرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلّم حين بدا حاجب الشمس (1). فقعد عى المنبر، فكبّر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثمَّ قال: إِنّكم شكوتم جدْب دياركم واستئخار المطر عن إِبّان زمانه (2) عنكم، وقد أمَركم الله عز وجل أن تدْعوه، ووعدَكم أن يستجيب لكم.
ثمَّ قال: الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. لا إله إلَاّ الله يفعل ما يريد، اللهمّ أنت الله لا إِله إلَاّ أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث، واجعل ما أنزلتَ لنا قوّة وبلاغاً (3) إِلى حين (4) ثمَّ رفع
(1) أي: أوله أو بعضه، قال الطيبي: أي: أوّل طلوع شعاعها من الأفق، قال ميرك: الظاهر أنَّ المراد بالحاجب: ما طلع أوّلاً من جرم الشمس مستدقًّا مشبهاً بالحاجب. "مرقاة"(3/ 616).
(2)
بكسر الهمزة وتشديد الباء، أي: وقته، يعني: عن أوّل زمان المطر. "مرقاة" بحذف.
(3)
أي: زاداً يبلغنا.
(4)
أي: من أحيان آجالنا، قال الطيبي: البلاغ: ما يُتَبلَّغ به إِلى المطلوب، والمعنى اجعل الخير الذي أُنزل علينا؛ سبباً لقوتنا ومدداً لنا مدداً طوالاً.
يديه (1)، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إِبطيه، ثمَّ حوَّل إِلى الناس ظهره، وقلب (2) أو حوّل رداءه وهو رافع يديه، ثمَّ أقبل على الناس، ونزَل، فصلّى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثمَّ أمطرت بإِذن الله فلم يأت مسجده، حتى سالت السيول، فلمّا رأى سرعتهم إِلى الكِنّ (3) ضحك رسول الله حتى بدت نواجذه (4) فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأنّي عبد الله ورسوله" (5).
ويستغفر كما في النص الآتي إِن شاء الله تعالى عن زيد بن أرقم، ويرفع الإِمام يديه وكذا المأمومون، ويبالغ الإِمام في الرفع كما في "البخاري":(1031)، "ومسلم" (895): عن أنس يصف رفْع يديه: "وإنَّه يرفع حتى يُرى بياض إِبطيه".
قال شيخنا -حفظه الله- في "تمام المِنّة"(ص 265): "
…
فأرى مشروعية المبالغة في الرفع للإِمام دون المؤتمّين".
ويحوّل رداءه كما تقدّم، وقد ورد في ذلك حديث عبد الله بن زيد بلفظ:
(1) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان إِذا دعا [رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء] جعَلَ ظاهر كفّيه ممّا يلي وجهه". أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وانظر "الصحيحة"(2491).
(2)
بالتشديد وفي نسخة بالتخفيف. "مرقاة".
(3)
ما يردّ به الحرّ والبرد من المساكن.
(4)
أي: آخر أضراسه.
(5)
أخرجه أبو داود والسياق له والطحاوي والبيهقي والحاكم وحسّنه شيخنا في "الإِرواء"(668).