الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومحسنًا إلى نفسه باتباع السنة وتذكرة الآخرة والاعتبار بها والاتعاظ.
وأما الممنوع فإنه نوعان:
أحدهما: محرم ووسيلة للشرك كالتمسح بها والتوسل إلي الله بأهلها، والصلاة عندها، وكإسراجها والبناء عليها، والغلو فيها وفي أهلها إذا لم يبلغ رتبة العبادة.
والنوع الثاني: شرك أكبر كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم، فهذا شرك أكبر، وهو عين ما يفعله عباد الأصنام مع أصنامهم"
(1)
.
2 - حكم زيارة قبر المشرك:
يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: "ويجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط. وفيه حديثان:
الأول: عن أبي هريرة قال: "زار النبي قبر أمه، فبكي، وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت"
(2)
.
الثاني: عن بريدة "كنا مع النبي في سفر، - وفي رواية -: في غزوة الفتح، فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب، ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال: "إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي. فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرا""
(3)
.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" قال النووي رحمه الله: "فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم
(1)
القول السديد ص 81 - 82.
(2)
أخرجه مسلم (976)، وأبو داود (3234)، والنسائي (2036)، وابن ماجه (1572).
(3)
أحكام الجنائز ص 188.