الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول:] {مالك يوم الدين} ، وهكذا إِلى آخر السورة، وكذلك كانت قراءته كلُّها، يقف على رؤوس الآي ولا يَصِلُها بما بعدها" (1).
وكان صلى الله عليه وسلم يمدّ القراءة.
فعن قتادة قال: "سألتُ أنسَ بن مالك عن قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمدُّ مدّاً"(2).
قال الحافظ في "الفتح"(9/ 91): "المدّ عند القراءة على ضربين: أصلي وهو إِشباع الحرف الذي بعده ألف أو واو أو ياء، وغير أصلي وهو ما إِذا أعقب الحرف الذي هذه صفته همزة، وهو متصلّ ومنفصل، فالمتصل: ما كان من نفس الكلمة، والمنفصل: ما كان بكلمة أخرى، فالأوّل: يؤتى فيه بالألف والواو والياء، ممكنات من غير زيادة، والثاني: يزداد في تمكين الألف والواو والياء زيادة المدّ الذي يمكن النطق بها إلَاّ به من غير إِسراف، والمذهب الأعدل أنَّه يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمدّه أولا، وقد يُزاد على ذلك قليلاً، وما فرط فهو غير محمود".
ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها
(3)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما أمَره الله تعالى- يُرتّل القرآن ترتيلاً، لا هذّاً (4)
(1) أخرجه أبو داود وغيره وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو مخرج في "الإِرواء"(343).
(2)
أخرجه البخاري: 5046
(3)
عن "صفة الصلاة"(124) بتصرّف.
(4)
الهذّ: سرعة القطع والقراءة. "المحيط". وقال الحافظ (2/ 259): =
ولا عجلة؛ بل قراءة "مفسرة (1) حرفاً (2) حرفاً"(3). حتى "كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطولَ منها"(4).
وكان يقول: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإِنّ منزلك عند آخر آية تقرؤها"(5).
و"كان يمدّ قراءته (عند حروف المد)، فيمدّ {بسم الله}، ويمدّ {الرحمن}، ويمدّ {الرحيم} "(6)، و {نضيد} (7) وأمثالها.
= " أي سرداً وإفراطاً في السرعة"، والسّرد": المتابعة والاستعجال. "النهاية" ملتقطاً.
(1)
مُفسَّرة: من الفسر، وهو الإبانة والبيان وكشف الغطاء، وجاء في "تحفة الأحوذي" (8/ 241): حرفاً حرفاً: أي: كان يقرأ بحيث يمكن عدّ حروف ما يقرأ والمراد: حسن الترتيل والتلاوة على نعت التجويد.
قال الطيبي: يحتمل وجهين الأول: أن تقول: كانت قراءته كيت وكيت، والثاني: أن تُقرَأ مرتلة كقراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: لأن أقرأ سورة أرتّلها أحب إليّ من أن أقرأ القرآن كله بغير ترتيل.
(2)
قال في "النهاية": الحرف في الأصل: الطرف والجانب، وبه سمّي الحرف من حروف الهجاء.
(3)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" وأبو داود وأحمد بسند صحيح.
(4)
أخرجه مسلم: 733
(5)
أخرجه أبو داود والترمذي وصححه.
(6)
انظر "صحيح البخاري"(5046).
(7)
أخرجه البخاري في "أفعال العباد" بسند صحيح.
وكان يقف عى رؤوس الآي (1) و"كان -أحياناً- يُرَجِّع (2) صوته؛ كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة {الفتح} ، وقد حكى عبد الله ابن المُغَفَّل ترجيعه هكذا (آآ آ)(3)
وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم؛ [فِإن الصوت الحسَن يزيد القرآن حُسناً] "(4).
ويقول: "إِنّ من أحسن الناس صوتاً بالقرآن؛ الذي إِذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله"(5).
(1) وتقدّم في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم.
(2)
جاء في "النهاية": "الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارُب ضروب الحركات في الصوت
…
".
قال الحافظ: "هو تقارُب ضروب الحركات في القراءة، وأصْله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده بالحلق".
وقال المناوي: "وذلك ينشأ غالباً عن أريحية وانبساط، والمصطفى صلى الله عليه وسلم حصل له من ذلك حظ وافر يوم الفتح".
قال ابن الأثير في "النهاية" -بحذف-: لأنه كان راكباً فجعَلت الناقة تحرّكه، فحدَث الترجيع في صوته". وقال بعض العلماء الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء.
(3)
قال الحافظ في شرح قوله (آآ آ): "بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثمَّ همزة أخرى"[آءآءآء] وكذا في "النهاية"، ونقل الشيخ علي القاري مثله عن غير الحافظ، ثمَّ قال:"والأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات".
(4)
أخرجه البخاري: تعليقاً "كتاب التوحيد"(باب-52) وأبو داود والدارمي والحاكم وتمام الرازي بسند ين صحيحين. وانظر "الصحيحة"(771).
(5)
حديث صحيح، رواه ابن المبارك في "الزهد"، والدارمي وابن نصر والطبراني =
وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول:
"تعلّموا كتاب الله، وتعاهدوه، واقتنوه، وتغنَّوا به (1)، فوالذي نفسي بيده؛ لهو أشد تفلّتاً (2) من النوق والحوامل المخاض (3) في العقل (4) ".
ويقول: "ليس منّا من لم يتغنَّ بالقرآن"(5).
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيتَ مزماراً (6) من مزاميرآل داود"، [فقال أبو موسى: لو علمتُ مكانك؛ لحبّرت لك (7) تحبيراً (8).
= وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"، والضياء في "المختارة". وانظر "الصحيحة"(771).
(1)
جاء في "الفيض": "اي: اقرأوه بتحزين وترقيق وليس المراد قراءته بالألحان والنغمات".
(2)
أي: ذَهاباً.
(3)
النوق الحوامل.
(4)
جمْع عِقال، وعقلت البعير: حبسْتُه وخصَّ ضرْب المَثل بها؛ لأنها إِذا انفلتت لا تكاد تُلحق. "فيض القدير".
(5)
أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(6)
قال العلماء: "المراد بالمزمار هنا: الصوت الحسَن، وأصل الزمر: الغناء، وآل داود هو داود نفسه، وآل فلان قد يطلق على نفسه، وكان داود عليه السلام حسَن الصوت جداً". ذكره النووى في "شرح مسلم".
(7)
يريد: "تحسين الصوت وتحزينه". "النهاية".
(8)
أخرجه البخاري: 5048، ومسلم: 793