الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبله" (1).
5 - دعاء الاستفتاح:
ويكون بعد تكبيرة الإِحرام وقبل القراءة.
قال شيخنا في "تلخيص الصِّفة"(ص 16): "وقد ثبَت الأمر به فينبغي المحافظة عليه".
وقد راجعتُ شيخنا -حفظه الله تعالى- فقلت له: هل قولكم: ثبت الأمر به؛ ضرْب من ضروب التعبير اللغوي أَم ماذا؟
فقال -حفظه الله تعالى-: "إِني لم أستعمل لفظ الوجوب لسبب؛ وهو أَنِّي لم أستحضر أنَّ أحداً من أهل العلم قال بالوجوب، فإِن وُجد فهو بمعنى الوجوب، وإن لم يقُل به أحد من العلماء فلا نتجرّأ على القول بما لم يقولوا".
وقد ثبت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أدعية عديدة في هذا الموطن، فيحسن بالمصلى أن يقرأ تارةً بهذا وتارة بهذا، وإليك هذه الصيّغ (2).
1 -
اللهمّ باعِدْ بيني وبين خطاياي؛ كما باعدْتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس (3)، اللهم اغسِلني
(1) انظر "صحيح البخاري"(738، 739)، و"سنن أبي داود"، و"صفة الصلاة"(87) وانظر -إِن شئت- "تمام المنّة"(173) للمزيد من الفائدة.
(2)
نقلْتُها وتخريجاتها من كتاب "صفة الصلاة"(91 - 95) بتصرُّف.
(3)
الدنس: الوسخ، انظر "النهاية".
من خطاياي بالماء والثلج والبَرد"، وكان يقوله في الفرض (1).
2 -
وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً (2)[مسلماً] وما أنا من المشركين، إِنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أُمِرت وأنا أوّل المسلمين (3)، اللهّم أنت الملِك، لا إِله إلَاّ أنت، [سبحانك وبحمدك]، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمْتُ نفسي، واعترفْتُ بذنبي، فاغفر لي ذنبي جميعاً؛ إنَّه لا يغفر الذنوب إلَاّ أنت، واهدني لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلَاّ أنت، واصرف عنّي سيئها؛ لا يصرف عنّي سيئها إلَاّ أنت، لبّيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إِليك (4)[والمهدي من هديت]، أنا بك وإليك. [لا منجا ولا ملجأ منك إلَاّ إِليك]،
(1) أخرجه البخاري: 744، ومسلم: 598
(2)
الحنيف: هو المائل إِلى الإِسلام، الثابت عليه، والحنيف عند العرب: من كان على دين إِبراهيم عليه السلام، وأصل الحَنَف: الميل، "النهاية".
(3)
قال شيخنا في التعليق: "هكذا في أكثر الروايات، وفي بعضها: "وأنا من المسلمين"، والظاهر أنه من تصرُّف بعض الرواة، وقد جاء ما يدّل على ذلك، فعلى المصلّي أن يقول: "وأنا أوّل المسلمين"، ولا حرج عليه في ذلك؛ خلافاً لما يزعم البعض، توهُّماً منه أن المعنى: "إِنّي أوّل شخص اتصف بذلك، بعد أن كان الناس بمعزل عنه"، وليس كذلك، بل معناه: بيان المسارعة في الامتثال لما أُمر به، ونظيره {قُلْ إِنْ كان للرحمن ولدٌ فأنا أولُ العابدين} ، وقال موسى صلى الله عليه وسلم:{وأنا أولُ المؤمنين} .
(4)
قال شيخنا في التعليق: "أي لا ينسب الشر إِلى الله تعالى، لأنه ليس في فِعْله تعالى شر، بل أفعاله عز وجل كلها خير؛ لأنها دائرة بين العدل والفضل والحكمة، وهو كلّه خير لا شر فيه، والشر إِنما صار شرّاً لانقطاع نسبته وإضافته إِليه تعالى". ثمَّ ذكَر كلاماً مفيداً لابن القيم -رحمه الله تعالى-".
تباركتَ (1) وتعاليتَ، أستغفرك وأتوب إِليك". وكان يقوله في الفرض والنفل (2).
3 -
"سبحانك، اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جَدُّك، ولا إِله غيرك"(3).
4 -
" الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرة (4) وأصيلاً"(5). استفتح به رجل من الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم: "عجبْتُ لها! فُتِحت لها أبواب السماء"(6).
5 -
"الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه"؛ استفتح به رجل آخر، فقال صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيت اثني عَشَر مَلَكاً يبتدرونها (7) أيهم يرفعها"(8).
6 -
"اللهمّ لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهنّ، [ولك الحمد، أنت مَلِك
(1) أصله البركة، تطلق على الدوام والثبوت وقيل للزيادة والكثرة.
(2)
أخرجه مسلم: 771، وأبو عوانة، وأبو داود، وغيرهم.
(3)
أخرجه أبو داود، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(4)
البُكرة: أول النهار إِلى طلوع الشمس. "الوسيط". وفي "المحيط": "البُكرة: الغُدوة، وهي البكرة، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس".
(5)
الأصيل: الوقت بعد العصر إِلى المغرب. "مختار الصحاح". وفي "الوسيط": "الأصيل: الوقت حين تصفَر الشمس لمغربها".
(6)
أخرجه مسلم: 601، وغيره.
(7)
يعجلون ويستبقون. انظر "المحيط".
(8)
أخرجه مسلم: 600، وأبو عوانة.
السماوات والأرض ومن فيهنّ]، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حقّ، وقولك حقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنار حقّ، والساعة حقّ، والنبيّون حقّ، ومحمّد حقّ، اللهمّ لك أسلمتُ، وعليك توكّلتُ، وبك آمنْتُ، وإِليك أنَبْتُ، وبك خاصمْتُ، وإليك حاكمْتُ، [أنت ربنا وإِليك المصير، فاغفِر لي ما قدَّمْت، وما أخّرتُ، وما أسررت وما أعلنْت]، [وما أنت أعلم به مني]، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، [أنت إِلهي]، لا إله إلَاّ أنت، [ولا حول ولا قوة إِلا بك] " (1).
وكان يقول صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل كالأنواع الآتية (2):
7 -
"اللهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وإِسرافيل فاطر السماوات والأرض! عالم الغيب والشهادة! أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحقّ بإِذنك، إِنك تهدي من تشاء إِلى صراط مستقيم (3) "(4).
8 -
كان يكبر عشراً، ويحمد عشراً، ويسبح عشراً، ويُهلّل عشراً، ويستغفر عشراً، ويقول:"اللهمّ اغفر لي واهدني وارزقني [وعافني] " عشراً،
(1) أخرجه البخاري: 7499، ومسلم: 769، وغيرهما.
(2)
قال شيخنا في التعليق على "الصفة": "ولا ينفي ذلك مشروعيتها في الفرائض أيضاً كما لا يخفى؛ إلَاّ الإِمام كي لا يطيل على المؤتمّين".
وقال -شفاه الله وعافاه- في "تمام المنّة"(ص 175): في مثل هذا: "وإذا كان ذلك مشروعاً في الفريضة؛ ففي النافلة من باب أولى كما لا يخفى على أولي النهى".
(3)
هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، ونقَل الإِمام ابن جرير إِجماع الأمّة على ذلك.
(4)
أخرجه مسلم: 770، وأبو عوانة.