الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ به يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(1)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"
(2)
.
وللبخاري ومسلم مرفوعًا: "ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر"
(3)
.
ولمسلم قال صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
(4)
.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بأن يصبروا على الأثرة التي يلقونها بعده حتى يلقوه على الحوض. وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر، وأمر بالصبر عند المصيبة، وأخبر أنه إنما يكون عند الصدمة الأولى. وأمر المصاب بأنفع الأمور له وهو الصبر والاحتساب، فإن ذلك يخفف مصيبته ويوفر أجره
(5)
.
*
أقوال السلف في الصبر:
قال عمر رضي الله عنه: "وجدنا خير عيشنا بالصبر"
(6)
.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بان الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا لا إيمان لمن لا صبر له"
(7)
.
(1)
أخرجه الترمذي (2396).
(2)
أخرجه الترمذي (2396)، وابن ماجه (4031).
(3)
أخرجه البخاري (1469)(6470).
(4)
أخرجه مسلم (2999).
(5)
للاستزادة انظر تيسير العزيز الحميد ص 515.
(6)
أخرجه البخاري في باب الصبر عن محارم الله ص 1122 ورقم الحديث بعده (6470).
(7)
انظر تيسير العزيز الحميد ص 515.
وقال الإمام أحمد: "ذكر الله الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعًا"
(1)
.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: "الرجل كل الرجل من يصبر على العافية. وهذا الصبر متصل بالشكر، فلا يتم إلا بالقيام بحق الشكر، وإنما كان الصبر على السراء شديدا، لأنه مقرون بالقدرة، والجائع عند غيبة الطعام أقدر على الصبر منه عند حضور الطعام اللذيذ"
(2)
.
وقال ابن القيم في منازل السائرين: "والصبر حبس النفس على المكروه، وعقل اللسان عن الشكوى، وهو من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبة وأنكرها في طريق التوحيد. وهو واجب بإجماع الأمة"
(3)
.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والله سبحانه وصف الأئمة بالصبر واليقين فقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)} [السجدة: 24]
(4)
.
وقال ابن القيم: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
(5)
.
وقال ابن كثير: "والصبر من صفات عباد الرحمن التي استحقوا بها الجنة العالية، ولقوا فيها التحية والسلام قال تعالى:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} [الفرقان: 75 - 76]
(6)
.
(1)
تيسير العزيز الحميد 515.
(2)
الآداب الشرعية 1/ 30.
(3)
مدارج السالكين 2/ 152.
(4)
الاستقامة لابن تيمية 1/ 40.
(5)
مدارج السالكين.
(6)
تفسير القرآن العظيم 3/ 463.