الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: والفرق بينه وبين السمعة أن الرياء هو العمل لرؤية الناس، والسمعة العمل لأجل سماعهم، فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة بحاسة السمع، ويدخل فيه أن يخفي عمله لله ثم يحدث به الناس"
(1)
.
وفي بيان معنى التسميع المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: "من سمَّع سمَّع الله به"
(2)
قال النووي رحمه الله: "التسميع: هو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدّث الناس بما عمل
…
قال العلماء: فإن كان عالمًا يقتدى به، وذكر ذلك تنشيطا للسامعين ليعملوا به فلا بأس"
(3)
.
وقال أيضًا: "كما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع"
(4)
.
وبعضهم يدخل السمعة في تعريف الرياء؛ لأن الجزاء واحد وهو حبوط العمل.
وقال الصنعاني: "الرياء أن يفعل الطاعة، ويترك المعصية، مع ملاحظة غير الله، أو يخبر بها، أو يحب أن يطلع عليها لمقصد دنيوي من مال أو نحوه"
(5)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين في الرياء: "ويدخل في ذلك
(6)
من عمل العمل ليسمعه الناس ويقال له مسمع وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من راءى راءى الله به، ومن سمَّع سمَّع الله به"
(7)
.
2 - الرياء شرك:
يطلق العلماء على يسير الرياء الشرك الأصغر قال المروزي: "وشرك في العمل لا ينقل عن الملة وهو الرياء قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 529.
(2)
أخرجه البخاري (6499)(7152)، ومسلم (2986).
(3)
شرح الأربعين النووية ص 9.
(4)
شرح الأربعين النووية ص 9.
(5)
سبل السلام 4/ 243، 244.
(6)
يقصد الرياء.
(7)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 705. وانظر القول المفيد ط 1 - 2/ 226.
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] "
(1)
. يريد بذلك المراءاة بالأعمال الصالحة.
وقال ابن القيم: "وأما الشرك الأصغر؛ فكيسير الرياء والتصنع للخلق
…
إلخ"
(2)
.
وقال الشيخُ سليمان بن عبد الله: "ففسر الشرك الأصغر باليسير من الرياء فدل على أن كثيره أكبر
…
"
(3)
.
ومن الأدلة على ذلك حديث معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اليسير من الرياء شرك"
(4)
.
وقال ابن عثيمين: "الرياء من الشرك الأصغر؛ لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله، وقد يصل إلى الأكبر، وقد مثَّل ابن القيم للشرك الأصغر فقال: "مثل يسير الرياء" وهذا يدل على أن الرياء كثيره قد يصل إلى الأكبر"
(5)
.
وتارة يطلقون عليه الشرك الخفي. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "سمي الرياء شركًا خفيًا، لأن صاحبه يظهر أن عمله لله، ويخفي في قلبه أنه لغيره، وإنما تزين بإظهاره أنه لله بخلاف الشرك الجلي. وفي حديث محمود بن لبيد الذي تقدم في باب الخوف من الشرك تسميته بالشرك الأصغر. وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله، الشرك الأصغر رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص، وابن جرير في التهذيب. والطبراني والحاكم وصححه. فظاهره أنه من
(1)
تعظيم قدر الصلاة للمروزي 2/ 572.
(2)
مدارج السالكين 1/ 344، 373.
(3)
تيسير العزيز الحميد ص 537.
(4)
أخرجه الحاكم (1/ 4)، (4/ 328)، والبيهقي في الأسماء والصفات (4612) رقم (1046)، وابن ماجه (3989).
(5)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 926. وانظر 2/ 235، 236، 9/ 114، 115، من المجموع وأيضًا القول المفيد ط 1 - 2/ 227.