الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من شد الزنانير
…
الخ"
(1)
.
وقال ابن القيم: "وهنا أصل آخر، وهو أن الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد؛ فكفر الجحود أنه يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه، وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه، وأما كفر العمل، فينقسم إلى ما يضاد الإيمان، وإلى ما لا يضاده فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان"
(2)
.
4 - الكفر بالشك:
مثل من يقول: أنا لا أدري هل الله حق أو ليس بحق، أو يقول: أنا لا أدري هل محمد صادق، أو كاذب أو يقول: أنا لا أدري هل البعث حق، أو غير حق، فهذا يكون كافرا يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
قال القاضي عياض: "وكذلك من أضاف إلى نبينا الكذب فيما بلغه وأخبر به، أو شك في صدقه، أو سبه
…
فهو كافر بإجماع"
(3)
.
وقال أيضًا: "
…
ولهذا نكفّر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك"
(4)
.
قال الشيخ عبد الرحمن أبا بطين: "فقد دل القرآن: على أن الشك في الجملة كفر، كما في قوله تعالى في الكفار {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}
(1)
الشفا 2/ 397.
(2)
كتاب الصلاة ص 55، وانظر الرسائل المفيدة للشيخ عبد اللطيف عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص 27، 28 وأعلام السنة المنشورة للحكمي ص 73، 76.
(3)
الشفا 2/ 1069.
(4)
الشفا 2/ 1071.
[الجاثية: 32]. وغير ذلك من الآيات الصريحة، والشك غير العناد، وهذا ظاهر بحمد الله تعالى.
ومما يبين لك: مراد الشيخ تقي الدين رحمه الله ما ذكره في بعض كتبه، بقوله:"من اعتقد أن زيارة أهل الذمة كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد، وإن جهل أن ذلك الأمر محرم عُرِّفَ ذلك، فإن أصر صار مرتدا؛ وقال: من سب الصحابة أو واحدا منهم، واقترن بسبِّه دعوى أن عليا إله أو نبي، أو أن جبريل غلط، فلا نشك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره".
وقال أيضا: "ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا، فلا ريب في كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر"
(1)
.
وقال الشيخ أبا بطين: "فانظر تكفيره الشاك، مع القطع بأن سبب الشك هو الجهل، وأطلق على من ذكر مع العلم القاطع بأن أكثر هؤلاء أو كلهم جهال لم يعلموا أن ما قالوه كفر"
(2)
.
وقال ابن تيمية في رده على أهل الحلول والاتحاد: "فهذا كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين"
(3)
.
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نواقض الإسلام: الثالث: "من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر إجماعًا"
(4)
.
(1)
انظر الصارم المسلول ص 591، 592.
(2)
الدرر السنية 10/ 357، 358، الصارم المسلول لصارم ص 1111، 1110.
(3)
مجموع الفتاوى 2/ 368.
(4)
مجموعة الشيخ الرسائل الشخصية ص 213.