الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
الجائز منها كالدعاء للمشركين بالهداية فهذا جائز، فقد ثبت في البخاري أن الطفيل بن عمرو قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:"يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت فادع عليها. فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال: "اللهم اهد دوسا وائت بهم"
(1)
. ومنهم من يخصص ذلك بمن تُرجى هدايته.
وكان أبو هريرة يدعو أمه للإسلام وهي مشركة فأبت عليه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكرهه، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد أم أبي هريرة". وفي ختام الحديث قال أبو هريرة للرسول صلى الله عليه وسلم: "قد استجاب الله في دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا"
(2)
.
8 - حكم دعاء غير الله
دعاء غير الله شرك أكبر
(3)
، سواء طَلَبَ ميتًا أو بعيدًا عن الداعي واعتقد أنه يعلم الغيب، أو أن له تصرفًا في الكون
(4)
، أو طلب من غير الله لا يقدر عليه إلا الله كغفران الذنب، وهداية القلوب، وإنزال الغيث، وإنبات النبات، وكشف الضر الذي لا يكشفه إلا الله فهذا كله شرك أكبر
(5)
.
قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله: "إسناد إلى إلى غير الله في شيء من الأمور بياء النداء إذا كان يشتمل على رغبة أو رهبة، فهذا هو الدعاء الذي صرفه لغير الله شرك"
(6)
.
(1)
أخرجه البخاري (2937)، ومسلم (2524).
(2)
مسلم (2491).
(3)
تيسير العزيز الحميد ص 487، صيانة الإنسان ص 159.
(4)
الصارم المنكي ص 210، شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين 6/ 51.
(5)
مجموع الفتاوى 1/ 109، 27/ 72. صيانة الإنسان ص 154.
(6)
الدرر السنية 1/ 541.
وفي تيسير العزيز الحميد يقول الشيخ سليمان بن عبد الله قال: "قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة السنية: "فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو ارزقني أو اجبرني، أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال، فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل".
وقد نص الحافظ أبو بكر أحمد بن علي المقريزي صاحب كتاب "الخطط" في كتاب له في التوحيد على: "أن دعاء غير الله شرك".
وقال شيخ الإسلام: "من جعل بينه وبيبن الله وسائط يتوكل عليهم يدعوهم ويسألهم، كفر إجماعا، نقله عنه غير واحد مقررين له، منهم ابن مفلح في "الفروع" وصاحب" الإنصاف" وصاحب "الغاية" وغيرهم"
(1)
.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "فثبت أن الدعاء عبادة من أجل العبادات، بل هو أكرمها على الله كما تقدم، فإن لم يكن الإشراك فيه شركا، فليس في الأرض شرك، وإن كان في الأرض شرك فالشرك في الدعاء أولى أن يكون شركًا من الإشراك في غيره من أنواع العبادة، بل الإشراك في الدعاء هو أكبر شرك المشركين الذين بعث إليهم رسول الله فإنهم يدعون الأنبياء والصالحين والملائكة، ويتقربون إليهم ليشفعوا لهم عند الله"
(2)
.
وقال ابن باز رحمه الله: "من أمثلة دعاء الجن أن يقول: افعلوا كذا، أو أعطوني كذا، أو افعلوا بفلان كذا. وهكذا من يدعو أصحاب القبور، أو يدعو الملائكة ويستغيث بهم، أو ينذر لهم فهذا كله من الشرك الأكبر نسأل الله السلامة والعافية"
(3)
.
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 229.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 221.
(3)
مجموع فتاوى ابن باز ص 1070.