الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
همزة سَلْ، فإذا سُبقت بفاء أو واو هُمِزَت، كقولك: فاسأل واسأل، وجمع المسألة مسائل، فإذا حذفوا الهمزة قالوا: مَسَلة والفقير يسمى سائلًا (1).
والسؤال: استدعاء معرفة؛ أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء مالٍ، أو ما يؤدي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسان خليفة لها إما بوعدٍ أو بردٍّ (2).
والمسألة في الاصطلاح: هي القضية التي يبرهن عليها، أو هي المطلوب الخبري الذي يبرهن عنه في العلم الذي تنتمي إليه، والنوازل يُسأل عنها، والجواب لا بد له من برهان، فهذا وجه تسميتهم النوازل بالمسائل والسؤالات أو الأسئلة (3)، وسيأتي ذكر نماذج من تلك الكتب.
6 - المستجدات (المستحدثات):
لغةً: تطلق المستجدات على الأمور الجديدة، وهي بكسر الجيم وفتحها، مفردها مستجد، وجذرها (ج د د) فيه ثلاثة أصول في العظمة والحظ والقطع، والقطع هو ما يتعلق بموضوع البحث، فيقال: جَدَدْتُ الشيء جَدًّا، فهو مجدود، أي: مقطوع، والثوب الجديد كأن ناسجه قطعه الآن، ثم سمي كل شيءٍ لم تأت عليه الأيام جديدًا (4).
والمصدر منه الجِدَّة، يقال: فلان أجدَّ ثوبًا واستجدَّه، أي: صيره جديدًا.
وأما المستحدثات فهي في اشتقاقها قريبة من الحوادث وفي معناها قريبة من المستجدات.
واصطلاحًا: فإن استعمال هذا اللفظ وما يقاربه في النوازل إنما هو عند الفقهاء المعاصرين فحسب، وهو يطلق عندهم على ما يلي:
(1) كتاب العين، للخليل، (7/ 301).
(2)
المفردات في غريب القرآن، للأصفهاني، (ص 250).
(3)
الكليات للكفوي، (ص 857)، المصباح المنير، للفيومي، (1/ 297)، لسان العرب، لابن منظور، (6/ 134).
(4)
معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، (1/ 406 - 409).
1 -
المسائل الفقهية التي حدثت، أو أُحدثت في هذا الزمان، وليس لها حكمٌ ظاهرٌ مفصل في المراجع الفقهية القديمة (1).
2 -
أو المسائل التي لم يتقدم فيها قولٌ لمتبوع (2).
3 -
كما أنهم يطلقونها -أيضًا- على المسائل التي تغيَّرت موجبات الحكم عليها (3) بعامل الزمان أو المكان أو طبيعة حياة الإنسان.
وقد تُطلق ألفاظ أخرى في وقت الناس هذا للتعبير عن النوازل، منها: القضايا المعاصرة (4)، والفتاوي المعاصرة (5)، والنظريات والظواهر (6).
التعريف اللقبي:
بناءً على ما سبق؛ فإن "فقه النوازل" هو العلم الذي يبحث في الأحكام الشرعية للوقائع المستجدة والمسائل الحادثة، مما لم يرد بخصوصها نص ولم يسبق فيها اجتهاد.
على أن المقصود بتلك المسائل الحادثة والوقائع المستجدة ما يشمل أمورًا ثلاثة، هي:
1 -
ما وقع للمرة الأولى، مثل: زراعة الأعضاء، والاستنساخ، مما لم يرد بخصوصه نص أو يسبق فيه اجتهاد.
2 -
ما وقع قبل ذلك؛ لكن تغير حكمه لتغير ما ابتني عليه الحكم، مثل: اختلاف صور
(1) الموسوعة الفقهية الكويتية، (1/ 61).
(2)
المرجع السابق، (33/ 332).
(3)
منهج معالجة القضايا المعاصرة في ضوء الفقه الإسلامي، بحث د. محمد رواس قلعه جي، مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية، دبي، العدد الخامس، 1413 هـ - 1992 م، (ص 60).
(4)
المرجع السابق، (ص 60) كما قررت كلية الشريعة بجامعة الأزهر بمصر تدريس مادة "قضايا فقهية معاصرة" في سنوات الكلية الأربع للعناية بفقه النوازل، كما جمعت فتاوي شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله في عدة مجلدات بعنوان: بحوث وفتاوي إسلامية في قضايا معاصرة.
(5)
أصدر الدكتور يوسف القرضاوي ثلاث مجلدات من الفتاوي بعنوان: فتاوي معاصرة.
(6)
فقه النوازل، د. بكر أبو زيد، (1/ 9).