الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة: 127](1)، وقد تطلق القواعد على أساطين البناء، قال الزجاج:"القواعد أساطين البناء التي تعمده"(2).
قال تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26].
أصول السحاب: قال أبو عبيد (3): قواعد السحاب: أصولها المعترضة في آفاق السماء، شبهت بقواعد البناء (4).
وبالجملة فإن أهم معاني القاعدة هو الأساس والأصل، وسواء أكان ذلك حسيًّا كقواعد البيت، أم معنويًّا كقواعد الدين، وقواعد العلوم (5).
القاعدة اصطلاحًا:
بدأ ظهور معنى القاعدة اصطلاحًا في القرن الثامن الهجري، وقد وُجِدَ اتجاهان في تعريف القاعدة اصطلاحًا، وذلك بناءً على اختلافهم هل هي كلية، أم أغلبية؟
(1) لسان العرب، لابن منظور، (11/ 239)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 4، 1990 م، (2/ 525)، الكليات، للكفوي، (ص 738).
(2)
لسان العرب، لابن منظور، (11/ 239).
(3)
أبو عبيد، القاسم ابن سلام بن عبد الله، البغدادي، الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، من مؤلفاته: غريب الحديث، وفضائل القرآن، والناسخ والمنسوخ، ولد سنة 157 هـ، وتوفي سنة 224 هـ. طبقات الفقهاء، للشيرازي، (ص 92)، سير أعلام النبلاء، للذهبي، (10/ 490).
(4)
المرجع السابق، (11/ 239).
(5)
القواعد الفقهية، د. يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1418 هـ - 1998 م، (ص 15).
فممن عرفها بأنها كلية: الجرجاني (1) والتفتازاني (2) والمقري والسبكي (3) وغيرهم (4).
ومن تعبيراتهم: قول الجرجاني: "قضية كلية منطبقة على جميع جزيئاتها"(5).
وقول الكفوي (6): "القاعدة اصطلاحًا: قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها"(7).
وقول التاج السبكي: "القاعدة: الأمر الكلي الذي ينطبق عليه جزيئات كثيرة تفهم أحكامها منها"(8).
فالفاعل مرفوع في النحو، والأمر للوجوب في الأصول، ولكن لما وقع قليل نادر من الاستثناء عرفها بعضهم بأنها أكثرية، وممن عرفها بأنها حكم أكثري أو
(1) علي بن محمد بن علي الحسيني، الجرجاني، عالم المشرق ويعرف بالسيد الشريف، من مصنفاته: التعريفات، تفسير الزهراوين، شرح المواقف العضدية، ولد سنة 740 هـ، وتوفي سنة 816 هـ. الضوء اللامع، للسخاوي، (5/ 328)، البدر الطالع، للشوكاني، (1/ 333).
(2)
مسعود بن عمر التفتازاني، عالم بالنحو والتصريف، والمعاني والبيان، والأصلين، والمنطق، من مصنفاته: التلويح في أصول فقه الحنفية، وشرح العقائد في أصول الدين، والمقاصد في أصول الدين وشرحها، ولد سنة 712 هـ، وتوفي سنة 792 هـ. الدرر الكامنة، لابن حجر، (4/ 350)، وشذرات الذهب، لابن العماد، (8/ 547).
(3)
تاج الدين، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام، السبكي، أجاز له جماعة كابن سيد الناس وطبقته ثم قدم دمشق سنة 739 هـ فسمع بها من زينب بنت الكمال، والزي، والذهبي، من مصنفاته: جمع الجوامع، وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح منهاج البيضاوي، ولد سنة 727 هـ، وتوفي سنة 772 هـ. شذرات الذهب، لابن العماد، (8/ 378)، والبدر الطالع، للشوكاني، (1/ 283).
(4)
التعريفات، للجرجاني، (ص 219)، شرح التلويح على التوضيح للتفتازاني، (1/ 36)، والقواعد، للمقري، (1/ 212)، الأشباه والنظائر، لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1411 هـ - 1991 م، (1/ 11).
(5)
التعريفات، للجرجاني، (ص 219).
(6)
أبو البقاء، أيوب بن موسى، الحسيني، الكفوي، كان من قضاة الحنفية، له كتاب الكليات، توفي سنة 1094 هـ. الأعلام، للزركلي، (2/ 38)، معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، (3/ 31).
(7)
الكليات، لأبي البقاء الكفوي، (ص 728).
(8)
الأشباه والنظائر، للسبكي، (1/ 11).