الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجه الدلالة:
هاتان الآيتان تضمنتا نفي الحرج ورفعه بإسقاط التكليف عن العجزة المذكورين في الآيتين، سواء في الجهة المالية أم البدنية.
فالله تعالى وضع عن الأعمى التكليف الذي يشترط له البصر، وعن الأعرج ما يشترط له المشي، وعن المريض ما يؤثر المرض في استطاعته، وهكذا (1).
كما يُستدل على نفي الحرج في كتاب الله تعالى بكل آية نفت التكليف بما لا يستطاع، وبما لا يدخل تحت الوسع، وبكل آية أَثبتت التيسير والتخفيف في التشريع، وبكل آية نفت العسر عن الشريعة، والضرر والمشقة عن المكلفين، وهي آيات كثيرة معلومة.
ثانيًا: السنة المطهرة:
1 -
حديث أبي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بعثت بالحنيفية السمحة"(2).
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَحَبُّ الأديان إلى الله الحنيفيةُ السمحة"(3).
وجه الدلالة:
الحنيفية السمحة هي المائلة عن الباطل إلى الحق في سهولة ويسر (4)، فلو ثبت
(1) تفسير القرطبي، (8/ 226).
(2)
أخرجه: الإمام أحمد في "مسنده"(5/ 266)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 216)، وفيه قصة، وطرفه:"إني لم أُبعَث باليهودية ولا بالنصرانية؛ ولكني بُعِثث. . ." فذكره. وحسنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"(2924). وفي الباب: عن أم المؤمنين عائشة، وجابر، وابن عباس، وعلي، وحبيب بن أبي ثابت رضي الله عنهم.
(3)
أخرجه: البخاري معلَّقًا بلا إسناد (1/ 29)، والإمام أحمد في "مسنده"(1/ 236)، والبخاري في "الأدب المفرد"(287)، والطبراني في "الكبير"(11/ 227)، وغيرهم. وحسَّن إسنادَه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(1/ 94).
(4)
فتح الباري، لابن حجر، (1/ 108، 109، 134).